اغتيال إسماعيل هنية في إيران يثير عاصفة من الإدانات والتساؤلات
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية
  • القاهرة

  • الأربعاء، ٣١ يوليو ٢٠٢٤ في ٣:٥٥ م
    آخر تحديث : الأربعاء، ٣١ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٣٦ م

اغتيال إسماعيل هنية في إيران يثير عاصفة من الإدانات والتساؤلات

(وكالة أنباء العالم العربي) - اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء بمقر إقامته في طهران حيث كان يحضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وأثارت الحادثة أصداء واسعة وإدانات عديدة من داخل العالم العربي وخارجه، وتعهدات من الفصائل بمواصلة "المقاومة"، كما أثارت تساؤلات حول من سيخلف هنية في القيادة.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن التحقيق جار في الواقعة لمعرفة ملابساتها وأبعادها وسيتم إعلان النتائج لاحقا. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن أحد حراس هنية قُتل أيضا في الهجوم.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد وتنكيس الاعلام ليوم واحد. وأعلنت إيران الحداد ثلاثة أيام.

ونعت حركة حماس رئيس مكتبها السياسي وقالت في بيان مقتضب "تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم، الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية".

وتعهدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس بالرد قائلة "العدو سيدفع ثمن عدوانه من دمائه في غزة والضفة وفي داخل كيانه المسخ وفي كل مكان تصل إليه أيدي مجاهدي شعبنا وأمتنا". ووصفت اغتيال هنية بأنه "حدث فارق وخطير" ستكون له "تداعيات كبيرة" على المنطقة بأسرها.

وأضافت أن هذا الاغتيال "ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة... العدو قد أخطأ التقدير بتوسيعه لدائرة العدوان واغتيال قادة المقاومة في مختلف الساحات وانتهاك سيادة دول المنطقة".

ونقلت (قناة الأقصى) عن عبد السلام هنية، نجل إسماعيل هنية، القول "نال والدي ما تمنى، ونحن في ثورة ونضال مستمر ضد الاحتلال، والمقاومة لن تنتهي باغتيال القيادة، وحماس ستظل تقاوم حتى التحرير".

الإدانات الفلسطينية ودعوات الوحدة

أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة اغتيال هنية، واعتبره "عملا جبانا وتطورا خطيرا"، ودعا الشعب الفلسطيني "إلى الوحدة والصبر والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي".

واستنكر أيضا حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واقعة الاغتيال بشدة، ودعا في تدوينة على منصة إكس إلى "ضرورة إنجاز وحدة القوى والفصائل الفلسطينية".

ووصفت حركة فتح اغتيال هنية بأنه "جريمة بشعة وفعل جبان"، وأضافت في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "إن سياسة الاغتيالات لن تجدي نفعا في كسر إرادة شعبنا لنيل حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال".

ودعت الحركة الشعب الفلسطيني إلى "التكاتف والتآزر والوحدة في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة شعبنا؛ من خلال تعزيز الصمود والتصدي للاحتلال، ورفض كافة المؤامرات التصفويّة لقضيتنا، والحفاظ على الوحدة السياسية والجغرافية بين قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس؛ باعتبارها وحدة سياسية وكيانية واحدة".

كما أصدرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بيانا أكدت فيه أن اغتيال هنية لن يؤثر على استمرار "المقاومة" ضد إسرائيل.

وجاء في البيان "عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو المجرم بحق رمز من رموز المقاومة لن تثني شعبنا عن استمرار المقاومة لوضع حد للإجرام الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود". وأضافت "نؤكد على تلاحمنا مع إخواننا في حركة حماس في مقاومة الكيان الغاصب".

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين يوم الإضراب الشامل ودعت إلى الخروج في مسيرات غضب، وقالت في بيان إن اغتيال هنية "يأتي في إطار إرهاب الدولة الصهيوني وحرب الإبادة والتدمير والقتل في ظل عجز المجتمع الدولي لوقف الحرب ومحاسبة الاحتلال على جرائمه".

