وزير الخارجية المصري يحذر من "حرب إقليمية شاملة" بسبب التصعيد الحالي في المنطقة
(وكالة أنباء العالم العربي) - قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوم الاثنين إنه اتفق مع نظيره التركي هاكان فيدان على أهمية العمل سويا لعدم اتساع رقعة الصراع الإقليمي، محذرا من أن المنطقة تشهد تصاعدا في حدة الصراع والتوتر نتيجة لسياسية "الاغتيالات"، التي قال إن بلاده ترفضها وتدينها بشكل كامل.
كما حذر عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فيدان عقب محادثات بالقاهرة، من أن "حالة التصعيد الحالية بالمنطقة تنذر بالدخول في أتون حرب إقليمية شاملة".
وأضاف أنه أطلع الوزير التركي على مستجدات المساعي المصرية الرامية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة "بما يضع نهاية للحرب الوحشية والمفروضة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني الأعزل".
وأردف قائلا "تحدثنا عن الجهود التي تبذلها مصر مع قطر وأميركا للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.. هناك تقارب في رؤية مصر وتركيا في هذا الأمر.. وأكدنا على ضرورة تجنب انفجار الأوضاع في الضفة نتيجة سياسة الاستيطان والسياسيات الاستفزازية التي يمارسها المستوطنون بشكل ممنهج".
وأكد وزير الخارجية المصري على أن "لب الصراع في المنطقة هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية"، مشيرا إلى أن محادثاته مع نظيره التركي تطرقت إلى تنفيذ حل الدولتين.
وفيما يخص ليبيا، قال عبد العاطي "أكدنا على أن نجاحنا على تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا يمثل نموذجا في تعزيز الأمن والاستقرار من جانب دول المنطقة"، مضيفا "توافقنا على أهمية صون وحدة ليبيا".
وعبر عبد العاطي عن تطلع القاهرة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية "في أسرع وقت ممكن بما يسمح بإعادة توحيد المؤسسات الليبية وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة".
وتطرقت المحادثات بين وزيري الخارجية أيضا إلى الأزمة السورية، حيث عبر عبد العاطي عن ترحيب بلاده بالتصريحات التركية الأخيرة بالاستعداد للعمل على حل الخلافات مع سوريا بما يحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها.
وبحث الوزيران ملف السودان، إذ أكد وزير الخارجية المصري "أهمية إنهاء الحرب الدائرة هناك بما يضمن للسودان وحدته ويرفع المعاناة عن شعبه".
وقال عبد العاطي إنهما ناقشا أيضا أزمة سد النهضة الإثيوبي والأوضاع الخطيرة في منطقة القرن الأفريقي وأهمية الحفاظ على وحدة الدولة الصومالية.
العلاقات الاقتصادية
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، قال عبد العاطي إنه اتفق مع فيدان على تكثيف العمل للوصول بالتبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار خلال فترة قصيرة، مضيفا أن البلدين لديهما "إمكانيات هائلة في الاقتصادين لتحقيق هذا الهدف".
وقال "أكدنا العزم على جذب مزيد من الاستثمارات التركية لمصر" لافتا إلى أن بلاده تعمل أيضا على مضاعفة عدد السياح الأتراك إليها.
وأشار إلى أن مصر هي أكبر شريك تجاري لتركيا في قارة أفريقيا.
وأضاف عبد العاطي أنه اتفق مع نظيره التركي علي البدء فورا في التحضير لانعقاد أول دورة لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين على مستوى رئيسي الجمهورية.
وبدأ وزير الخارجية التركي الأحد زيارة إلى مصر، حيث زار معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، كما التقى مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قبل أن يلتقي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت سابق.
وفي فبراير شباط الماضي، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصر للمرة الأولى منذ تولي نظيره المصري الحكم، حيث رحب السيسي بالرئيس التركي لفتح "صفحة جديدة" في العلاقات بين البلدين.
وشهدت مسيرة تحسن العلاقات بين مصر وتركيا مصافحة بين أردوغان والسيسي خلال افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، ثم التقيا ثانية خلال قمة العشرين بنيودلهي في سبتمبر أيلول الماضي، واتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع مستوى العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء.
ورفعت وزارتا الخارجية المصرية والتركية العام الماضي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد انقطاعها منذ عام 2013.