دراسة: نصف المسافرين في الشرق الأوسط اضطروا لإلغاء أو إعادة جدولة اجتماعاتهم بسبب ارتفاع قوي بحركة السفر
(وكالة أنباء العالم العربي) - كشفت دراسة حديثة لشركة إس.إيه.بي كونكر أن نحو نصف المسافرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اضطروا إلى إلغاء أو إعادة جدولة اجتماعاتهم، وأن 40 بالمئة منهم تكبدوا تكاليف الإقامة لأيام إضافية غير مخطط لها خلال رحلات العمل التي قاموا بها.
وقالت إس.إيه.بي في بيان صحفي إن قطاع سفر الأعمال يواجه تحديات كبيرة كان آخرها الارتفاع الحاد في حركة السياحة خلال فصل الصيف الحالي.
وأضافت أنه بالتزامن مع استقطاب الأحداث السياحية الرئيسية لملايين الزوار، الأمر الذي سيستمر حتى نهاية العام الجاري، فإن مسافري الأعمال والمدراء يواجهون صعوبات تتمثل في عدم توافر حجوزات الرحلات الجوية والغرف الفندقية ووسائل النقل، الأمر الذي يؤدي إلى تأخيرات باهظة التكلفة وتراجع في الإنتاجية.
وبالنظر إلى أهمية السفر من أجل التواصل مع العملاء وتعزيز علاقات التعاون وتطوير قدرات الموظفين، فقد أكد جواو كارفاليو، المدير التنفيذي لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى إس.إيه.بي كونكر على أهمية تجنب الآثار المكلفة لهذه العقبات.
وبالنظر إلى أحدث بيانات إس.إيه.بي كونكر، يرى كارفاليو أنه يجب على القادة تغيير مقاربتهم المتعلقة بسفر الأعمال أو التوقف عنه بشكل تام.
"تؤدي العقبات والاضطرابات التي تواجه السفر إلى تراجع الإنتاجية وعرقلة تنظيم الاجتماعات الحيوية الأمر الذي يؤثر بدوره على إنتاجية العمل وجودة حياة الموظفين".
وأضاف أن "التأخيرات غير المتوقعة وإلغاء الحجوزات وتغيير خط السفر كانت أبرز العوامل التي أجبرت نحو 88 بالمئة من مسافري الأعمال على إجراء تغييرات في اللحظات الأخيرة خلال العام الماضي. لقد أصبح هذا الوضع شائعا ومحبطا لدرجة أن نحو ثلث المسافرين أصبحوا على استعداد في الوقت الحالي لرفض القيام برحلات بسبب الاحتمالية الكبيرة لمواجهة عقبات خلال سفرهم".
وبين كارفاليو أنه بأخذ هذه العوامل بعين الاعتبار، فإنه يتوجب على القادة إعطاء الأولوية للمرونة من أجل ضمان وصول الموظفين إلى وجهاتهم النهائية بأقل قدر ممكن من الضغوط. وأوضح قائلا "قد يشتمل هذا على احتساب وقت سفر إضافي سواء للقادمين أو المغادرين أو لكليهما، أو ترتيب وسائل نقل خاصة لنقلهم من مكان لآخر، أو دمج ميزات إضافية عند إجراء حجوزات السفر بما يضمن تسهيل إعادة الحجز في حالة مواجهة أي عقبات".
وأشار إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين كفاءة سفر الأعمال، إذ يرحب ثلثا المدراء بدمج المكونات المعززة بالذكاء الاصطناعي في الأدوات التي يستخدمونها.
وبصورة مماثلة، فإنه نحو 98 بالمئة من المسافرين منفتحون على استخدام الخيارات المعززة بالذكاء الاصطناعي بهدف حجز الرحلات.
وتابع كارفاليو "يمكن لقادة الأعمال توظيف حلول الذكاء الاصطناعي لتبسيط سير العمل في مجالات مثل إعداد التقارير المتعلقة بالنفقات، أو التوصيات المتعلقة بإلغاء الحجوزات أو تغيير مواعيدها، ما يساعد بالتالي في التقليل من العقبات والاضطرابات. وعلى الرغم من ذلك، يُنصح بالحذر كما هو الحال مع أي تحول جذري وكبير في مجال الأعمال، إذ يمكن أن يؤدي التطبيق والنشر المبكر للذكاء الاصطناعي إلى إعاقة التقدم بدلاً من تسريعه".
"تشير بياناتنا إلى أن 95 بالمئة من مسافري الأعمال يحتاجون إلى الدعم من شركات حتى يشعروا بالارتياح لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحجوزات. بالإضافة إلى ذلك، يرى نحو ثلث مدراء السفر أن التوقعات المتعلقة بخصوص استخدام الأدوات المعززة بالذكاء الاصطناعي بدون التدريب اللازم تؤثر بالفعل على قدرتهم على أداء عملهم بفعالية".
وأوضح كارفاليو أنه وبهدف ضمان التطبيق الناجح للذكاء الاصطناعي يجب على القادة توفير التدريب الشامل لأنظمة الذكاء الاصطناعي ودمج الضمانات في سياسات الشركة لمعالجة المخاوف الشائعة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مثل حماية البيانات ومخاطر التحيز.
وأكد أنه بالنسبة لمستقبل السفر، فإن السمة الأبرز لمشهد قطاع الأعمال الحديث ستكون وجود قوى عاملة متباعدة جغرافيا ولكنها مرتبطة ببعضها البعض بصورة أفضل، وقال "على الرغم من شيوع الاجتماعات الافتراضية على نحو متزايد، إلا أن التفاعلات الشخصية وجهاً لوجه لا تزال ذات قيمة لا تقدر بثمن وخاصة في بعض علاقات الأعمال، ولذلك فإن رحلات العمل المبسطة لا تزال تشكل أولوية قصوى للعديد من المؤسسات".
واختتم كارفاليو "قد لا يكون ممكنا إلغاء جميع العقبات التي تواجه السفر على المدى القصير، ولكن يمكن للقادة اتخاذ خطوات تساعد في تسهيل إدارة السفر بالنسبة للموظفين. ومن خلال تطبيق معايير تحسين مرونة السفر، وتقديم فرص التدريب، والاستفادة من حلول برمجيات الجيل المقبل، فإنه يمكن للشركات التكيف مع السوق المتغيرة، وضمان استمرار فعالية برامج السفر الخاصة بها على المدى الطويل".