• القاهرة

  • الأربعاء، ٣١ يوليو ٢٠٢٤ في ٨:٠٤ ص
    آخر تحديث : الأربعاء، ٣١ يوليو ٢٠٢٤ في ٨:٠٤ ص

اغتيال إسماعيل هنية في إيران يثير عاصفة من الإدانات العربية والأجنبية

(وكالة أنباء العالم العربي) - أعلن الحرس الثوري الإيراني يوم الأربعاء اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في مقر إقامته في طهران حيث كان يحضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وأضاف البيان الصادر عن العلاقات العامة للحرس الثوري أنه يجري التحقيق في أسباب الواقعة وأبعادها وسيتم إعلان النتائج لاحقا.

وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن أحد حراس هنية قُتل أيضا معه.

وأثارت الحادثة أصداء واسعة وإدانات عديدة من داخل العالم العربي وخارجه، وتعهدات من الفصائل بمواصلة "المقاومة".

رد الفعل الفلسطيني

نعت حركة حماس رئيس مكتبها السياسي وقالت في بيان مقتضب "تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم، الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية".

ونقلت (قناة الأقصى) عن ابنه عبد السلام هنية القول "نال والدي ما تمنى، ونحن في ثورة ونضال مستمر ضد الاحتلال، والمقاومة لن تنتهي باغتيال القيادة، وحماس ستظل تقاوم حتى التحرير".

وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة اغتيال هنية، واعتبره "عملا جبانا وتطورا خطيرا"، ودعا الشعب الفلسطيني "إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الإسرائيلي".

واستنكر أيضا حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واقعة الاغتيال بشدة، ودعا في تغريدة على منصة إكس إلى "ضرورة إنجاز وحدة القوى والفصائل الفلسطينية".

ووصفت حركة فتح اغتيال هنية بأنه "جريمة بشعة وفعل جبان"، وأضافت في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "إن سياسة الاغتيالات لن تجدي نفعا في كسر إرادة شعبنا لنيل حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال".

ودعت الحركة الشعب الفلسطيني إلى "التكاتف والتآزر والوحدة في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة شعبنا؛ من خلال تعزيز الصمود والتصدي للاحتلال، ورفض كافة المؤامرات التصفويّة لقضيتنا، والحفاظ على الوحدة السياسية والجغرافية بين قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس؛ باعتبارها وحدة سياسية وكيانية واحدة".

كما أصدرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بيانا أكدت فيه أن اغتيال هنية لن يؤثر على استمرار "المقاومة" ضد إسرائيل.

وجاء في البيان "عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو المجرم بحق رمز من رموز المقاومة لن تثني شعبنا عن استمرار المقاومة لوضع حد للإجرام الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود". وأضافت "نؤكد على تلاحمنا مع إخواننا في حركة حماس في مقاومة الكيان الغاصب".

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين اليوم الإضراب الشامل ودعت إلى الخروج في مسيرات غضب، وقالت في بيان إن اغتيال هنية "يأتي في إطار إرهاب الدولة الصهيوني وحرب الإبادة والتدمير والقتل في ظل عجز المجتمع الدولي لوقف الحرب ومحاسبة الاحتلال على جرائمه".

وقالت قيادة لجان المقاومة في فلسطين إن اغتيال هنية لن يؤثر على "المقاومة وإصرارها على استكمال طريقها في طرد العدو الصهيوني الغادر".

وأضافت في بيان "نؤكد أننا على عهده وعهد كل الشهداء الذين ارتقوا في هذا الطريق المبارك  دفاعا عن مقدساتنا وقضيتنا. إن عملية الاغتيال بحق قائد كبير ورمز من رموز شعبنا الفلسطيني ومقاومته لن تفت من عضد المقاومة وإصرارها على استكمال طريقها في طرد هذا العدو الصهيوني الغادر الجاثم على أرضنا المحتلة من بحرها إلى نهرها".

الصمت الإسرائيلي

لم تتبنَّ إسرائيل رسميا عملية الاغتيال، وسادها تعتيم إعلامي شبه كامل على الأمر.

وذكرت قناة كان الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعز لحكومته بعدم التصريح أو التطرّق لواقعة الاغتيال.

لكن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو أشاد بعملية الاغتيال، وقال "هذه هي الطريقة الصحيحة لتنظيف العالم من هذه القذارة".

وأضاف "لا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الخيالية، ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء البشر، واليد الحديدية التي ستضربهم هي التي ستجلب السلام والقليل من الراحة وتعزز قدرتنا على العيش بسلام مع من يرغب في السلام".

ردود الفعل العربية والعالمية

أدانت وزارة الخارجية القطرية اغتيال هنية ووصفته بأنه "جريمة شنيعة وتصعيدا خطيرا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي والإنساني".

وقالت الخارجية في بيان "عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام".

وأكد البيان على "موقف دولة قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب".

وفي لبنان، أدان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي اغتيال هنية، ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عنه قوله في مستهل اجتماع للحكومة إن واقعة الاغتيال تشكل "خطرا جديا بتوسع دائرة الخطر في المنطقة".

ونعت أيضا جماعة حزب الله هنية وقالت إن اغتياله سيزيد من "المقاومة" ضد إسرائيل.

وجاء في بيان لحزب الله "شهادة القائد هنية ستزيد المقاومين المجاهدين في كل ‏ساحات المقاومة إصرارا وعنادا على مواصلة طريق الجهاد، وستجعل عزيمتهم أقوى ‏في مواجهة العدو الصهيوني قاتل النساء والأطفال ومرتكب الإبادة الجماعية في غزة ‏والمغتصب لأرض فلسطين ومقدسات الأمة".

وفي اليمن، أدان المكتب السياسي لجماعة الحوثي اغتيال هنية في عملية وصفها بأنها "آثمة وجبانة استهدفت أحد رموز الأمة وقادة المقاومة".

وقال الحوثيون في بيان "اغتيال القائد إسماعيل هنية تصعيد كبير وتجاوز أكبر، وانتهاك سافر لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية... عازمون على الوقوف إلى جانب حماس وكل فصائل المقاومة في التصدي للعربدة الصهيونية المدعومة أميركيا".

وفي طهران، نقل تلفزيون (العالم) الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني القول إن دماء هنية "لن تذهب سدى".

وأضاف أن اغتيال هنية "سيعزز العلاقات العميقة والمتينة بين إيران وفلسطين والمقاومة أكثر وأكثر"، مشيرا إلى أن الجهات المعنية تواصل التحقيقات اللازمة لمعرفة أبعاد عملية الاغتيال وتفاصيلها.

وفي موسكو، وصف نائب وزير الخارجية الروسي عملية الاغتيال بأنها "جريمة سياسية غير مقبولة إطلاقا.... وستؤدي لمزيد من تصعيد التوترات في المنطقة".

كما أدانت تركيا عملية الاغتيال ووصفتها بأنها "دنيئة". وأورد بيان للخارجية التركية "مرة أخرى يتضح أن حكومة نتنياهو لا نية لديها للتوصل إلى السلام".

وأضافت أن هذا الهجوم يهدف لتوسيع نطاق الحرب في غزة إلى مستوى إقليمي، وحذرت "إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لإيقاف إسرائيل فإن منطقتنا ستواجه صراعات أكبر بكثير".

نبذة سريعة

إسماعيل هنية من مواليد عام 1963، وهو أرفع شخصية في حماس تغتالها إسرائيل منذ بدأت حربها في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

تدرج هنية في مواقعه داخل حركة حماس حتى وصل إلى قمة الهرم القيادي في الحركة عام 2017 عندما انتخب رئيسا لمكتبها السياسي.

شغل هنية منصب رئيس الوزراء الفلسطيني بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، وأقاله الرئيس محمود عباس عام 2007 إثر سيطرة الحركة على قطاع غزة بالقوة العسكرية.

وهنية من مدينة عسقلان ولجأت عائلته إلى مخيم الشاطئ في قطاع غزة حيث وُلد هناك.

بدأ نشاطه السياسي من خلال انخراطه في صفوف الكتلة الإسلامية التي كانت تعتبر الذراع الطلابية لحركة الإخوان المسلمين قبل تأسيس حماس.

اعتُقل هنية عام 1989 وأُودع سجنا في إسرائيل لثلاث سنوات قبل إبعاده إلى جنوب لبنان.

وفي عام 1997 اختير ليكون مسؤولا في مكتب الزعيم الروحي لحركة حماس أحمد ياسين.

وفي الساعات الأولى من يوم الأربعاء 31 يوليو تموز، اغتيل في عملية أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أنها تمت بقذيفة من الجو بحسب المعلومات الأولية.