تقارير وتحقيقات

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم الجمعة إدراج موقع دير القديس هيلاريون-تل أم عامر في قطاع غزة على قائمتها للتراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر. وقال وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في بيان إن الإدراج الطارئ للموقع جاء خلال جلسة للجنة التراث العالمي في نيودلهي بالهند، بموافقة 19 عضوا باللجنة من أصل 21 عضوا، مشيرة إلى صدور عدد من التوصيات الفنية الواجب تنفيذها من قبل اللجنة بعد الإدراج للحفاظ على القيم العالمية الاستثنائية للموقع وتطويره. ![جلسة لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في العاصمة الهندية نيودلهي،](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_no_watermark_667954a0_3f83_4282_b6ee_1f9ccce1a877_2d7ba55c43.jpg) وأضافت الوزارة أن الموقع بات سادس موقع تراث عالمي فلسطيني يتم إدراجه على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. ونقل البيان عن وزير السياحة والآثار الفلسطيني هاني الحايك القول إن الحرب الإسرائيلية على غزة "دمرت أكثر من 100 موقع تراثي وأثري وثقافي بشكل كلي أو جزئي". ووصف الحايك الإدراج بأنه يعبر عن "اعتراف أممي بأهمية التراث الفلسطيني وبسيادة دولة فلسطين على ترابها وتراثها، ويمنح الموقع حماية دولية ويساعد في تطويره وترويجه كأحد أقدم الأديرة في العالم". ![موقع دير القديس هيلاريون - تل أم عامر في قطاع غزة والذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على قائمتها للتراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخط](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_no_watermark_0477718b_a224_44a8_9ba7_9ef0ebecc64c_744945cd7c.jpg) ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بقرار اليونسكو، وقالت في بيان إن الإدراج "يؤكد على حماية القيمة العالمية الفريدة للموقع ويكشف عن الأصول التاريخية للشعب الفلسطيني وإثباتا على عمق وقدم الوجود الفلسطيني في أرضه". وعبرت الخارجية الفلسطينية عن "أهمية الحفاظ على مواقع التراث العالمي في فلسطين من محاولات التدمير المتعمد الذي تتعرض له من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدة "ضرورة حماية الممتلكات الثقافية والتراثية ومواقع التراث العالمي والمواقع المقدسة والتاريخية الفلسطينية من أخطار الحرب الإسرائيلية التي تستهدف بشكل مباشر ذكريات وتاريخ وهوية الشعب الفلسطيني، ومحاولة الاحتلال تدمير وتشويه وتزوير التاريخ والرواية". وشددت الخارجية الفلسطينية على أن إدراج الموقع "يجب أن يمنع دولة الاحتلال من التدمير المتعمد للممتلكات الثقافية أو المساس بها بأي شكل". وتقع أطلال دير القديس هيلاريون- تل أم عامر على التلال الساحلية في بلدية النصيرات، وهو أحد أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، إذ يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، بحسب الموقع الإلكتروني لليونسكو. ![موقع دير القديس هيلاريون - تل أم عامر في قطاع غزة والذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على قائمتها للتراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخط](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_no_watermark_a492b8ed_856c_4fa0_b30d_83d79cad0f77_91e7abe58f.jpg)
أجبرت الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 15 شهرا آلاف المواطنين على تغيير مهنهم بعيدا عن مجالات تخصصاتهم الأصلية، في ضوء تعطل معظم المؤسسات الحكومية والخاصة وعدم قدرة الدولة على صرف مرتبات العاملين بمؤسساتها. وبعد أشهر قليلة من اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان من العام الماضي، سرّحت بعض مؤسسات القطاع الخاص موظفيها ومنحت شركات أخرى العاملين إجازات مفتوحة دون أجور، بعد أن تعرضت معظم المؤسسات والشركات للنهب والتدمير. وفي مايو أيار الماضي، أعلنت تنسيقية المهنيين والنقابات في السودان أن أكثر من ثلاثة ملايين عامل وعاملة فقدوا وظائفهم إلى الأبد بسبب الحرب، مشيرة إلى أن الإحصاءات الأولية تظهر أن 80 بالمئة من العاملين بالقطاع الحكومي لم يتقاضوا الأجر الأساسي منذ 2023. وأضافت التنسيقية في بيان أن 33 بالمئة فقط صرفوا الأجور المستحقة للعاملين المدنيين بالدولة، مؤكدة على تخفيض العمالة بالقطاع المصرفي والقطاع الخاص "دون أدنى اعتبار لحقوق نهاية الخدمة والفوائد حسب قانون العمل السوداني". كان من بين من أجبرتهم الحرب على تغيير مهنتهم الصحفي عبد العليم مخاوي، الذي اختار أن يصبح عامل "درداقة"، وهي عربة يدوية صغيرة يستخدمها لنقل الخضراوات والفاكهة بمدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض بوسط البلاد والتي نزح إليها بعد شهر من بداية الحرب. وصل مخاوي إلى مدينة كوستي برفقة عائلته، واستقروا في مركز