المولوية في سوريا.. "رقصة العشق الإلهي" تتوارثها العائلات للحفاظ عليها من الاندثار
(وكالة أنباء العالم العربي) - المولوية ممارسة صوفية قديمة من القرن الثالث عشر الميلادي أسسها الشاعر جلال الدين الرومي في تركيا. وهناك العديد من النسخ من الدوران والرقص والتهليل في أنحاء الشرق الأوسط، وفي سوريا فالمولوية تقليد عائلي تتوارثه أسر قليلة في محاولة للحفاظ عليه من الاندثار.
أسرة الطير واحدة من تلك العائلات حيث ينخرط جميع أفرادها من عميد العائلة وحتى أصغر فرد فيها في رقصتهم ببيتهم الدمشقي، وقال محمود الطير، أحد أعضاء الفرقة شارحا فكرة المولوية "جاءت الفكرة من دوران الكواكب حول نفسها ودوران الحجاج حول الكعبة"
وحول أماكن إقامتها أضاف "تقام حيث يقام مدح الله وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الشعائر الدينية، مثل عيد المولد النبوي الشريف وليلة القدر، ليلة 27 من رمضان، ويرمز اللباس الأبيض الفضفاض إلى النقاء ويذكر الناس بلباس الكفن، وأن كل شيء في هذه الدنيا إلى زوال، و "الكلاه"، هذا الغطاء على الرأس يرمز لشاهد القبر ولونه الترابي أي ان الإنسان خلق من التراب وسوف يرجع إلى التراب".
ويؤكد محمود الطير أن كل حركة في رقصة المولوية لها معنى ومغزى.
ويقول "الحركة الأساسية اليد اليمنى مرفوعة إلى الله سبحانه وتعالى نريد الله والأخرة ولا نريد الدنيا وملذاتها، والحركة الثانية هي حركة الدعاء لله سبحانه وتعالى والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى؟، والحركة الثالثة، حركة وضع الأكف على الكتف وهي لتذكير من يشاهدنا أن هناك رقيب وعتيد، ملكين يكتبان الخير والشر، فهي موعظة وذكر لله سبحانه وتعالى ونقل رسالة سلام إلى كل أنحاء العالم".
أما عن الرسالة والغاية من وراء الرقصة فيقول محمود الطير "المولوي حين يقوم بالدوران هي رحلة ما بين الأرض والسماء، حيث يكون جسده متعلق بالأرض ويدور على الأرض لكن روحه متعلقة بالسماء والأناشيد التي يسمعها وبذكر الله سبحانه وتعالى، حيث تذوب الأنا الواحدة في واو الجماعة، حيث يشارك كل من يشاهده في هذا الدوران".
ويقول من يؤدون تلك الرقصة إنها تساعد على الانفصال عن العالم والحصول على راحة نفسية ويسمونها "رقصة العشق الإلهي".