دعم عربي ودولي للدعوة المصرية الأميركية القطرية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
(وكالة أنباء العالم العربي) - حظيت مصر والولايات المتحدة وقطر اليوم الجمعة بدعم عربي ودولي لدعوتها إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس الأسبوع المقبل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، في خطوة قد تكسر الجمود الذي اكتنف المفاوضات في الآونة الأخيرة.
فعلى الصعيد الدولي، أبدى الاتحاد الأوروبي تأييده لجهود الدول الثلاث الرامية لاستئناف المفاوضات وإحلال السلام بالمنطقة، حيث أعلن الممثل الأعلى لشؤونه الخارجية وسياسته الأمنية جوزيب بوريل انضمام الاتحاد إلى الدعوة.
وقال بوريل في حسابه على منصة إكس "ينضم الاتحاد الأوروبي إلى مصر وقطر والولايات المتحدة في الدعوة لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن دون تأخير، ونؤكد دعمنا الكامل لوساطتها لوضع حد لدائرة المعاناة غير المحتملة".
كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة فورا، معتبرة أن ذلك هو "السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح واستعادة الأمل في السلام وتأمين عودة الرهائن".
وتابعت "أؤيد بشدة الجهود التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار اللذين تحتاجهما المنطقة".
كذلك أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على الدعم الكامل لجهود الوساطة التي تبذلها الدول الثلاث، مشددا على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة.
وحذر ميشيل من أن المنطقة "على شفا صراع مروع"، وقال "فقدنا الكثير جدا من الأرواح في غزة، ويجب وقف هذا الدمار وإطلاق سراح الرهائن".
كان الرئيسان الأميركي جو بايدن والمصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أصدروا مساء أمس الخميس بيانا مشتركا يدعو حماس وإسرائيل لاستئناف المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين منتصف شهر أغسطس آب الحالي.
وقال البيان المشترك "دعونا الجانبين إلى استئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء 14 أغسطس أو الخميس 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة".
وأضاف البيان "سعينا ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حاليا على الطاولة حيث لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ".
وتابع "نحن كوسطاء مستعدون - إذا اقتضت الضرورة - لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبي توقعات كافة الأطراف".
تأييد بريطاني وألماني
انضمت بريطانيا إلى الدول المرحبة بالدعوة المصرية الأميركية القطرية، حيث أبدى وزير خارجيتها ديفيد لامي دعم بلاده الكامل لتلك الدعوة وأكد على ضرورة ألا يكون هناك المزيد من التأخير ووجوب وقف القتال في غزة فورا.
وقال لامي في بيان "ثمة اتفاق مطروح على الطاولة، ومن مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين وجميع الأطراف المعنية على المدى الطويل الموافقة عليه بسرعة ووضع نهاية لهذا الصراع المدمر".
وشدد الوزير البريطاني على أنه "لا يمكننا المخاطرة بتصعيد حدة التوتر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني"، وأكد على ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 الذي أنهى حربا بين الجانبين عام 2006.
كما لقيت الجهود المصرية الأميركية القطرية دعما أيضا من المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي قال إنه يؤيد دعوة قادة الدول الثلاث "للبدء في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".
وأضاف شولتس في حسابه على منصة إكس "لقد حان الوقت لتخفيف معاناة الرهائن وشعب غزة"، معبرا عن قلقه العميق من الوضع في الشرق الأوسط.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم أن إسرائيل ستوفد فريقا لحضور المفاوضات الرامية لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار.
غير أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حذر من أن دعوة الوسطاء لإجراء مفاوضات حول التوصل إلى اتفاق مع حماس قد تكون "فخا خطيرا" لإسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سموتريتش تحذيره لرئيس الوزراء من "الوقوع في الفخ والتراجع ولو قيد أنملة عن الخطوط الحمراء التي وضعها في الآونة الأخيرة".
دعم أردني
كما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم الجمعة دعم بلاده للبيان الأميركي المصري القطري الذي يدعو إلى استئناف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن وقف الحرب هو الخطوة الأولى التي يجب تحقيقها من أجل خفض التصعيد.
وقالت الخارجية الأردنية في بيان إن ذلك جاء خلال اتصال تلقاه الصفدي من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن والذي تابعا خلاله محادثاتهما الهاتفية التي أجريت يوم الثلاثاء الماضي، حول التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة والخطوات المطلوبة لوقفه.
