الطلاق في موريتانيا.. أغان وزغاريد وحفلات
(وكالة أنباء العالم العربي) - ترتبط مظاهر البهجة والفرح والسعادة وما يصاحبها من أغان وزغاريد في المعتاد بحفلات الزفاف في الدول العربية لكن طقوس الطلاق في موريتانيا تبدو الأقرب إلى هذه الأجواء.
وتقوم صديقات المطلقة وأفراد أسرتها بإظهار الفرح خاصة مع انتهاء "العدة الشرعية" الذي يعد عيدا بالنسبة لهن، تتزين فيه النسوة ويزركشن أياديهن وأقدامهن بالحناء وتتعالى أصوات الاحتفالات كما لو أنه "حفل زفاف".
ويتم الاحتفاء بالمطلقة في منزل إحدى صديقاتها وسط الأغاني والأهازيج والزغاريد، وهو ما تعتبره السيدات أمرا عاديا في موريتانيا.
وتقول منة بنت محفوظ إن الطلاق أمر عادي في البلاد، وإن السيدات يفرحن في هذه المناسبة مع تجهيز حفل للمطلقة بعد نهاية فترة العدة الشرعية، مشيرة إلى أن المرأة في موريتانيا يتعدد زواجها ولا يعيبها الطلاق في شيء.
وتؤكد منى بنت الغوث أن المرأة الموريتانية لا تخفي وجهها عند الطلاق على عكس ما يحدث عند الزواج بل وتعتبر أن أخبار الانفصال عادية وقد تسبب فرحا كبيرا في بعض الأحيان.
وقالت "نحن نتكلم عن هذ المجتمع الموريتاني.. أخبار المرأة عند الطلاق عندنا عادية بالنسبة لنا نحن الموريتانيين.. بل بالعكس نفرح بها كثيرا. العروس تتغبر (تخفي وجهها) وعندما تتطلق المرأة لا تخفي وجهها".
وأضافت "عندنا فرح كبير.. راعينا ذلك مع أختنا المتخلية (المطلقة)، فرحنا بها وأعددنا لها احتفالا.. هي تضع الحناء وفي المجتمع الموريتاني ينخبطولها (نطلق لها) 3 طلقات نارية و3 زغاريد".
ويتم استقبال المرأة المطلقة في الحفلة بالزغاريد وعبارات التشجيع، وتردد صديقاتها أغاني شعبية تتنبأ لها برجل أكثر وسامة ومالا ومكانة اجتماعية.
وترى فاطمة بنت محمد الأمين أن الطلاق ليس نهاية المطاف، وبدت أنها متقبلة الأمر كما أعربت عن أملها في خوض تجربة زواج جديدة لا تكون شبيهة بالسابقة.
وقالت "جاءتني صديقاتي اليوم بنهاية العدة ولإعداد مظاهر الاحتفال والزغاريد.. هذه عادات من قديم الزمان المعروفة في المجتمع.. أعددن الحناء لي واخترت الحناء التقليدية".
وأضافت "أنا كنت في تجربة الزواج من قبل.. كانت الحمد لله تجربة موفقة. شاءت الأقدار إنني والشخص الثاني لم نتوافق ولجأنا للطلاق مع أنه أبغض الحلال إلى الله. الطلاق يغير الطريق. لا بد أن تتوقف عند هذه التجربة".
وتابعت قائلة "الطلاق هو سنة الحياة وهو ليس نهاية الكون.. ما زالت هناك تجارب أخرى أرجو ألا تكون أشبه بالماضي، وأتمنى التوفيق للطرف الثاني".