المياه الجوفية المالحة تهدد آثار بابل العراقية وتخفي أجزاء منها
(وكالة أنباء العالم العربي) - حذر أثريون عراقيون من أن المياه الجوفية ونسبة الرطوبة المرتفعة تهدد معالم وآثار مدينة بابل التاريخية في مدينة حائل بوسط العراق، وذلك لقربها من نهر الفرات.
ويعود تاريخ بابل وحضارتها لأكثر من ثلاثة آلاف سنة وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) على لائحة التراث العالمي.
وتقع تحت الآثار الظاهرة فوق سطح الأرض معالم أثرية مهمة مطمورة وغارقة تحت المياه الجوفية.
وفي هذا السياق يوضح فلاح نويص معاون محافظ بابل لشؤون التخطيط أن "موقع بابل الأثري من مستواه الحالي توجد تحته على عمق يتراوح بين 12 و13 مترا مياه جوفية، أثرت هذه المياه على الطبقات الأثرية التي تعود إلى حقبة الملك حمورابي سادس ملوك الإمبراطورية البابلية الأولى".
وأعرب عن اعتقاده بوجود تداعيات سلبية للمياه الجوفية على المواد الطينية التي صنعت منها المواد الأثرية، وقال "أعتقد أن عمليات التنقيب تواجه صعوبات كبيرة في البحث واستخراج المعالم الأثرية التي تعود إلى هذه الحقبة وربما إلى حقب أقدم منها".
ورأى نويص أن مدينة بابل تحتاج إلى تضافر جهود بعثات التنقيب ووزارة الآثار العراقية للمحافظة عليها وصيانة معالمها واكتشاف المخفي منها وتطويرها لجلب المزيد من السياح وإنعاش المنطقة الواقعة ضمنها اقتصاديا.
من جهته أوضح عايد غالب الباحث في دائرة السياحة والآثار والتراث في بابل أن مشكلة المياه الجوفية موجودة بعموم محافظة بابل وفي مدينة الحلة تحديدا التي تعاني من ارتفاع مستوى المياه فيها لأن نهر الحلة يمر في وسطها الأمر الذي يساهم بارتفاع نسبة المياه الجوفية.
وقال "تتمثل المشكلة الرئيسية في هذه المياه بارتفاع نسبة الملوحة فيها ما يؤثر على المناطق الأثرية وخصوصا مدينة بابل الأثرية، إضافة إلى التغير المناخي الذي أثر سلبا على هذه المناطق وأثر بشكل رئيسي على أسس الأبنية في المدينة الأثرية".
ولفت غالب إلى أن "المياه الجوفية تؤدي عادة إلى انتفاخ الطابوق المستخدم في أساس هذه الأبنية، وفي الصيف تنكمش فتتعرض للتعرية، وتأثرت كثير من المعالم والمنحوتات والرسومات التي كانت تزين المواد المستخدمة في الأبنية التراثية في بابل".
وتحدث الباحث الأثري عن سعي حكومي محلي بالتعاون مع فرق متخصصة في جامعة بابل من خلال تشكيل فريق جيوفيزيائي بإجراء مسح دقيق للمناطق الأثرية في شمال مدينة الحلة تمهيداً لوضع خطة عاجلة لصيانتها.