وقالت قيادة لجان المقاومة في فلسطين إن اغتيال هنية لن يؤثر على "المقاومة وإصرارها على استكمال طريقها في طرد العدو الصهيوني الغادر".

وأضافت في بيان "نؤكد أننا على عهده وعهد كل الشهداء الذين ارتقوا في هذا الطريق المبارك دفاعا عن مقدساتنا وقضيتنا. إن عملية الاغتيال بحق قائد كبير ورمز من رموز شعبنا الفلسطيني ومقاومته لن تفت من عضد المقاومة وإصرارها على استكمال طريقها في طرد هذا العدو الصهيوني الغادر الجاثم على أرضنا المحتلة من بحرها إلى نهرها".

الصمت الإسرائيلي

لم تتبنَّ إسرائيل رسميا عملية الاغتيال، وسادها تعتيم إعلامي شبه كامل على الأمر.

وذكرت قناة كان الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعز لحكومته بعدم التصريح أو التطرّق لواقعة الاغتيال.

لكن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو أشاد بعملية الاغتيال، وقال "هذه هي الطريقة الصحيحة لتنظيف العالم من هذه القذارة".

وأضاف "لا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الخيالية، ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء البشر، واليد الحديدية التي ستضربهم هي التي ستجلب السلام والقليل من الراحة وتعزز قدرتنا على العيش بسلام مع من يرغب في السلام".

ونقلت صحيفة (هآرتس) عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله إنه إسرائيل لا تريد حربا ولكنها مستعدة "لكافة الاحتمالات". كما نقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) عن وزير الخارجية يسرائيل كاتس قوله إن بلاده "لا ترغب في حرب شاملة".

ويعقد نتنياهو اجتماعا للمجلس الأمني المصغر يوم الأربعاء لتقييم الوضع الأمني.

إيران و"حق الرد"

توعد الحرس الثوري الإيراني إسرائيل برد "قاس ومؤلم" ، وقال في بيان "جريمة اغتيال هنية على يد عصابة الصهاينة هي انتهاك للقواعد والقرارات الدولية ولتغطية الهزائم التي مُني بها".

وأكدت وزارة الخارجية على حق إيران في الرد "بشكل مناسب" على اغتيال هنية على أرضها، كما حمّلت الولايات المتحدة المسؤولية قائلة "نؤكد مسؤولية حكومة أميركا باعتبارها الداعم والمتواطئ مع الكيان الصهيوني في استمرار الاحتلال والإبادة الجماعية للفلسطينيين، في ارتكاب هذا العمل الإرهابي الشنيع".

ونقل تلفزيون (العالم) الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني القول إن دماء هنية "لن تذهب سدى".

وأضاف أن اغتيال هنية "سيعزز العلاقات العميقة والمتينة بين إيران وفلسطين والمقاومة أكثر وأكثر"، مؤكدا أن الجهات المعنية تواصل التحقيقات اللازمة لمعرفة أبعاد عملية الاغتيال وتفاصيلها.

أما الزعيم الأعلى علي خامنئي فقال "مسؤولية الانتقام تقع على عاتقنا". وأضاف "إسرائيل جلبت على نفسها أشد العقاب بهذا الاعتداء".

وقال الرئيس الإيراني بزشكيان إن إيران ستدافع عن سلامة أراضيها وستجعل "الغزاة الإرهابيين يندمون على أعمالهم الجبانة".

كما أكدت بعثة إيران بالأمم المتحدة على أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس سيكون من خلال عمليات خاصة أكثر "صرامة".

ردود الفعل العربية

وتوالت الإدانات الإقليمية والدولية، وحذرت عواصم عربية من تداعيات هذا "التصعيد الخطير".

ففي مصر، حذرت وزارة الخارجية من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع في المنطقة، وعبَّرت في بيان عن إدانتها سياسة التصعيد الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها "تنذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة".

واعتبرت مصر أن تزامن التصعيد الإقليمي مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة يزيد من تعقيد الموقف و"يؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة"، ويقوض جهود مصر وشركائها من أجل وقف الحرب في قطاع غزة.