للنازحين بجوار سوق الخضر والفاكهة التي تعرف محليا باسم "الملجة". ويقول لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "تجولنا أنا وشقيقي الأكبر بأسواق المدينة بعد أسبوع من مجيئنا بحثا عن فرصة عمل أو بدء مشروع بالمال القليل الذي نملكه يدر علينا دخلا يوميا، لأن الحياة هنا صعبة جدا ما لم يكن عندك مصدر دخل ثابت، وبعد بحث لم نعثر على شيء لأن ما نملكه من مال قليل جدا". وأضاف "بحثنا في الأسواق والمحال عن فرصة عمل لكن دون جدوى، فلم يكن أمامنا خيار سوى اللجوء إلى سوق الملجة، واستأجرنا عربات درداقة وعملنا في مجال نقل الخضراوات والفاكهة لنعيل أسرتينا، فأصرف أنا على والدي وأخوتي، وشقيقي يصرف على عائلته الصغيرة". يشير مخاوي إلى أن الحصول على درداقة يتطلب حضوره باكرا عقب صلاة الفجر مباشرة وإلا ضاع عليه اليوم، بل ويصف كيف كانت تلك العربات التي يستأجرها غير مهيأة ويعلوها الصدأ بما يعرضه هو وشقيقه لجروح في الأرجل بشكل يومي. لذا، فكّر الصحفي السابق في شراء درداقة له ولشقيقه، الحاصل على درجة الدكتوراه في مجال علوم الأسماك، فيقول "بذلنا أقصى ما عندنا حتى حصلنا عليها، وتمكنا من اجتذاب الزبائن، حيث نجلس بجوار أول دكان للخضراوات في السوق وأصبح مكانا ثابتا نلتقي فيه الزبائن والتجار". وأضاف "كونّا علاقات واسعة مع كل الموجودين بسوق الملجة من تجار الجملة والقطاعي وعمال الشحن والتفريغ وسائقي عربات التوك توك (المركبات الثلاثية العجلات) والعربات التي تجلب الخضار". صحيح أن الدرداقة توفر لمخاوي قوت يومه ومصاريف أسرته، إلا أن عمله الجديد مرهق ولا يزال يشعر بالحنين إلى مهنته السابقة في مجال الصحافة والإعلام. فيقول "أحن إلى العمل الإعلامي ودهاليز الإذاعة والتلفزيون وضجيج صالة الأخبار وصخب الملاعب والجماهير الذي فقدناه طوال العام الماضي. لكن استعضنا عن هذه المسألة بجمهور جديد ومهنة جديدة بالعمل على عربات الدرداقة". غير أن مخاوي عبر في الوقت نفسه عن فخره بالعمل في سوق الخضراوات، وعدم الانكسار أو الاستسلام للظروف التي حرمته من وظيفته الأساسية. ![resized-3a209ac3-8bf0-4c2f-b94f-93206777cfbe.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_3a209ac3_8bf0_4c2f_b94f_93206777cfbe_74c8123030.jpg) **الصحفي عبد العليم مخاوي أثناء ممارسة مهنته الجديدة عامل "درداقة"، وهي عربة يدوية صغيرة يستخدمها لنقل الخضراوات، بمدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض بوسط السودان (22 يوليو تموز 2024)** ### من باحث اجتماعي إلى جزار لجأ خضر الخواض، الذي كان يعمل باحثا في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، إلى افتتاح جزارة لبيع اللحوم كمشروع بديل يساعده على توفير مصدر دخل يعينه على إعالة أسرته بعد فقد وظيفته. وقال لوكالة أنباء العالم العربي "اخترت العمل في مجال اللحوم وفتحت جزارة برأسمال بسيط رغم أنني لم أعمل من قبل في هذه المهنة، لكنني كيّفت نفسي. أذهب إلى المسلخ في وقت مبكر لجلب اللحوم وبعد فترة وجيزة اجتذبت زبائن". وأشار إلى أن العمل في المهنة الجديدة شاق ويتطلب جهدا بدنيا كبيرا، لكنه مجبر على التأقلم، مضيفا "جئنا في ظروف نفسية صعبة وبضغوطات كبيرة، وأمامنا مستقبل مجهول، لكن ليس أمامنا خيار سوى العمل لكي نعيش". وأوضح الباحث الاجتماعي، الذي نزح في بداية الحرب إلى ولاية القضارف بشرق البلاد، أن إفرازات الحرب كثيرة جدا، فمعظم السودانيين غيروا مهنهم ولا أحد يحتفظ بوظيفته إلا في الولايات التي لم تصل إليها رحى الحرب. ولفت إلى أن كل من نزحوا إلى الولايات التي تصنف بأنها آمنة واللاجئين خارج البلاد امتهنوا أعمالا غير مهنهم الأصلية، "لذلك لم يكن أمامي خيار سوى العمل في أي مهنة لتوفير المصروفات اليومية". وتابع "واجهتني في البداية صعوبات في التكيف مع المهنة الجديدة، وبمرور الأيام تأقلمت على الوضع. فقدنا كل شيء، وعلى الأقل سعيت لإشغال نفسي بهذه المهنة الجديدة، لأن أصعب شيء عانينا منه في النزوح هو الفراغ الذي يتسبب في اكتئاب ومشكلات نفسية". يقول الخواض إن عددا كبيرا من موظفي المؤسسات المرموقة الذين نزحوا إلى القضارف اضطروا إلى العمل في مهن وصفها بالهامشية، كما هو حال الكثير من اللاجئين خارج البلاد، فهم كذلك مجبرون للعمل في أي مهن إلى حين توفيق أوضاعهم. هبة يعقوب الموظفة بوزارة المالية السودانية غادرت منزلها المجاور لسلاح المهندسين بمدينة أم درمان، الذي كان يشهد معارك ضارية منذ الأيام الأولى للحرب، وتوجهت إلى مدينة عطبرة في شمال السودان ومكثت هناك أربعة أشهر قبل أن تغادر إلى أوغندا. وتقول هبة، وهي أم لبنتين وولدين، لوكالة أنباء العالم العربي "مع غلاء المعيشة وارتفاع أسعار إيجار العقارات بمدينة عطبرة، قررت التوجه إلى أقرب دولة، فكانت وجهتنا العاصمة الأوغندية كمبالا، ومع استمرار القتال في السودان وتوسع رقعته أيقنت أن الحرب ستطول". وأردفت "لذلك قررت عمل مشروع، وافتتحت مطعما صغيرا لتجهيز الكشري يستهدف الطلاب السودانيين، واستطعت من خلاله توفير مصدر دخل لتوفير احتياجات أطفالي". تصف هبة كيف أنها شعرت باختلاف كبير عند خروجها من الخرطوم في مواجهة الحياة الجديدة الصعبة، فتقول "الموضوع كان صعبا في البداية، لكن لم يكن أمامي حل سوى بدء المشروع. في الأيام الأولى كنت أعاني، وبالعزيمة والإصرار تمكنت من المواصلة حتى استقر المشروع الذي يساعدني في توفير احتياجات أبنائي".
