نجاح طالبة فلسطينية في الثانوية العامة يدخل الفرحة إلى قلوب عائلتها المكلومة بمقتل ابن واعتقال آخر
(وكالة أنباء العالم العربي) - أطبق الحزن على حياة الطالبة الفلسطينية سديل الشامي بعد مقتل شقيق لها واعتقال آخر من جانب القوات الإسرائيلية لكن ابنة نابلس في شمال الضفة الغربية أدخلت قدرا من الفرحة على عائلتها بعد نجاحها في امتحانات الثانوية العامة هذا العام رغم الأوضاع الصعبة المحيطة بها.
وبين فاجعة مقتل شقيقها جهاد على يد القوات الإسرائيلية، واعتقال شقيقها الآخر عبود، كانت سديل تحاول جاهدة أن تخفف عن عائلتها المكلومة التي مضى وقت طويل على شعورها بالفرح لآخر مرة.
ولم تجد الطالبة الفلسطينية وسيلة لإسعاد عائلتها أفضل من الاجتهاد في تحصيل دروسها وخوض الامتحانات النهائية للثانوية العامة التي ظهرت نتيجتها اليوم لتعلم الطالبة الفلسطينية أنها ضمن قائمة الناجحين.
وقالت سديل "كيف أستطيع أن أدخل الفرحة إلى قلوب عائلتي؟ حاولت كثيرا، لم أعرف ما الذي يتوجب عليَّ فعله، فدرست واجتهدت، وأدعو الله أن أكون قد تمكنت من إسعاد أبي وأمي، لأننا مررنا بظروف صعبة جدا، فاستشهاد (شقيقي) جهاد أطفأ النور الذي بداخلنا، كما أن الاحتلال (الإسرائيلي) لم يكتف بقتل أخي، بل اعتقلوا أخي الآخر".
ولم يخف والد سديل سعادته بنجاح ابنته رغم الظروف الدقيقة التي تعيشها العائلة، لكنه يشعر أن الفرحة منقوصة مع كل ما يحدث في الضفة الغربية والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ما يزيد على تسعة أشهر.
وقال "الحمد لله رب العالمين، اليوم استقبلنا نجاح ابنتي، على الرغم من أن النجاح هذا منقوص جدا، أولا بسبب الوضع في قطاع غزة والأسرى (في السجون الإسرائيلية)، كما أن ابني أسير، وآخر شهيد، والحمد لله رب العالمين على هذا".
وأضاف "ثمة آلاف الطلاب الذين حرموا من هذه الفرحة في قطاع غزة، وآلاف يعيشون الجوع هناك، ما من أحد لديه الكرامة سيفرح في هكذا أوضاع وفي ظل احتلال ما انفك يغتصب الأرض والعرض وكل شيء، ما من مجال يخول قلوبنا لأن تفرح نهائيا".
كان وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني أمجد برهم قد أعلن خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالنتائج أن 39 ألف طالب من قطاع غزة لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة هذا العام بعد مقتل نحو عشرة آلاف منهم إضافة إلى حوالي 400 مدرس.
وتقدم نحو 50 ألف طالب وطالبة من مناطق الضفة الغربية والموجودون في دول مثل تركيا وقطر ورومانيا وبلغاريا وروسيا للامتحانات باستثناء طلاب غزة مع غيابهم بسب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.