سيل من الإدانات لإسرائيل عقب مقتل أكثر من 100 فلسطيني في قصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة
(وكالة أنباء العالم العربي) - توالت الإدانات والاستنكارات على إسرائيل بعد قصفها مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة وقت صلاة الفجر يوم السبت في هجوم أودى بحياة أكثر من مئة فلسطيني إضافة إلى إصابة العشرات.
وأصدرت مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات وسلطنة عُمان والكويت ولبنان وإيران وتركيا وبريطانيا وروسيا، إضافة إلى السلطة الفلسطينية والأزهر الشريف ومؤسسات عربية وخليجية وأممية، بيانات تدين بأشد العبارات استمرار الهجمات الإسرائيلية وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حقنا للدماء.
ففي رام الله، أدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "المجزرة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الأعزل في مدرسة التابعين.. في جريمة جديدة تتحمل الإدارة الأميركية مسؤوليتها جراء دعمها المالي والعسكري والسياسي للاحتلال".
وقال أبو ردينة "هذه الجريمة تأتي استمرارا للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، وتؤكّد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب".
كما أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بيانا قالت فيه إن "مجزرة مدرسة التابعين سببها فشل المجتمع الدولي ومؤسسات، بما فيها مجلس الأمن، في تحمل مسؤولياته لوقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني". وأضافت أن منح إسرائيل الحصانة من العقاب يجعلها "تمعن في ارتكاب المجازر في الأرض الفلسطينية المحتلة".
واعتبرت مصر في بيان نشرته وزارة الخارجية استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة "استخفافا غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، وطالبت بموقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة "ويضع حدا لمسلسل استهداف المدنيين العزل".
وجاء في البيان أن "استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، هو دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب الضروس، وإمعان في استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين تحت وطأة كارثة إنسانية دولية يقف العالم عاجزا عن وضع حد لها".
وأكد البيان أن مصر سوف تستمر في مساعيها وجهودها الدبلوماسية واتصالاتها مع جميع الأطراف المؤثرة دوليا، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار "مهما تكبدت من مشاق أو واجهت من معوقات".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأميركي جو بايدن قد أصدروا مساء الخميس الماضي بيانا مشتركا يدعو حماس وإسرائيل لاستئناف المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين في منتصف شهر أغسطس آب الحالي. ورحبت دول عربية وأجنبية عديدة بهذه الدعوة وضمت أصواتها إليها.
الإدانات الخليجية
أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي بأشد العبارات ما وصفه "بالجريمة الإسرائيلية الجديدة".
وقال البديوي في بيان لمجلس التعاون "الاعتداءات المتواصلة والعنيفة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية... تعتبر جرائم حرب تبرز النهج الإجرامي الخطير لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتشكل انتهاكا صارخا للقوانين والمعاهدات الدولية والإنسانية".
وفي قطر، أصدرت وزارة الخارجية بيانا يدين بأشد العبارات أيضا الهجوم الذي عدَّته "مجزرة مروعة وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعديا سافرا على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي".
وجدد البيان المطالبة بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف القوات الإسرائيلية للمدارس ومراكز إيواء النازحين، كما دعا المجتمع الدولي لتوفير الحماية للنازحين "ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية".
وأدانت السعودية استهداف مدرسة النازحين بأشد العبارات.
وقالت وزارة الخارجية في بيان "تؤكد المملكة ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتستنكر تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات".
كما نشرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا قالت فيه إن دولة الإمارات "تدين وتستنكر بأشد العبارات" استهداف مدرسة (التابعين) شرق مدينة غزة.
وأكد البيان على رفض الإمارات القاطع لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية، وعلى أن الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق.
وأعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقصف القوات الإسرائيلية مدرسة (التابعين) وأكدت على ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن "من أجل إيقاف هذه الجرائم البشعة بحق شعب أعزل".
كما أدانت وزارة الخارجية العمانية ما وصفته "بالقصف الوحشي" على مدرسة النازحين وقالت في بيان إن هذه "جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
"استخفاف بالقانون الدولي"
في الأردن، أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بيانا اعتبرت فيه أن القصف الإسرائيلي لمدرسة (التابعين) في حي الدرج بشرق مدينة غزة "خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي، وإمعانا في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين".
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة أن استهداف المدرسة يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، واعتبر هذا مؤشرا على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها.
وشدد القضاة على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وخاصة مجلس الأمن، "لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة للقانون الدولي ومحاسبة المسؤولين عنها".
كما أدانت وزارة الخارجيّة والمغتربين اللبنانية بأشد العبارات استهداف القوات الإسرائيلية مدرسة (التابعين) وقالت "إن القصف العشوائي المُمنهج لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقتل الأطفال والمدنيين دليل واضح على استخفاف الحكومة الإسرائيلية بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأصدرت جماعة حزب الله اللبنانية بيانا قالت فيه إن ما حدث اليوم "مجزرة مروعة جديدة" وإن ما أقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية "يؤكد أنها ماضية في حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني وأن خيارها الحقيقي هو القتل وارتكاب المجازر، وأن الحديث عن وقف إطلاق النار وتحديد مواعيد جديدة للمفاوضات ليست إلا كذبا وخداعا".