على مسافة نحو 100 كيلومتر جنوبي العاصمة العراقية بغداد، تجمع أم جعفر سعف النخيل في منطقة السياحي بجنوب بابل، وتنتزع أوراقه التي يسميها العراقيون "الخوص" وتجففها، ثم تبدأ مرحلة الطلاء لبعض هذه الأوراق بألوان مختلفة، وأخيرا تنقعها داخل الماء لتصبح جاهزة لصناعة منتجات الخوص. هكذا يتم تحضير المادة الأولية الوحيدة لمهنة "الخواصة"، أو صناعة الخوص، وهي واحدة من أقدم الحرف الشعبية التي مازالت النساء في قرية جماعات بمنطقة السياحي تمتهنها وتحافظ عليها من الاندثار، على الرغم من مشقتها وضعف عائدها المالي. تقول أم جعفر في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "قرية جماعات التي أسكن فيها تقع ضمن منطقة السياحي بجنوب محافظة بابل، وتشتهر بهذه المهنة منذ زمن بعيد، فنحن منذ الصغر نمتهنها، وأنا تعلمتها من عمتي، لذا تلاحظ أن أي شخص يسكن المنطقة يعرف المهنة كونها متوارثة". تشير المرأة البالغة من العمر 45 عاما إلى أن "الفارق في المنتجات يعتمد على مهارة العامل وقدرته على إكمال الشيء المصنوع من الخوص. نحن ننفذ كل الطلبيات لمحال هذه المقتنيات، ونصنع أي شيء يخطر على بال الزبون من الأواني والطبك (طبق يوضع فيه الخبز) والسلات". ![امرأة من محافظة بابل وسط العراق تصنع منتجا من الخوص (14 يوليو تموز 2024)](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_a65982be_90ea_4992_8c0f_ab5574284472_c1bde8acd2.jpg) هذه المهنة تعد مصدر الدخل الوحيد لكثير من النساء في هذه القرية، حيث توارثنها عن أجدادهن وجداتهن وأورثنها لبناتهن وأخواتهن، بل وحتى من تملك منهن مصدر دخل آخر تظل تمارس هذه الحرفة من باب الهواية والشغف. تخرج أم جعفر فجر كل يوم بصحبة زوجها للعمل في الورشة، وتعود بعد أذان الظهر، وتقول "النساء أكثر من يمتهن هذا العمل على عكس الرجال، كونها حرفة نسوية، وحتى الأطفال يعملون بها على سبيل التعلم من أمهاتهم ليكبروا مع هذه الحرفة". كما لفتت إلى أن "نساء منطقة السياحي قمن أيضا بإدخال نساء المناطق الأخرى في دورات عملية لصناعة أعمال الخوص". وأمام محل قديم في سوق الحلة الكبير، مركز محافظة بابل، يعرض عقيل الجباوي (50 عاما) العديد من المنتجات المصنوعة من خوص النخيل، ومنها الأواني الكبيرة والصغيرة والمراوح والمكانس والصناديق. ويقول الجباوي لوكالة أنباء العالم العربي "في سوق الحلة الكبير، يكثر الطلب على صينية الخوص في الاحتفال بيوم زكريا (وهو عيد شعبي ينفرد العراقيون بالاحتفال به على اختلاف أديانهم وطوائفهم وينسب لميلاد النبي يحيى الذي بُشر به النبي زكريا)، وأيضا في أعياد نوروز (عيد الشجرة أو بداية الربيع في 21 مارس آذار من كل عام) لوضع الحلوى بها للأطفال، وهي تعد جزءا من العادات والتقاليد الموروثة". وأضاف "أما المهفة (المروحة اليدوية) والمكنسة لم يعد الطلب عليهما رائجا مثل السابق، لتطور الحياة ودخول الأجهزة الكهربائية كبديل عصري". وأوضح الجباوي أن "مقتني هذه السلع أصبحوا معدودين، وهم فقط ممن يهتمون بالتراث كهواية، لكنها تبقى منتجات قيمتها السعرية منخفضة وسلعا جميلة تدلل على حياة أهلنا الريفية السابقة، وتحافظ على تراثنا الأصيل". ![امرأتان من محافظة بابل وسط العراق تصنعان منتجات من الخوص (14 يوليو تموز 2024)](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_bda4711f_8d90_452c_86d9_3ff5dec43e56_d63e25b580.jpg) ### تحت وطأة الاستيراد أدى فتح الحدود العراقية أمام الاستيراد من دون ضوابط إلى اندثار العديد من المهن والحرف اليدوية والصناعية وتسبب بغلق آلاف المصانع والمعامل العراقية وخلق أزمة كبيرة في فرص العمل. يؤكد حسام الشلاه، وهو كاتب من أهالي بابل، أن "صناعة الخوص من أقدم المهن التي عرفها جنوب العراق، وخاصة صناعة المراوح اليدوية مع بدء فصل الصيف. أما محافظة بابل فتشتهر بصناعات وحرف يدوية عديدة لا سيما صناعة الخوص والتفنن بها، فالمحافظة معروفة بزراعة النخيل". ويضيف الشلاه أن "انفتاح السوق العراقية على مختلف المنتجات أدى إلى عزوف الناس عن شراء منتجات المهن اليدوية، فبعض هذه المهن اندثرت والبعض الآخر ما زال أصحابها يصارعون من أجل استمرارها، ونحن في بابل نفتخر بوجود نساء عاملات في هذه المهنة التي يواجهن اندثارها بمزيد من التصاميم والألوان". صناعة الخوص من أقدم المهن في جنوب العراق، وأكثرها انتشارا حتى نهاية القرن التاسع عشر، قبل أن تنحسر جراء التوجه إلى المصنوعات