انقطاع المياه يضرب نواكشوط في الصيف مرة أخرى
طفل صغير يحمل غالونا فارغا لتعبئته عند نقطة توزيع المياه في حيّ "حياة جديدة" الواقع جنوب شرق العاصمة الموريتانيّة نواكشوط. الاثنين، 8 يوليو تمّوز 2024
  • نواكشوط

  • الخميس، ١٨ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٠٧ م
    آخر تحديث : الخميس، ١٨ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٠٧ م

انقطاع المياه يضرب نواكشوط في الصيف مرة أخرى

(وكالة أنباء العالم العربي) - يتأبط عبد الله وأطفاله الثلاثة الدلاء والقنينات الفارغة ويسيرون بخطى متثاقلة في أزقة حيهم الشعبي في نواكشوط، يطرقون أبواب الجيران بحثا عن المياه التي انقطعت منذ أيام عن معظم مناطق العاصمة الموريتانية.

تعاني نواكشوط، التي يقطنها أكثر من مليون نسمة، انقطاعات متكررة في المياه مما أدى إلى أزمة خانقة في بعض أحياء المدينة، ومن بينها الحي الذي يسكنه عبد الله.

وقال عبد الله لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن الحي الذي يعيش فيه يرزح منذ أيام تحت وطأة العطش، مضيفا "نخوض معارك للبحث عن قطرة ماء".

وأضاف عبد الله "الأحياء تعاني من موجة عطش حادة، والناس يجوبون الشوارع بحثا عن أي مصدر للمياه".

وبعد ساعات من البحث المضني، انفرجت أسارير عبد الله بعدما علم أن صهريجا استأجرته جميعة خيرية سيصل إلى الحي الذي يقطنه عقب نداءات من السكان في مختلف أحياء نواكشوط للجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني لمساعدتهم في توفير المياه.

وتحت شمس نواكشوط الحارقة، تجمع عشرات الموريتانيين حول صهريج مياه ينتظرون بصبر دورهم للحصول على حصتهم.

تقف آمنة، وهي سيدة في العقد الخامس من العمر، في الطابور لعدة ساعات وهي تحمل دلاء وقنينات فارغة، وتتأمل الصهريج بعينين زائغتين خشية العودة خالية الوفاض.

وتقول آمنة إنها انتظرت ساعات طويلة لتتمكن من تعبئة الدلاء والقنينات بالماء، مضيفة أن تدخل جمعية خيرية لتوزيع المياه مجانا عليهم ساعد في التخفيف من معاناتهم.

وتابعت قائلة "لولا تدخل الجمعيات الخيرية لكنا في وضع أسوأ بكثير. على الأقل، هؤلاء المتطوعون يسعون لتخفيف معاناتنا".

أعاد انقطاع المياه إلى أذهان الموريتانيين أزمة مماثلة ضربت نواكشوط في أغسطس آب من العام الماضي واستمرت لعدة أسابيع ووصفت بأنها كانت الأصعب منذ عقود.

وخلصت تحقيقات أجريت العام الماضي إلى أن مضخات مشروع آفطوط الساحلي لم تجر لها صيانة منذ إنشائها لأسباب تتعلق بالفساد. ويهدف المشروع إلى ربط نواكشوط بنهر السنغال عن طريق أنابيب ضخ عملاقة بطول 200 كيلومتر.

وقالت وزارة المياه في التحقيق إن من أسباب الأزمة التأخر في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الساحلي، حيث كان من المقرر توسعته قبل العام 2020 ليصل إنتاجه إلى 226 ألف متر مكعب يوميا، وعدم وجود فائض في إمدادات الطاقة لمواقع إنتاج مياه الشرب ، وعدم تغطية شبكة التوزيع لكافة أحياء نواكشوط.

وتسببت أزمة المياه العام الماضي في إقالة مسؤولين كبار في الشركة الوطنية للمياه. غير أن انقطاع المياه تكرر مجددا هذا الصيف.

وألقى المستشار الفني لمدير الشركة الوطنية للمياه محمد الأمين المصطفى ولد السالك باللوم في أزمة المياه المتجددة على ارتفاع نسبة الطمي في مياه نهر السنغال، المصدر الرئيسي للمياه في العاصمة.

وقال السالك إن عمليات صيانة منشآت مشروع آفطوط الساحلي شارفت على الانتهاء.

وينتج مشروع آفطوط الساحلي حاليا 130 ألف لتر مكعب يوميا من المياه. وتسعى الحكومة الموريتانية من خلال عمليات الصيانة إلى تقليل تأثير الطمي على إمدادات المياه إلى العاصمة.

وأشار مستشار مدير شركة المياه إلى أن الحكومة الموريتانية أعدت في وقت سابق دراسات تهدف إلى سد النقص في إمدادات المياه عبر إطلاق مشروع لتحلية مياه البحر من أجل تلبية الاحتياجات المستقبلية.

وأضاف "نواكشوط مدينة تتوسع عمرانيا وتعرف كثافة سكانية متزايدة، مما يشكل ضغطا كبيرا على شبكة المياه الحالية، ولهذا السبب بدأت الحكومة في تنفيذ مشاريع كبيرة تشمل تحلية مياه البحر".