الصليب الأخضر العراقي.. مبادرة شبابية لإنقاذ الحيوانات المشردة في البلاد
(وكالة أنباء العالم العربي) - يدير متطوعون دار إيواء هي الأولى لمعالجة الحيوانات المشردة في العراق وسط آمال في الحصول على دعم من الحكومة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الحيوانات من أجل توسعة المكان ليصبح أول عيادة بيطرية من هذا النوع في البلاد.
ولا يوجد اهتمام واضح بالحيوانات الأليفة في العراق، ما يجعل آلاف الكلاب والقطط ضحية حوادث سير أو معاملة سيئة أثناء تنقلها في الشوارع بحثا عن الطعام وهو ما منح الشاب حكم الشمري فكرته لتأسيس فريق الصليب الأخضر العراقي بجهوده الذاتية وبمساعدة عدد من الأطباء البيطريين الشباب لإنقاذ ومعالجة وتأهيل الحيوانات التي تتعرض لسوء معاملة أو إهمال أو حوادث دهس.
ويقول الشمري "الصليب الأخضر هو فريق تطوعي مختص بإنقاذ ومساعدة الحيوانات كافة. الأليفة والشرسة والسائبة نتعامل معها كلها. آلية عملنا هي تلقي المناشدات من الناس ومن ثم عرضها على الطبيب المختص لتوجيهنا وما هي العدة التي نعدها من أجل التعامل مع هذه الحالة ومن ثم نقلها إلى العيادة البيطرية لإجراء الفحوصات والكشف عليها واجراء اللازم وإيداعها الإقامة العلاجية ووضعها تحت المراقبة لمدة ثلاثة أيام على اقل تقدير ومن ثم إعطاء تقرير مفصل إلى متابعي صفحة الصليب الأخضر لكي يعلموا مدى الإمكانات التي يقدمها الصليب الأخضر والعيادات المرتبطة والداعمة له لإنقاذ هذه الحيوانات".
وأضاف "نشأت هذه الفكرة عندما زادت حالات التعنيف والدهس والإبادة والشكاوى المقدمة ضد هذه الحيوانات. وبعد عمل دراسة موسعة لفترة طويلة وملاحظة العيادات البيطرية والناس الذين يحتاجون لمساعدة ومد يد العون لكن تقف معوقات في طريقهم. سواء لا يملكون وسيلة نقل أو لا يملكون المال الكافي لسد احتياجات الحيوانات".
ويأمل الشمري ورفاقه في تطوير الفريق وتوسيع نشاطه والحصول على دعم حكومي ودعم من منظمات دولية معنية بحماية الحيوانات ورعايتها ونشر ثقافة حماية الحيوانات المشردة والتي تعرضت في الآونة الأخيرة في العراق لحملات إبادة نفذتها جهات حكومية ضد الكلاب الضالة في بغداد وبقية المحافظات العراقية بدعوى تزايد اعدادها وتعرض السكان لحوادث عقر.
وقال "نلاحظ أن عمليات القتل التي تتعرض لها الحيوانات السائبة تزايدت بعد عام 2019 والسبب أن الحكومة توقفت عن حملات الإبادة في هذه السنوات. لم نكن نرى أي حالات دهس أو قتل أو إبادة في السنوات لكن لاحظنا ان هذا الموضوع تزايد في السنوات الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا لمدة عامين وهو ما شجع الكلاب على التكاثر بأعداد هائلة".
وأضاف "نحن لا نشجع على عمليات الإبادة نهائيا. نحن ضدها لكن كإجراء سليم وأولي ولكي نسيطر على أعدادها نطالب بإنشاء محميات ودعم الذين يقومون بالتعامل مع الحيوانات من خلال إجراء عملية تعقيم هذه الحيوانات أو من خلال إنشاء ملاجئ".
وتابع قائلا "مبادرتنا هي جهد فردي وذاتي ونحن نتكفل بعلاج الحالات المرضية للحيوانات ونتلقى الدعم المادي من أشخاص يتطوعون لدعم نشاطات الفريق بالمال اللازم لإجراء عمليات جراحية قد تحتاجها بعض الحيوانات المصابة إضافة إلى تطوع عدد من الأطباء البيطريين لمعالجة الحيوانات مجانا وتحمل تكلفة العلاج".
ويساهم في المبادرة بعض الأطباء البيطريين ومن ضمنهم زيد فلاح الذي يرى أن وجود الحيوانات هو جزء من توازن البيئة مؤكدا أن قتلهم حاليا يمثل سياسة دولة.
وقال "نحن لا نتلقى أي دعم من جهات حكومية ولدينا ثمانية أطباء بيطريون يعملون هنا ولا نحصل على أي دعم بل نعمل بجهود ذاتية. الحيوانات هي نفس الله قد خلقها ولا يصح ان تقتلها بل نحن نساهم في أن تعيش وهي جزء من توازن البيئة والذي يحصل الآن من قتل للحيوانات هي سياسات دولة لا نستطيع أن نتدخل بها".
وأضاف "الذي نستطيع ان نقدمه نفعله بأنفسنا دون تدخل أي شخص والحيوان الذي يحتاج لمبالغ فنحن نبلغ الصليب الأخضر باعتباره جهة ساندة لنا وهو يبلغ الناس للتبرع للحيوان ويحصل على العلاج. أنتم رأيتم مكان الحيوانات ومكان مبيتهم كلها جيدة هنا وتحت المتابعة وعندما نتحدث عن مستوى الهلاكات (الوفيات) فهي قليلة جدا الحمد لله".