المنزلية المستوردة. أبو علي (40 عاما) من بين رجال قليلين يمتهنون صناعة الخوص، ويشير هو الآخر إلى أن "هذه المهنة لا تجتذب الكثير من الرجال، فالنساء والأطفال هم الفئة الأكثر عملا بها كونها تتطلب الجلوس في المنزل أو المعمل، بينما يعمل الرجال في الزراعة أو تربية الحيوانات". ويقول لوكالة أنباء العالم العربي "طريقة تشكيل وعمل المستلزمات تبدأ من اختيار السعف المناسب من النخل، ثم صفه وفرزه لعمل كل منتج، فمثلا سعفة المهفة تختلف عن سعفة الحصيرة (السجادة) أو الطبك، لكن في البداية نقوم بخرط السعف (انتزاع أوراقه) ومن ثم وضعه معرضا للهواء والشمس لمدة يومين أو أكثر". واستطرد قائلا "من ثم يوضع في الماء، وبعدها صفه وفرزه وتشكيله لعمل المنتجات مع طلائه بالألوان". ![منتجات من الخوص مصنوعة يدويا في محافظة بابل وسط العراق (14 يوليو تموز 2024)](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_557e0027_edc3_449a_8687_60480eb662d8_b96c8c8dc8.jpg) وأشار إلى أنه "في السابق كنا نصنع من الخوص الأسرّة والكراسي، لكن انفتاح العراق على الاستيراد ودخول السلع بأسعار مناسبة جعل الناس لا يفضلونه، لذا اقتصر عملنا على المهفات والصواني والسلات والأشياء البسيطة الملونة". ويعتمد العراق على الاستيراد بشكل كامل لسد حاجة السوق المحلية في مختلف السلع والمنتجات، وتعد البضائع التركية والإيرانية والصينية أكثر المنتجات رواجا في السوق المحلية. من جانبه، يوصي الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش بإحياء الصناعات اليدوية في البلاد، فيقول "العراق يمتلك إرثا من الصناعات اليدوية، ولو أن وزارة الثقافة والوزارات المعنية قادرة على إحياء تلك الصناعات، ستكون خطوة لجذب المهتمين والسائحين". ونوه حنتوش في حديثه مع وكالة أنباء العالم العربي بأن محافظة بابل تضم العديد من المحال الصغيرة التي تعرض مثل هذه المقتنيات، "لكن للأسف تفتقر هذه المحال والأكشاك إلى التنظيم". وأكد على ضرورة أن "تنظم هذه الصناعات في أسواق خاصة بها لاسيما في المناطق التي تحتوي على سياحة دينية مثل النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء، لأن الطلب سيزداد عليها وخاصة أن السائحين في معظم دول العالم يحرصون على اقتناء منتجات من الصناعات المحلية بالبلدان التي زاروها لأنها تعكس ثقافاتها". وفي ختام حديثه، شدد الخبير الاقتصادي على أنه "من الضروري الاهتمام بالصناعات اليدوية التي تعكس ثقافة الشعب العراقي ومهنه الموروثة وتراثه". تعتبر محافظة بابل مركز الحضارة والامبراطورية البابلية التي سادت قبل أكثر من 3500 عام، وهي موطن الحدائق المعلقة التي تمثل إحدى عجائب الدنيا السبع، ومن أبرز ملوكها حمورابي صاحب أول شريعة في التاريخ. ![منتجات من الخوص مصنوعة يدويا في محافظة بابل وسط العراق (14 يوليو تموز 2024)](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_414e068c_b57c_447f_8b6f_5b49a4f2780f_06f04cd4e2.jpg)
بدأت موريتانيا تصدير أسماك السطح الصغيرة إلى البرازيل، حيث تستهل المرحلة الأولى من هذه العملية بتصدير 30 ألف طن من سمك السردين على أن ترتفع الصادرات بشكل مطرد في مراحل لاحقة، في خطوة جديدة ضمن جهودها لاقتحام أسواق أميركا الجنوبية. هذا التوجه يأتي كجزء من استراتيجية موريتانيا لتعزيز قطاع الصيد وزيادة العائدات من هذا القطاع الحيوي، وفقا لما ذكره الأمين العام لوزارة الصيد والاقتصاد البحري كمرا درمان حمادي. واعتبر حمادي في كلمة خلال الإعلان عن بدء عملية تصدير الأسماك إلى البرازيل أن هذه بمثابة خطوة مهمة في إطار جهود الحكومة الرامية إلى توسيع الأسواق الخارجية وتعزيز قطاع الصيد في موريتانيا. وعبر الأمين العام لوزارة الصيد عن سعادته بهذه الخطوة، التي قال إنها ستسهم في فتح أسواق جديدة للمنتجات البحرية وتعزير التعاون بين موريتانيا والبرازيل. تعد موريتانيا واحدة من أغنى الدول بالثروة السمكية في العالم، حيث يعتمد اقتصادها بشكل كبير على قطاع الصيد، إذ بلغت قيمة صادراتها في عام 2022 ما يعادل 759 مليون دولار. وتحظى موريتانيا، الواقعة في غرب أفريقيا، بسواحل غنية بمختلف أنواع الأسماك التي تمثل مصدرا مهما للدخل الوطني، وركزت البلاد على تصدير منتجاتها السمكية إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية والأفريقية مما جعلها لاعبا رئيسيا في صناعة الصيد العالمية. ![قوارب صيد في شواطئ العاصمة نواكشوط، حيث شهدت أسعار الأسماك ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_c11e9d40_342e_4c8c_9b0a_f81d4da0d7f1_7f1a043aef.jpg) قوارب صيد في شواطئ العاصمة نواكشوط، حيث شهدت أسعار الأسماك ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة ### زيادة العائدات في خطوة تهدف إلى تعزيز صادراتها السمكية واستهداف أسواق جديدة، بدأت موريتانيا منذ سنوات مفاوضات مع البرازيل لتسويق منتجاتها من الأسماك، وقد