الروائي بومدين بلكبير لـAWP: إغلاق (دار ميم للنشر) يكشف عن أزمة كبيرة يعيشها الأدب الروائي في الجزائر
الروائي الجزائري بومدين بلكبير
  • الجزائر

  • الثلاثاء، ١٦ يوليو ٢٠٢٤ في ١١:٤٣ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ١٦ يوليو ٢٠٢٤ في ١١:٤٣ م

الروائي بومدين بلكبير لـAWP: إغلاق (دار ميم للنشر) يكشف عن أزمة كبيرة يعيشها الأدب الروائي في الجزائر

(وكالة أنباء العالم العربي) - اعتبر الروائي الجزائري بومدين بلكبير قرار إغلاق (دار ميم للنشر) أبوابها وتوقفها عن العمل بعد جدل أثارته رواية من منشوراتها رغم فوزها قبل أيّام بحائزة محليّة مرموقة "يكشف عن أزمة كبيرة" يعيشها الأدب الروائي في الجزائر".

كانت الدار قد أعلنت في وقت سابق يوم الثلاثاء انسحابها من سوق النشر في الجزائر والتوقّف عن العمل؛ وقالت في بيان مقتضب عبر (فيسبوك) إنها أغلقت أبوابها "في وجه الريح، وفي جه النار... لم نكن إلا دعاة سلم ومحبّة، ولم نسع لغير نشر ذلك".

وكانت رواية (هوارية) التي صدرت عن الدار للكاتبة إنعام بيوض وفازت بجائزة آسيا جبار قد أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وتعرّضت لحملة تدعو لسحبها من الأسواق بسبب ما قيل إنها عبارات "غير أخلاقية" تتضمنها الرواية.

وقالت الدار "مضت سنوات من المعافرة، على حلوها ومرّها، حاولت فيها دار ميم للنشر أن تقدّم للجزائر، للمثقف، للقارئ، للكاتب، للمشهد ولصناعة الكتاب، عملا ذا قيمة فنيّة جمالية ومعرفية؛ أصابت وأخطأت ككلّ مجتهد، ولكنها قدمت صورة طيبة للبلاد في كل المحافل".

وحذّر بلكبير في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) من أنّ قرار الدار "يساهم في مضاعفة الحملة على الرواية" معتبرا أن من يقودون الحملة ضد الرواية ومؤلفّتها "لم يقرأوا حرفا منها، لأنّها ما زالت غير متوفّرة في المكتبات".

ووصف بلكبير الحملة على الرواية بأنّها "تكاد تكون منهجية، لكنها تعيد الإبداع الجزائري إلى سنوات الظلام التي عاشها الأدب خلال سنوات العشرية السوداء" مبديا أسفه لأن الهجوم على رواية جاء من "بعض الأكاديميين والمثقفين ولم يأت من عامة الناس".

ودافع بومدين عن حرية المؤلفة في الكتابة واصفا إيّاها بأنّها "مبدعة ومترجمة لها خبرات إبداعية كبيرة ولا يجوز إرهابها من قبل مواقع التواصل الاجتماعي ... المشكلة الآن هي أن أيّ رأي حرّ ضد الحملة التي شُنّت على الرواية يُعرّض أصحابه للهجوم في كافة المنابر التي يقودها من ليست لديهم معرفة كافية بالأدب".

ولم تُصدر إنعام بيوض أيّ تعليقات بشأن الحملة التي تواجه الرواية؛ لكنّها عبّرت في مقابلة تلفزيونية جرت قبل أيّام عن فرحتها بالفوز بجائزة تحمل اسم آسيا جبار، التي وصفتها بأنها "قامة عالميّة".

وبحسب الكاتبة، فإنّ الرواية تدور حول شخصيّة عرّفتها باسم آخر لكنها حقيقيّة، وهي قارئة كفّ تلتقي بفئات متنوعة من الشعب الجزائري وتعرف أسرارهم؛ وتدور الرواية قبل وبعد فترة العشريّة السوداء في الجزائر، وتركّز على الحياة داخل مجتمع مدينة وهران.

وقالت الأكاديمية حبيبة العلوي في حديث لوكالة أنباء العالم العربي "لم يتقرّر سحب الرواية، لأنها غير متوفّرة في الأسواق؛ وما حدث أنّه تسرّب بعض مقاطع من الرواية فيها استعمال لبعض العبارات العاميّة الوهرانيّة التي اعتبرها البعض عبارات نابية، وانتشر الخبر عبر صفحات فيسبوك شعبية".

أضافت "بدأت حملة على فيسبوك تطالب بسحب الجائزة؛ كما حدث تجريح فيما يبدو للروائية وصاحبة دار النشر... اللجنة المكونة للجائزة فيها اسمان مهمان؛ عندنا هنا عبد الحميد بورايو وآمنة بلعلى، الأول كان أستاذي المشرف وهذا اسم له ثقل، وآمنة أيضا".

وتابعت "من ناحية دار النشر، فإنّ آسيا علي موساى صاحبة دار ميم من أكثر دور النشر أهميّة ولديها حضور عربيّ محترم قويّ".

وبينما أشارت إلى أنّها لم تطّلع بعد على الرواية، فقد اعتبرت قرار انسحاب الدار من النشر "خسارة كبيرة... وهذا خطير وحزين".

وإنعام بيوض هي كاتبة وشاعرة وفنّانة تشكيليّة ومترجمة وروائيّة جزائريّة اشتغلت بتدريس الترجمة وشغلت منصب مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة في الجزائر التابع لجامعة الدول العربية منذ إنشائه.

وللكاتبة عدّة إصدارات، منها (الترجمة الأدبية: مشاكل وحلول) ورواية (السمك لا يُبالي)، وديوان (رسائل لم تُرسل). وفازت عن روايتها الأولى بجائزة مالك حدّاد في الجزائر.