"مجزرة المصلين"
وأدان الأزهر الشريف بشدة ما وصفه "بمجزرة المصلين" في غزة، وأصدر بيانا قال فيه إن "هذا العمل الإجرامي الغادر الذي نال من مدنيين أبرياء كانوا يقفون بين يدي الله في أداء صلاة الفجر، ومعهم نساؤهم وأطفالهم وشيوخهم؛ جريمة تعجز كل لغات البشر عن التعبير عن قسوتها وشناعتها وهمجيتها، وتجرد من كل معاني الرحمة والإنسانية".
وأضاف "أمعن هذا العدو في قتل الضعفاء والأبرياء، وتجويعهم حتى الموت، وتمرس في نسف منازلهم وتفجير مراكز إيوائهم، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي أُصيبَ بالشلل والعجز عن الوقوف في وجه إرهاب هذا الكيان الغاشم وداعميه".
كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط استهداف إسرائيل لمدرسة النازحين ، ووصفه بأنه "عمل جبان يمثل سبة في جبين جيش الاحتلال الإسرائيلي".
ونقل جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام في بيان عن أبو الغيط قوله "قتل المدنيين النازحين في أثناء صلاة الفجر هو جريمة تفوق حتى المستوى المتدني المعهود عن الجيش الإسرائيلي من حيث الإمعان في الخسة والتجرد من الضمير".
إدانات دولية
في طهران التي شهدت اغتيال زعيم المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها أواخر الشهر الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني "هذا الهجوم الوحشي مصداق واضح لجرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد البشرية التي تُرتكب بشكل متزامن".
وأضاف أن استمرار مثل هذه الهجمات "يثبت مرة أخرى أن الاحتلال غير ملتزم بأي من المقررات الدولية والأصول الأخلاقية والإنسانية".
وفي أنقرة، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا قالت فيه إن إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية، وإن الهجوم يكشف مجددا أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "تتعمد تخريب المفاوضات الرامية لوقف دائم لإطلاق النار".
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي "هالني نبأ القصف الإسرائيلي لمدرسة التابعين والخسائر المأساوية بالأرواح. على حماس التوقف عن تعريض المدنيين للخطر، وعلى إسرائيل الامتثال للقانون الدولي الإنساني".
وأضاف "نحن بحاجة لوقف إطلاق نار فوري لحماية المدنيين وتحرير الرهائن وإنهاء القيود على المساعدات".
وفي موسكو، دعت الخارجية الروسية إسرائيل إلى التوقف عن استهداف المنشآت المدنية، وقالت في بيان نشرته وكالة سبوتنيك للأنباء "نؤكد من جديد موقفنا المبدئي والثابت بشأن ضرورة الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني".
إبادة الفلسطينيين
كتبت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز في تدوينة على منصة إكس أن إسرائيل مستمرة "في إبادة الفلسطينيين" دونما اكتراث أو مبالاة من "الدول المتحضرة".
وتابعت "في أكبر معسكرات الاعتقال في القرن الحادي والعشرين وأشدها خزيا، تواصل إسرائيل إبادة الفلسطينيين في حي تلو الآخر، وفي مستشفى تلو الآخر، ومدرسة تلو الأخرى، ومخيم نازحين تلو الآخر، و‘منطقة آمنة‘ تلو الأخرى".
وأضافت أن هذا يحدث "بأسلحة أميركية وأوروبية ووسط لامبالاة من كل ‘الدول المتحضرة‘".
واستنكر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني استهداف القوات الإسرائيلية مدرسة النازحين وكتب على حسابه الرسمي على منصة إكس "يوم رعب آخر في غزة. قُصفت مدرسة أخرى وسط تقارير عن مقتل عشرات الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال ومسنون". وقال "المدارس ومرافق الأمم المتحدة والبنية التحتية المدنية ليست هدفا".
وفي بروكسل، استنكر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل استهداف المدرسة وعلَّق بتدوينة على منصة إكس قال فيها "راعتني المشاهد الواردة من مدرسة إيواء في غزة تعرضت لضربة إسرائيلية وسط أنباء عن عشرات الضحايا الفلسطينيين".
وأضاف "استُهدفت عشر مدارس على الأقل في الأسابيع الماضية، ولا مبرر لهذه المذابح.. نشعر بالفزع لعدد القتلى المروع".
أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فكتبت على منصة إكس "وردت تقارير مروعة عن هجوم آخر هذا الصباح على مدرسة في غزة تؤوي نازحين، حيث أفادت التقارير بمقتل وجرح أطفال في مكان كانوا يعتقدون أنه آمن".
وطالبت المنظمة بحماية المدارس والملاجئ ووقف العنف ضد الأطفال.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، قتلت القوات الإسرائيلية زهاء 40 ألف فلسطيني بحسب وزارة الصحة في غزة، وحولت معظم القطاع الساحلي الضيق إلى ركام وتسببت في تشريد غالبية سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.