آتت هذه الجهود أكلها في الأسبوع الماضي بالاتفاق على تصدير الأسماك الموريتانية إلى السوق البرازيلية. وأشار المسؤول بالاتحاد الوطني للصيد اسلمو كوبالي إلى أن البرازيل كانت مهتمة للغاية باستيراد الأسماك من موريتانيا، ووضعت معايير وشروطا صارمة لضمان الجودة والامتثال للمواصفات الدولية. ويقول كوبالي في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "لقد نجحنا في تلبية هذه المعايير وتحقيق الاتفاق في الأسبوع الماضي". ويرى مسؤول اتحاد الصيد أن فتح السوق البرازيلية سيعزز جودة المنتجات الموريتانية وزيادة الطلب عليها، معتبرا أن التصدير إلى البرازيل يمثل فرصة كبيرة لتطوير قطاع الصيد وزيادة العائدات. كما لفت إلى أن اختيار البرازيل كوجهة أولى لتصدير الأسماك إلى أميركا الجنوبية جاء بناء على عدة عوامل، منها حجم السوق البرازيلية الكبير والطلب المتزايد على المنتجات البحرية العالية الجودة. وأوضح أيضا أن البرازيل "تتمتع بقدرة شرائية قوية وبنية تحتية متقدمة تسهل عملية التصدير، مما يجعلها سوقا مثالية لمنتجاتنا". بدوره، قال إبراهيم ولد أمين أحد مصدري الأسماك في موريتانيا إن اختيار البرازيل كوجهة أولى بأميركا الجنوبية لم يكن من قبيل الصدفة، بل جاء بناء على دراسة دقيقة للسوق واحتياجاته. وأكد ولد أمين على أن البرازيل تتمتع بسوق كبيرة الحجم وطلب متزايد على المنتجات البحرية العالية الجودة، مما يجعلها شريكا مثاليا لموريتانيا. ![resized-526f7894-3fd4-49f6-83e8-f03947b7fd82.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/resized_526f7894_3fd4_49f6_83e8_f03947b7fd82_d9a7e15fdc.jpg) صيادون موريتانيون في شواطئ العاصمة نواكشوط، حيث شهدت أسعار الأسماك ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة ### استهداف أميركا الجنوبية تسعى موريتانيا حاليا لتوسيع صادراتها السمكية إلى أسواق أميركا الجنوبية باعتباره جزءا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة العائدات الوطنية. هذا التوجه يأتي في ظل تغيرات يشهدها قطاع الصيد العالمي، حيث يرتفع الطلب على الأسماك العالية الجودة بالأسواق الناشئة، ومن ثم تمثل البرازيل فرصة مهمة لموريتانيا للاستفادة من هذا الاتجاه المتنامي وتحقيق فوائد اقتصادية ملموسة باعتبارها واحدة من كبرى أسواق أميركا الجنوبية. ويرى كوبالي أن تصدير الأسماك إلى البرازيل بداية لاستهداف أسواق أميركا الجنوبية بشكل عام، مشيرا إلى أن بلاده على قناعة بأن النجاح في السوق البرازيلية سيفتح أمامها فرص كبيرة في بقية دول القارة، وهو ما توقعه أيضا ولد أمين مصدّر الأسماك. كما اعتبر الخبير الاقتصادي أبوه ولد الطيب أن توسيع صادرات موريتانيا إلى أسواق أميركا الجنوبية، وخصوصا البرازيل، يمثل خطوة استراتيجية مهمة، وقال إن هذه الأسواق من بين الأسرع نموا بالعالم في مجال المنتجات البحرية، مما يوفر فرصة كبيرة لموريتانيا لتعزيز صادراتها من الأسماك. ويقول ولد الطيب لوكالة أنباء العالم العربي إن البرازيل، بقدرتها الشرائية القوية وبنيتها التحتية المتقدمة، توفر بيئة مواتية لتصدير الأسماك، إذ أن الطلب المتزايد على الأسماك العالية الجودة هناك يتماشى مع الإمكانيات الإنتاجية لموريتانيا، مما يعزز من فرص نجاح هذا التوسع. ويشير إلى أن استهداف أسواق أميركا الجنوبية لا يقتصر على زيادة الصادرات فحسب، بل يساهم أيضا في نمو الاقتصاد الوطني، كما سيوفر دخول هذه الأسواق لموريتانيا مصدرا إضافيا للعائدات ويدفع نحو تعزيز القطاع السمكي ويزيد من القدرة التنافسية لمنتجاتها في الأسواق العالمية.
تتابع الفلسطينية ناهد أبو سالم بشغف وتركيز أول عروض مهرجان القدس السينمائي في دورته الثامنة الاستثنائية الذي افتتح أمس الخميس في مخيم للنازحين بدير البلح في وسط قطاع غزة، بعد تدمير الجيش الإسرائيلي للقاعات الكبيرة والأماكن الأخرى التي كانت تخصص لعرض الأفلام في القطاع. تجلس ناهد على مقعد صغير من البلاستيك وخلفها خيمتها وأمامها شاشة عرض صغيرة مثبتة بأسياخ حديدية لأعمدة منزل دُمر في قصف إسرائيلي بالقرب من المخيم، بينما تتزاحم نساء أخريات وأطفالهن الذين يجلسون على ركام المنزل، للاقتراب أكثر من شاشة العرض لعلهم يحظون برؤية أفضل. تشارك ناهد، التي تجاوزت 60 عاما بقليل، لأول مرة في افتتاح مهرجان سينمائي ولكن في أوضاع غير طبيعية، حيث يحيط الركام بالمكان وتتكدس الخيام حول مكان العرض المفتوح، بينما تسيطر ملامح الحزن والبؤس على وجوه النازحين الفلسطينيين الذين يفرون من مكان إلى آخر بحثا عن الأمان. ![656696a6-487d-44a2-84b5-ddad20aa29b2.