وشدد الصفدي على أن "وقف العدوان على غزة، هو الهدف الذي يجب أن تتكاتف كل الجهود لتحقيقه، لأنه سينقذ غزة وأهلها من الموت والدمار اللذين يفرضهما العدوان عليهم، وسيخرج المنطقة من التوتر الخطير الذي يضعها على حافة الانفجار".
وأكد الوزير الأردني دعم المملكة للبيان الذي صدر عن الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول استئناف مفاوضات صفقة التبادل.
دعم خليجي
لم يقتصر تأييد الدعوة المصرية الأميركية القطرية لاستئناف مفاوضات غزة على الدول الغربية فحسب، بل لقيت كذلك دعما من دول عربية وإقليمية بما فيها الإمارات.
ولدى إعلانها عن الانضمام لدعوة قادة الدول الثلاث إلى استئناف مفاوضات غزة منتصف الشهر الحالي، حثت وزارة الخارجية الإماراتية الأطراف المعنية على الاستجابة إلى الدعوة وعبرت عن أملها بعدم إضاعة مزيد من الوقت من قبل أي من الأطراف.
وجددت وزارة الخارجية في بيان دعم الإمارات الكامل لجهود الوساطة الحثيثة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأوضاع المأساوية في قطاع غزة.
وفي الكويت أيضا، أشادت وزارة الخارجية بما عبر عنه البيان المشترك من "ضرورة وضع حد للمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مثمنة جهود القاهرة وواشنطن والدوحة لخفض التصعيد وتحقيق أمن واستقرار المنطقة.
وأكدت الوزارة في بيان على موقف الكويت الداعم "لكل الجهود المبذولة في إطار التوصل لاتفاقات من شأنها وقف العدوان على قطاع غزة".
كذلك رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بمضامين البيان المشترك، وأشاد بالجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بين جميع الأطراف للوصول إلى اتفاق وخفض التصعيد بالمنطقة.
في الوقت نفسه، شدد البديوي على دعم دول المجلس "لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية وجميع القرارات الدولية ذات الصلة".
مقترح لبناني
على الصعيد الإقليمي، أبدى لبنان أيضا دعمه للبيان المصري الأميركي القطري المشترك، وأكد وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب على أهمية تقديم الإغاثة الفورية للشعب الفلسطيني في غزة.
وقالت رئاسة الوزراء اللبنانية في بيان إن بوحبيب حث جميع الأطراف المعنية على بدء وقف إطلاق النار في غزة وتسريع عملية إطلاق سراح المحتجزين.
وأضاف أن الحكومة اللبنانية تعتزم "دعم وتقديم مقترح جديد لاستكمال تنفيذ البنود الأخرى بطريقة ترضي جميع الأطراف المعنية"، دون الكشف عن تفاصيل بشأن المقترح.
إشادة تركية
وفي أنقرة، أشادت وزارة الخارجية التركية بجهود الوساطة التي تبذلها القاهرة وواشنطن والدوحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مبدية دعمها "لتنفيذ النقاط التي طرحها قادة هذه الدول" في بيانهم المشترك.
واعتبرت الخارجية التركية في بيان أن "الخطة المؤلفة من ثلاث مراحل والتي تضمنها قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735 توفر أساسا سليما للسلام"، في إشارة إلى الخطة التي أعلنها بايدن في الآونة الأخيرة وأيدها مجلس الأمن.
وتابع البيان "على إسرائيل أن تحذو حذو النهج البناء الذي انتهجه الفلسطينيون تجاه وقف إطلاق النار، وعلى المجتمع الدولي أن يمارس الضغوط اللازمة على حكومة نتنياهو".
وفي مايو أيار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي عن خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب، وقال إن المرحلة الأولى من المفترض أن تستمر ستة أسابيع وتشمل وقفا شاملا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالقطاع وإطلاق سراح محتجزين من النساء وكبار السن والجرحى مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين.
ووفقا لبايدن، سيعود الفلسطينيون في هذه المرحلة إلى منازلهم في كافة أنحاء غزة، وستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يوميا. وتشمل المرحلة الأولى أيضا محادثات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى المرحلة التالية التي من المفترض أن تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع.