10 أزواج في حفل واحد.. الزفاف الجماعي وسيلة لتجاوز تكاليف الزواج المرتفعة في الأردن
  • عمان

  • الجمعة، ٤ أغسطس ٢٠٢٣ في ١٠:١٧ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٤ أغسطس ٢٠٢٣ في ١٠:١٧ ص

10 أزواج في حفل واحد.. الزفاف الجماعي وسيلة لتجاوز تكاليف الزواج المرتفعة في الأردن

(وكالة أنباء العالم العربي) - من مناطق ومحافظات مختلفة في الأردن، تجمع 20 رجلا وامرأة على الفرح في ليلة واحدة في الزفاف الجماعي الثالث والثلاثين من تنظيم جمعية العفاف الخيرية في أواخر الشهر الماضي.

العروس نتالي لم تستطع إخفاء دموع الفرح وهي تزف أخيرا إلى عريسها بعد أن انتظرت طويلا بسبب الظروف الاقتصادية التي حالت دون إتمام زفافهما.

تقول نتالي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن فكرة الزفاف الجماعي رائعة ومناسبة للأزواج غير القادرين على تأمين تكاليف حفلات الزفاف.

وأضافت نتالي أن تكاليف قاعة الزفاف وثوب العروس والتجميل أصبحت عبئا إضافيا لا يستهان به في ظل ظروف معيشية صعبة.

وتابعت "لو انتظرت ليوفر خطيبي هذا المبلغ، لكنا انتظرنا سنتين أو أكثر لأنه يحصل على راتب متواضع".

وقالت والدة نتالي لوكالة أنباء العالم العربي إنها شجعت ابنتها على المشاركة في الزفاف الجماعي.

وأشارت الوالدة إلى أنها لم تتوقع رؤية ابنتها بالثوب الأبيض بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وتكاليف الزواج المرتفعة التي تسببت في تأجيل الزفاف أكثر من مرة.

وقالت العروس أصالة إنها وخطيبها قررا المشاركة في الزفاف الجماعي لتوفير مبلغ الحفل واستكمال مستلزمات المنزل الأساسية، رغم رغبة والدتها في زفاف منفرد لابنتها، بينما يقول إبراهيم (33 عاما)، أحد المشاركين في الزفاف الجماعي، "تأخرت بالزواج بسبب الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكلفة المعيشة"، مضيفا أنه بالتوافق مع خطيبته قررا مشاركة زفافهما مع الأزواج الآخرين.

بدأت فكرة الزفاف الجماعي في الأردن عام 1995، بحسب مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية المنظمة للزفاف الجماعي.

وقال سرحان لوكالة أنباء العالم العربي إن الجمعية نظمت في ذلك الوقت أول حفل زفاف جماعي بمشاركة أربعة أزواج "ولاقى اهتماما كبيرا وترحابا من المجتمع، كما حظي باهتمام إعلامي".

ومنذ منتصف التسعينيات، نظمت جمعية العفاف 33 حفل زفاف جماعيا، وتقدم للزوجين أيضا تجهيزات تتضمن أثاث لغرف النوم وأجهزة كهربائية تساعدهم على بدء حياتهم، فضلا عن التكفل "بجهاز العروس وخدمات التجميل وثوب الزفاف".

وأضاف مدير الجمعية الخيرية "الحفل الجماعي وسيلة عملية لتقليل تكاليف الزواج بالنظر إلى ارتفاعها مقارنة مع متوسط الدخل لدى الشريحة الأكبر من الشباب الأردني، ووجدت الجمعية دعما جيدا لهذه الحفلات، حيث يقدم مواطنون ومؤسسات تبرعات نقدية وعينية للعرسان".

ولم يتوقف الزفاف الجماعي حتى خلال جائحة فيروس كورونا، ونظمت الجمعية ثلاث حفلات زفاف افتراضية، حيث زف كل عروسين من بيتهما مع ربط الحفلات ببث مشترك على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول سرحان إن عدد  المستفيدين من الزفاف الجماعي منذ بداية تنظيمه بلغ 1832 زوجا.

* تكاليف باهظة

إحدى المشكلات الأساسية التي تؤخر سن الزواج، أو تحد من التفكير فيه، هي تكاليفه الباهظة، وفقا للخبير الاقتصادي حسام عايش.

وقال لوكالة أنباء العالم العربي "الحفلات ومصاريفها تأخذ حيزا كبيرا من قدرة الشاب المادية، وبعضهم يلجأ إلى الاستدانة أو القروض أو بيع بعض الأصول رغم أن مؤسسة الزواج قائمة في الأصل على البناء".

لكنه يرى أن الكثير من الشباب بدأ في تجاوز النظرة المجتمعية والعادات المرتبطة بتفاصيل الزواج ويعطي الأولوية لمتطلبات ما بعد الزواج الأساسية.

ويؤثر دخل الفرد والأسرة في الإقبال على الزواج، حيث يبلغ معدل دخل الأسرة الأردنية 11512 دينارا سنويا "وهو أقل من معدل الإنفاق الذي يبلغ 12519 دينارا"، بحسب عايش.

وقال عايش إن حفلات الزواج الجماعي قد تكون أحد الحلول التي تساعد في التخفيف من الأعباء المالية عن الزوجين، لكنه يرى أنه ينبغي على الدولة تبني برامج اقتصادية لمساندة المقبلين على الزواج على غرار دول أخرى، ومنها بناء مساكن منخفضة التكلفة للأزواج الجدد.

ووفقا لإحصاءات دائرة قاضي القضاة للعام 2022، فإن أعداد حالات الزواج انخفضت بنسبة 15.2 بالمئة مقارنة بالعام السابق.

وخفض البنك الدولي في أواخر يونيو حزيران تصنيف الأردن إلى الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، نزولا من الشريحة العليا للبلدان متوسطة الدخل، وهي شريحة يتراوح فيها نصيب الفرد من الدخل القومي بين 1136 و4465 دولارا.