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/656696a6_487d_44a2_84b5_ddad20aa29b2_d7c3137fc7.jpg) الفلسطينية ناهد أبو سالم (يمين) في افتتاح مهرجان القدس السينمائي المقام في أحد مخيمات النزوح بين المنازل المدمرة في دير البلح بوسط قطاع غزة (25 يوليو تموز 2024) - المصدر: AWP وبينما تعبر ناهد، التي نزحت من بيت لاهيا في شمال قطاع غزة قبل ثمانية أشهر، عن سعادتها بمشاهدة قطع من القماش الأحمر مفروش من مدخل مخيم النازحين مخترقا صفوف الخيام قبل وصوله إلى مكان العرض لمرور الضيوف عليه، فإنها تصف إقامة المهرجان بهذا المكان بأنه "فكرة إبداعية جديدة تحمل رسائل إنسانية كثيرة للعالم حول الشعب الفلسطيني المظلوم والتواق للحياة والسلام". تشير ناهد، التي يعتبرها النازحون "كبيرة المخيم" وأفسحوا لها طريق الدخول بعد أن جلبوا لها مقعدا تعبيرا عن احترامهم، إلى أنها كانت تنتظر وبقية النازحين إقامة المهرجان منذ أيام، مؤكدة أن الجميع رحب بالفكرة وأبدى استعداده لتذليل العقبات أمام إنجاحها، سواء عن طريق تنظيف المكان أو دعوة النازحين للحضور وغير ذلك. وقالت ناهد لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) في وصفها لما شاهدته "(المهرجان) جديد وممتع لي وللنازحين، فهم لأول مرة في حياتهم يشاهدون أفلاما ومخرجين فلسطينيين"، معتبرة أن أوضاع الحرب لم تمنعهم من اختراق جدار اليأس ولو لبعض الوقت. وأضافت "شاهدت بعض الأفلام المعروضة التي تعبر عن الحرب والنزوح والموت وتفاصيل حياتنا المؤلمة، لكنها على أهميتها تمثل جزءا يسيرا جدا من الجحيم الذي نعيشه". ![e37b165e-5631-46d8-9123-ecb64b65bf03.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/e37b165e_5631_46d8_9123_ecb64b65bf03_557de78e11.jpg) استبدال السجادة الحمراء بقطع من القماش الأحمر في افتتاح مهرجان القدس السينمائي بأحد مخيمات النزوح بين المنازل المدمرة في دير البلح بوسط قطاع غزة (25 يوليو تموز 2024) - المصدر: AWP وتابعت قائلة "محاولات مهمة لكننا بحاجة إلى أفلام لا نهاية لها حتى تجسد واقعنا الذي تجاوز حدود احتمال البشر، القصة أكبر من قصف وحرب ودمار وقتل ونزوح وتهجير، الواقع أننا أموات يمشون على أقدامهم فقط". ولم يمنع انطلاق المهرجان وسط الركام والخيام من الالتزام بالبرتوكول التقليدي لانعقاده مع بعض البدائل المتوفرة في غياب الكثير من الاحتياجات لظروف الحرب، فاستبدلت القاعات المعتادة بعروض في الهواء الطلق، والسجاد الأحمر بقطع قماش من اللون نفسه، وشاشة العرض الضخمة بشاشة تلفزيونية صغيرة. بدأ الافتتاح بإلقاء فتاتين ترتديان الثوب الفلسطيني المطرز كلمات ترحيبية بالمشاركين غلبت عليها الروح الوطنية والعبارات التي تؤكد على الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، فضلا عن رسالة إنسانية حول الإصرار على الحياة وحب الفن. تضمنت المقدمة التي قدمتها الفتاتان باللغة العربية ولغات أجنبية أخرى أشعارا وطنية وعبارات فلسطينية مأثورة عن حب الوطن والتوق للحرية، قبل أن يلقي وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف كلمة عن طريق الفيديو عبر فيها عن دعمه للفعاليات الثقافية التي تقام في ظل "الإبادة الجماعية في غزة". وأوضح رئيس المهرجان عز الدين شلح قائلا إن 22 من صانعي الأفلام الفلسطينيين من غزة شاركوا في المهرجان ضمن مشروع (من المسافة صفر) الذي يشرف عليه المخرج رشيد مشهراوي "ليحشدوا كل ما عايشوه خلال أشهر الحرب عبر... أفلام وثائقية باعتبارهم يعيشون بمسافة صفر من كل تفاصيل الحرب". ![08c78990-c11d-4231-b6e5-692df29d29bd.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/08c78990_c11d_4231_b6e5_692df29d29bd_f18e74b79e.jpg) نازحون فلسطينيون يحضرون افتتاح مهرجان القدس السينمائي في أحد مخيمات النزوح بين المنازل المدمرة في دير البلح بوسط قطاع غزة يشاهدون كلمة عبر الفيديو من وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف (25 يوليو تموز 2024) - المصدر: AWP وتستمر عروض المهرجان لخمسة أيام في أماكن مختلفة "لتمنح النازحين فرصة مشاهدة واقعهم بطريقة مختلفة شكلا وإن كانت متفقة مضمونا"، بحسب شلح، الذي يعتبر أن السينما تختلف عن الأخبار والإعلام ولديها تأثيرات متعددة. وقال شلح "الأفلام المشاركة تمثل وثائق تاريخية للعالم أجمع حول ما يجري من إبادة جماعية أو أكبر من ذلك، المخرجون المحترفون أو أولئك الذين يشقون طريقهم برعوا في التعبير عن جوانب متعددة من الحرب وإن كانت يسيرة، لكنها مؤثرة للغاية". وأضاف " السينما تعني حياة، ونحن نتحدث عن حياة في ظل الموت المحيط بنا من كل الجوانب، نريد هزيمة الموت بالسينما وإرسال رسالة إنسانية بأننا بشر ومن حقنا الحياة، بإنسانيتنا نتحدى كل ما هو لا إنساني". وعُرض في يوم الافتتاح 11 فيلما من أصل 22 ستعرض في أماكن مختلفة من قطاع غزة حتى يوم الاثنين القادم، وتحمل الأفلام عناوين متعددة تعكس جانبا من الحياة تحت الحرب. ويشكل الفيلم الوثائقي "قربان" للمخرج الفلسطيني مصطفى النبيه نموذجا لتجربة تعكس جانبا من بؤس الحياة في ظل الحرب، عبر تجسيد جانب منها بما يشمل مراحل النزوح والازدحام في الشوارع وطوابير الماء والخوف من القصف، فضلا عن الرغبة في الحياة والبحث عن الأمان والفرار من أجل ذلك. ![39843865-cfa7-4214-a042-ac873980a6c1.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/39843865_cfa7_4214_a042_ac873980a6c1_d36157b8f2.jpg) المخرج الفلسطيني مصطفى النبيه صاحب الفيلم الوثائقي "قربان" في افتتاح مهرجان القدس السينمائي المقام في الهواء المطلق بأحد مخيمات النزوح في دير البلح بوسط قطاع غزة (25 يوليو تموز 2024) - المصدر: AWP ويجسد الفيلم الانتقال من معالم الحضارة إلى الحياة البدائية من خيام وحطب وأفران الطين وعربات تجرها الحيوانات، مع انقطاع الكهرباء والاتصالات وتدمير البنية التحتية، بحسب المخرج النبيه، الذي قال إن فيلمه "يعبر عن تضحية العالم بالفلسطينيين كقرابين لآلهتهم المسماة بإسرائيل". وأوضح المخرج الفلسطيني قائلا إنه لجأ في فيلمه إلى الشكل الوثائقي تقنيا مع اعتماده على البناء الروائي، لتجسيد الانتقال من بوابة الحضارة إلى بوابة الجحيم، على حد قوله، فضلا عن التعبير عن تجربة إنسانية هدفها الانتصار للحياة. وبينما أقر بأن الأفلام المعروضة في المهرجان وكل الجهود السينمائية والفنية لا يمكنها التعبير عما يحدث في غزة، فإنه اعتبر أن كل ما ينتج عبارة عن جهود لتأكيد السردية الفلسطينية أمام العالم وضحد الادعاءات الإسرائيلية. وحول تحديات صناعة الأفلام في ظل الحرب، يقول النبيه "الناس تنشغل في توفير الطعام والماء لعائلاتها، ونحن إلى جانب ذلك كنا نصنع أفلاما نخاطب العالم بها عن نكبتنا الجديدة". وأضاف "السينما رسالة حياة، مجرد إنتاج هذه الأفلام وعرضها وتنظيم المهرجان رسالة انتصار على الموت، رغم أننا أجساد تتحرك فقط دون حياة".
نجحت الدورة 19 لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في جذب الجماهير بعد أكثر من أسبوع على انطلاقها، واستقطاب شرائح جديدة من القراء، في الوقت الذي تراجعت فيه إلى حد كبير شكاوى الناشرين من ضعف المبيعات. وأكد ممثلون لدور النشر المشاركة في الدورة التي تختتم بعد غد الأحد أن مبيعات الكتب هذا العام فاقت التوقعات. وتركزت مبيعات الكتب، وفقا لناشرين، بصورة رئيسية على الروايات وأدب الرعب إلى جانب الكتب التاريخية والسياسية، وقالوا أيضا إن الكتب الدينية ما زالت تحتفظ بنسب بيع مرتفعة. وقال السيد صالح عارف، ممثل دار العين للنشر، إن الإقبال جيد وخاصة خلال الفترة المسائية مع انخفاض درجات الحرارة، مما يشجع الناس على الذهاب إلى المعرض والتجول في أجنحته. وفي وقت سابق، أعلنت مكتبة الإسكندرية المنظمة للمعرض أن دورة هذا العام تشهد ما يقرب من 160 فعالية ثقافية بحضور 600 شخصية ثقافية ومشاركة 77 ناشرا. وتراوحت فعاليات معرض الإسكندرية للكتاب من التاريخ والأدب إلى الدراما التلفزيونية والذكاء الاصطناعي. وقال عبد الغني محمد من مركز المحروسة للنشر والتوزيع "الإقبال جيد وهو أفضل كثيرا من الدورات السابقة على الرغم من ارتفاع أسعار الكتب". وأشار إلى تغييرات في اتجاهات القراءة خلال السنوات الأخيرة، فقال إن هناك فئات تتحمس للكتب المصورة، كما نال التاريخ والروايات المترجمة اهتماما واضحا، بينما تراجعت مبيعات الشعر. وأشاد الناشر أحمد سعيد من دار الربيع بما أتاحته مكتبة الإسكندرية من خدمات للناشرين، لافتا إلى أن المعرض يحمل الكثير من فرص النجاح لكن ما ينقصه بعض الدعاية بين أهالي الإسكندرية وزوارها من المصطافين الذين يتدفقون على الشوارع والمقاهي خلال أشهر الصيف الحارة في مصر. وقال سعيد "المعرض صنع برنامجا ثقافيا جيدا لكن هذا لا يعني الناشرين في شيء لأنهم بحاجة إلى القراء وليس إلى جمهور الندوات". وحرصت ماجدة عادل (26 عاما) على زيارة المعرض أكثر من مرة، وقالت "توجد بعض الندوات التي تثير اهتمامي". وأبلغت وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "جئت لحضور ندوة خصصتها المكتبة لصناع فيلم (رفعت عيني للسما)"، في إشارة إلى الفيلم المصري الفائز بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي في قسم النقاد بمهرجان كان السينمائي في مايو أيار الماضي. وأضافت "أحببت حرص المكتبة على تكريم الفائزين بجوائز الدولة وتعريف الجمهور بجهودهم". من جانبه، قال مدير مكتبة الإسكندرية أحمد زايد لوكالة أنباء العالم العربي إن إدارته وفرت تطبيقا إلكترونيا يتيح لزوار المعرض تتبع الفعاليات والندوات، كما يتضمن المعرض أجنحة مخصصة لعرض أحدث الابتكارات في مجال الكتابة والنشر الإلكتروني، مما أتاح للزوار فرصة استكشاف المستقبل الرقمي لعالم الكتب. وأضاف زايد "أحدث البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض تأثيرا كبيرا في وسائل الإعلام بسبب حرص المكتبة على التنوع في الموضوعات والأجيال". وتابع قائلا "نعمل على جذب شرائح جديدة من القراء لذلك أطلقنا مسابقة للقراءة مع انطلاق المعرض"، مشيرا إلى أن مكتبة الإسكندرية أطلقت أيضا برنامجا للأمسيات الشعرية وتطلق قريبا جائزة للشعر "لمقاومة تراجعه".