وأدانت وزارة الخارجية القطرية اغتيال هنية ووصفته بأنه "جريمة شنيعة وتصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي والإنساني"، وقالت في بيان "عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام".

وأكدت الخارجية "موقف دولة قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب".

وفي لبنان، أدان رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اغتيال هنية، ونقلت عنه الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام القول في مستهل اجتماع للحكومة إن هذه الواقعة تشكل "خطرا جديا بتوسع دائرة الخطر في المنطقة".

ونعت أيضا جماعة حزب الله هنية وقالت في بيان "شهادة القائد هنية ستزيد المقاومين المجاهدين في كل ‏ساحات المقاومة إصرارا وعنادا على مواصلة طريق الجهاد، وستجعل عزيمتهم أقوى ‏في مواجهة العدو الصهيوني قاتل النساء والأطفال ومرتكب الإبادة الجماعية في غزة ‏والمغتصب لأرض فلسطين ومقدسات الأمة".

وفي اليمن، أدان المكتب السياسي لجماعة الحوثي اغتيال هنية في عملية وصفها بأنها "آثمة وجبانة استهدفت أحد رموز الأمة وقادة المقاومة".

وقال الحوثيون في بيان "اغتيال القائد إسماعيل هنية تصعيد كبير وتجاوز أكبر، وانتهاك سافر لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية... عازمون على الوقوف إلى جانب حماس وكل فصائل المقاومة في التصدي للعربدة الصهيونية المدعومة أميركيا".

وفي العراق، قالت وزارة الخارجية إن عملية اغتيال هنية تعد "انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة"، ودعت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات المتكررة وانتهاك سيادة الدول".

وجددت الحكومة العراقية "التزامها بدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بما في ذلك حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وفي سلطنة عُمان، أدانت وزارة الخارجية اغتيال هنية ووصفته بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني وتقويض واضح لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

ودعت الخارجية العمانية المجتمع الدولي "للتدخل العاجل لمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم والاغتيالات السياسية والتحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي واستمرار الاحتلال اللامشروع للأراضي الفلسطينية وسياسة القتل والتطرف والتنكيل التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس الشريف".

وفي سوريا، وصفت وزارة الخارجية اغتيال هنية "بالعدوان السافر والانتهاك الخطير" للسيادة الإيرانية وللقانون الدولي، محذرة من أن "استمرار استهتار الكيان الإسرائيلي بالقوانين الدولية، وعدم انصياعه لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ودعوات معظم دول العالم لوقف مجازره قد يقود إلى اشتعال المنطقة برمتها".

كما أدان الأردن اغتيال هنية وقالت وزارة الخارجية في بيان إن الواقعة تمثل "خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تصعيدية ستدفع باتجاه المزيد من التوتر والفوضى في المنطقة".

وأكدت الخارجية الأردنية "ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وخروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتحمي أمن المنطقة واستقرارها من التبعات الكارثية لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتفاقم انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني وجرائمها ضده".

ودعا (الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن) في الأردن إلى مسيرة جماهيرية مساء اليوم في محيط السفارة الإسرائيلية في عمان "غضبا واستنكارا" لاغتيال هنية.

ردود الفعل الدولية

في أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "الإرهاب" الذي تمارسه إسرائيل في المنطقة سينتهي من خلال "موقف أكثر قوة من العالم الإسلامي وتحالف الإنسانية".

وأدان أردوغان عبر حسابه على منصة إكس اغتيال هنية، قائلا إن هذه العملية "الدنيئة تهدف إلى نسف القضية الفلسطينية ونضال غزة المجيد والمقاومة المشروعة لإخواننا الفلسطينيين والنيل من معنوياتهم وترهيبهم".

وأضاف "لن تتمكن الهمجية الصهيونية من تحقيق هدفها المتمثل في القضاء" على القضية الفلسطينية، مؤكدا أن بلاده ستواصل القيام بكل ما في وسعها بجميع الوسائل المتاحة وطرق كل الأبواب لدعم "إخواننا في غزة بكل إمكاناتنا وقوتنا".

