• باريس

  • الجمعة، ٢٦ يوليو ٢٠٢٤ في ١٠:٠٩ م
    آخر تحديث : السبت، ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ في ١٢:٠٦ ص

باريس تستعرض تاريخها وفنونها في افتتاح استثنائي للأولمبياد بمشاركة زيدان ونادال

(وكالة أنباء العالم العربي) - استعرضت باريس تاريخها وفنونها وأناقتها خلال حفل استثنائي للألعاب الأولمبية، التي عادت للعاصمة الفرنسية بعد 100 عام، افتتحه أسطورة كرة القدم زين الدين زيدان بحمل الشعلة، واختتم بإشعال المرجل الأولمبي الذي تحول إلى منطاد طائر.

وأقيم الحفل خارج استاد لأول مرة في تاريخ الأولمبياد في حضور نحو 300 ألف شخص حول ضفاف نهر السين، حيث حمل 85 قاربا حوالي سبعة آلاف رياضي، وسط عروض راقصة وغنائية وألوان مبهجة خلال نحو أربع ساعات.

وانتشر أكثر من 45 ألف شرطي والآلاف من الجنود وعناصر الفرق الخاصة لتأمين الحفل الذي حضره العشرات من رؤساء وملوك وأمراء الدول.

بدأ الحفل بعرض فيديو مصور لزيدان، الفائز بكأس العالم 1998 مع فرنسا والمنتمي لأصول جزائرية، وهو يتسلم الشعلة الأولمبية من الممثل الكوميدي الفرنسي- المغربي جمال دبوز.

وركض زيدان مسرعا بين مقاهي وطرقات باريس حتى وصل إلى محطة المترو، وبعد توقف مفاجئ للقطار سلم أيقونة ريال مدريد الشعلة إلى ثلاثة من الأطفال خارج القطار.

ومر الأطفال داخل نفق حتى وجدوا قاربا يحمل شخصا مقنعا دعاهم للركوب معه وخرج بهم إلى نهر السين، ليتحول المقطع المصور إلى مشهد حقيقي، واستقبلهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ بتحية وسط إطلاق لأدخنة ملونة تجسد العلم الفرنسي.

ومع نغمات آلة الأكورديون بدأ مرور القوارب، وتقدمت بعثة اليونان الصفوف ويليها فريق اللاجئين.

وبدأت المغنية الأميركية ليدي غاغا أول فقرة فنية حيث أدت أغنية فرنسية كلاسيكية لطفت الأجواء الممطرة.

أما الختام فشهد ظهور المغنية الكندية سيلين ديون بعد غياب طويل للمرض، وأدت أغنية للراحلة إديت بياف أشهر مغنيات فرنسا من منصة بوسط برج إيفل.

وشارك 500 من الراقصين في العروض الفنية على ضفاف النهر على موسيقى كلاسيكية، من بينهم 80 من ملهى (مولان روج) الشهير، بينما استمر الشخص الغامض المقنع في التنقل بين معالم باريس وأبنيتها الأثرية.

وتضمن الحفل استعراضات تظهر راقصين في صورة عمال في أثناء ترميم كاتدرائية نوتردام التي احترقت في 2019، وطريقة صنع الميداليات الأولمبية التي تحمل جزءا معدنيا من برج إيفل، ثم ظهر السباح الأسطوري الأميركي مايكل فيلبس، الأكثر فوزا بميداليات في تاريخ الأولمبياد، خلال فقرة تشير إلى علامة (لوي فيتون) الفرنسية الشهيرة للموضة.

الثورة الفرنسية

انتقل الحفل لتجسيد مبادئ الثورة الفرنسية "الحرية والإخاء والمساواة" في إطار فني يتضمن مشاهد من رواية "البؤساء"، ثم أدت المغنية الفرنسية من أصل أفريقي آيا ناكامورا أغنية حماسية وسط ألعاب نارية.

وعرضت فرنسا مجموعة من ابتكاراتها مثل المنطاد ورسوم "منيونز" المتحركة مع تجسيد لسرقة لوحة الموناليزا من متحف اللوفر، قبل عزف النشيد الوطني، وتبعه فقرة لتكريم عشرة رموز نسائية في الرياضة والأدب والفنون والعلوم عبر تماثيل ذهبية.

وتنوعت الفقرات التالية بين استعراضات لرياضات أولمبية حديثة مثل الرقص الاستعراضي (بريكنغ دانس) وألواح التزحلق، وعرض للأزياء وفقرات غنائية شملت أغنية "تخيل" للراحل جون لينون والتي تدعو للسلام والمساواة مع إضاءة برج إيفل بألوان براقة.

وركبت فارسة تجسد الروح الأولمبية على ظهر حصان معدني شق نهر السين في عرض مبهر حتى وصل إلى ساحة تروكاديرو بقلب باريس لتسليم العلم الأولمبي ورفعه.

مفاجأة نادال

ظهر زيدان قرب نهاية الحفل، بعد إعلان ماكرون بدء الألعاب الأولمبية، حيث تسلم الشعلة من الشخص الغامض، ثم سلمها إلى نادال مفاجأة الحفل، صاحب الرقم القياسي بالفوز ببطولة فرنسا المفتوحة للتنس 14 مرة، في آخر مشاركة أولمبية له.

وانتقل نادال مع الشعلة عبر قارب يحمل أسطورة التنس الأميركية سيرينا وليامز والعداء الأميركي السابق كارل لويس والبطلة الأولمبية في الجمباز الرومانية نادية كومانتشي.

وتسلمت لاعبة التنس الفرنسية السابقة إميلي موريسمو الشعلة منهم، ونقلتها إلى لاعب كرة السلة توني باركر أمام الهرم الشهير بمتحف اللوفر، ثم تناوب رياضيون فرنسيون من القدامى والبارالمبيين في حمل الشعلة.

وفي النهاية رفع أسطورة الجودو تيدي رينر والعداءة ماري جوزيه باري، الفائزان بذهبيات أولمبية، الشعلة لإيقاد المرجل الذي تحول إلى منطاد ارتفع في السماء في نهاية غير مألوفة.