الأخبار

  • السبت، ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ في ١:٥١ ص
  • الجيش السوداني ينفي موافقته على المشاركة في محادثات جنيف

  • نفى المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله يوم الجمعة موافقة الجيش مبدئيا على المبادرة الأميركية للمشاركة في محادثات جنيف. وأضاف في بيان مقتضب "ربما تكونوا قد لاحظتم بيانا باسم مكتبنا يتحدث عن الاستجابة لدعوة الولايات المتحدة للاشتراك في مباحثات جديدة، هذا البيان مزور". وأضاف المتحدث "هذا ...

  • السبت، ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ في ١:٥١ ص
  • مسؤول أممي: نحتاج لمزيد من الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية للسودان

  • قال نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للسودان طوبي هارورد إن المنظمة بحاجة لمزيد من الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية للسودان. وأضاف هارورد أن الأمطار الغزيرة هذا العام تعيق شاحنات المساعدات الإنسانية وتمنع تسليم الغذاء والإمدادات الطبية للسكان. وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الثلاثاء الماض...

الصور

اختيارات المحررين

  • السبت، ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ في ١:١٣ ص
  • أعمار الرياضيين في أولمبياد باريس.. من سن 11 إلى 69

  • اقرأ المزيد
  • السبت، ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ في ١:٠٩ ص
  • معلمو السودان يطلقون حملة "انقذوا أطفالنا من الضياع فهم لا ذنب لهم" لإيقاف الحرب

  • اقرأ المزيد
  • الجمعة، ٢٦ يوليو ٢٠٢٤ في ١٠:٠٩ م
  • باريس تستعرض تاريخها وفنونها في افتتاح استثنائي للأولمبياد بمشاركة زيدان ونادال

  • اقرأ المزيد
  • الجمعة، ٢٦ يوليو ٢٠٢٤ في ٣:٣٨ ص
  • الفصائل العراقية المسلحة غاضبة بعد تجاهل اجتماع مشترك لمسؤولين عراقيين وأميركيين الإشارة لانسحاب قوات التحالف

  • اقرأ المزيد
  • الخميس، ٢٥ يوليو ٢٠٢٤ في ٤:٤٠ ص
  • فوزان عربيان وفوضى تنظيمية وتجسس ضمن لقطات اليوم الأول لأولمبياد باريس

  • اقرأ المزيد
  • الأربعاء، ٢٤ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٤٧ ص
  • فيتش: اهتمام كبير من بنوك الخليج بالتوسع خارجيا للاستفادة من التحسن الاقتصادي وفرص النمو

  • اقرأ المزيد