وجاء في بيان للخارجية التركية "مرة أخرى يتضح أن حكومة نتنياهو لا نية لديها للتوصل إلى السلام". وأضافت أن الهجوم يهدف لتوسيع نطاق الحرب في غزة إلى مستوى إقليمي، وحذرت "إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لإيقاف إسرائيل فإن منطقتنا ستواجه صراعات أكبر بكثير".

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي اغتيال هنية، وحمّلت إسرائيل مسؤولية "هذا العمل الإجرامي والتصعيد الخطير الذي يمثل امتدادا لجرائم القتل اليومية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق والقوانين".

وأكدت المنظمة على "موقفها الثابت تجاه دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل نيل حقوقه الوطنية الثابتة في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967وعاصمتها القدس الشريف".

وفي موسكو، نقلت وكالة سبوتنيك إدانة وزارة الخارجية الروسية الشديدة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحثها "الأطراف على ضبط النفس في ظل التصعيد في الشرق الأوسط".

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي واقعة الاغتيال بأنها "جريمة سياسية غير مقبولة إطلاقا... وستؤدي لمزيد من تصعيد التوترات في المنطقة".

وفي حين اتهمت بعض الأطراف الولايات المتحدة بالضلوع في عملية الاغتيال، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنها لم تكن على علم مسبق بالتخطيط لاغتيال هنية، مؤكدا أن جهود واشنطن ستظل منصبة على تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

التشييع

أعلنت حركة حماس أن مراسم تشييع إسماعيل هنية ستجري في العاصمة الإيرانية طهران الخميس.

وأضافت الحركة في بيان أن جثمان هنية سيُنقل بعد ذلك إلى قطر حيث كان يقيم، لأداء صلاة الجنازة في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة.

وأكدت الحركة أن مراسم التشييع في الدوحة ستجري وسط حضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية.

وقالت مصادر في حركة فتح إن نائب رئيس الحركة محمود العالول وأمين السر جبريل الرجوب سيشاركان في تشييع جثمان هنية في الدوحة.

نبذة سريعة

إسماعيل هنية من مواليد عام 1963، وهو أرفع شخصية في حماس تغتالها إسرائيل منذ بدأت حربها في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

تدرج هنية في مواقعه داخل حركة حماس حتى وصل إلى قمة الهرم القيادي في الحركة عام 2017 عندما انتخب رئيسا لمكتبها السياسي.

شغل هنية منصب رئيس الوزراء الفلسطيني بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، وأقاله الرئيس محمود عباس عام 2007 إثر سيطرة الحركة على قطاع غزة بالقوة العسكرية.

وهنية من مدينة عسقلان ولجأت عائلته إلى مخيم الشاطئ في قطاع غزة حيث وُلد هناك.

بدأ نشاطه السياسي من خلال انخراطه في صفوف الكتلة الإسلامية التي كانت تعتبر الذراع الطلابية لحركة الإخوان المسلمين قبل تأسيس حماس.

اعتُقل هنية عام 1989 وأُودع سجنا في إسرائيل لثلاث سنوات قبل إبعاده إلى جنوب لبنان. وفي عام 1997 اختير ليكون مسؤولا في مكتب الزعيم الروحي لحركة حماس أحمد ياسين.

من سيخلف هنية؟

قال القيادي في حركة حماس يوسف حمدان إن الحركة لا تشعر بأي قلق فيما يتعلق بمسألة خلافة رئيس مكتبها السياسي.

وأضاف لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الحركة لديها آليات شُورية لضبط هذه المسألة، وهذه ليست أول مرة يُغتال فيها رئيس الحركة. سبق أن اغتيل الشهيد أحمد ياسين المؤسس ورئيس الحركة في غزة، وخَلَفَه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ثم خَلَفَه السيد إسماعيل هنية".

وأكد "الحركة لديها تقاليد ثابتة في التعامل مع التبادل القيادي ومن يخلف القائد، ولا مشكلة لدينا أو قلق، فهذه المسألة تسير وفق اللوائح المعروفة داخل الحركة".