بنك جوليوس باير يتبنى نظرة "حذرة" تجاه النفط طالما الأسعار في نطاق 80 - 89 دولارا للبرميل مع اعترافه بوجود مخاطر جيوسياسية
(وكالة أنباء العالم العربي) - قال بنك جوليوس باير السويسري إنه يتبنى نظرة "حذرة" تجاه النفط طالما ظلت أسعار الخام في نطاق بين 80 إلى 89 دولارا للبرميل، في ظل اعترافه بوجود مخاطر جيوسياسية.
وأضاف البنك في مذكرة بحثية اطلعت عليها وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن أسعار النفط انخفضت ثم ارتفعت على نحو قوي في الأسابيع الفائتة مما يعطي انطباعا بسوق يهيمن عليه التوتر.
وقال البنك إنه في ظل غيابات الاتجاهات المدفوعة بالعوامل الأساسية للسوق إلى حد كبير، فإن تقلب المعنويات يسود الأسواق مشيرا إلى أن السردية في السوق تتغير بين ضعف الطلب الصيني مما يؤثر سلبا على الأسعار وبين تأثيرات الأوضاع الجيوسياسية والتي تدفع الأسعار إلى الصعود.
وأسعار العقود الآجلة لخام برنت قرب 81 دولار للبرميل يوم وفقا لبيانات موقع إنفستينج دوت كوم.
وأضاف البنك أنه يرى أن سوق النفط تتمتع بإمدادات جيدة مع ركود واضح إلى حد ما للطلب في العالم الغربي والصين، وزيادات مستمرة بالإنتاج في الأميركتين.
وقال البنك إنه بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تشتد حدة العوامل المعاكسة ويزيد الضغط على الأسعار.
وذكر البنك أن سوق النفط يبدو أنها تجاوزت عطلة الصيف، إذ أن الأسعار تحركت صعودا وهبوطا على نحو حاد على مدى الأيام والأسابيع الماضية، مما أعطى انطباعا بسوق متوترة إلى حد ما. وأضاف أن الوضع العام لم يتغير إذ أن الاتجاهات المتأثرة بالعوامل الأساسية لا تقدم سوى القليل من التوجيه للأسعار، التي تشكلها قفزات متأثرة بالمعنويات.
وأضاف أن التحولات بين مزاج السوق الهابطة والصاعدة تظل المحرك الرئيسي للأسعار، لكن الدورات المتأثرة بالمعنويات تلك يبدو أنها تقل في المدة مع كل موجة.
وقال البنك إنه وفقا لأحدث البيانات المتاحة، فإن صناديق التحوط اتجهت إلى المراهنة على هبوط الخام في سوق العقود الآجلة، لكن هذا التزاحم على جانب واحد ربما تكون انحسرت حدته في الوقت الراهن، استنادا إلى تحرك الأسعار صعودا.
وأضاف البنك أنه بينما يفسر ضعف الطلب الصيني عمليات بيع النفط، فإن المخاوف بشأن الأوضاع الجيوسياسية المتعلقة بإسرائيل وإيران تفسر الصعود الأحدث للأسعار. لكن على مستوى العوامل الأساسية، فإن التأثيرين كلاهما كان موجودا بالفعل لبعض الوقت.
وأضاف أنه بينما تظل الأوضاع الجيوسياسية مصدرا لعدم اليقين، ورغم أن المخاطر المحيطة بالإمدادات ربما يكون مبالغا في تقديرها في الوقت الراهن، فإن الاتجاهات المتأثرة بالعوامل الأساسية يبدو أنها تضعف بالنظر إلى العام القادم.
وقال البنك السويسري إن التوقعات المتعلقة بنمو الطلب العالمي على الطاقة ما زالت تتسم بالتشتت الشديد.
وقال البنك إنه يؤيد وجهة نظر وكالة الطاقة الدولية وتحديدا الحد الأدنى لنطاق التوقعات، ويرى أن نمو الطلب على النفط سينخفض صوب، إن لم يكن دون، مليون برميل يوميا أو واحدا بالمئة.
وأضاف أن طلب الصين على النفط يبدو فاترا في الوقت الذي يتلاشى فيه تأثير صدمة الطاقة في السنوات الأخيرة، كما أن أجزاء من الاقتصاد تتعثر، وتتسارع وتيرة التحول في قطاع الطاقة.
وذكر البنك أن الطلب على البنزين يبدو قريبا من ذروته مع نمو أسطول السيارات الكهربائية، في الوقت الذي يتسبب فيه التحول إلى الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي في الحد من استخدام الديزل، ويتوافر فيه اللقيم منخفض التكلفة والذي يعتمد على الغاز الطبيعي لصناعة البتروكيماويات، مما يعزز الضغط على الطلب على النفط بوجه عام.
وقال إنه مع الاقتراب من 2025، فإن إمدادات النفط من المتوقع أن ترتفع وتزداد حدة العوامل الأساسية المعاكسة، مما قد يدفع الأسعار صوب الحد الأدنى لنطاق التداول المسجل مؤخرا.