أميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يعبرون عن القلق إزاء التحركات العسكرية في ليبيا ويدعون إلى ضبط النفس
(وكالة أنباء العالم العربي) - عبرت بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية اليوم الجمعة عن القلق إزاء التحركات الأخيرة للقوات في أنحاء هذا البلد، وخاصة في المناطق الجنوبية والغربية، داعية إلى ضبط النفس والدخول في حوار.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان إلى "تجنب أي أعمال استفزازية من شأنها إخراج الأوضاع عن السيطرة وتعريض الاستقرار الهش في ليبيا وسلامة المواطنين للخطر".
وحث بيان البعثة الأممية على "مواصلة التواصل والتنسيق بين القوات التابعة للجيش الوطني الليبي وحكومة الوحدة الوطنية"، مشيدا بالجهود الجارية لتهدئة الوضع ومنع المزيد من التوتر.
كما عبرت البعثة عن أسفها "كون هذه التطورات تتزامن مع الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الجيش الليبي"، وقالت إنها "تذكّر بحالة الانقسام التي تعاني منها هذه المؤسسة الحيوية".
وجددت البعثة التأكيد على "أهمية وجود مؤسسات عسكرية وأمنية موحدة ومهنية ومسؤولة"، مبدية استعدادها لتيسير الوصول إلى هذه الغاية من خلال الحوار وتوفير الدعم والخبرات اللازمة.
الاتحاد الأوروبي وأميركا
ومن جانبها، عبرت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد في ليبيا في بيان مشترك عن القلق العميق إزاء "التحشيدات والتحركات العسكرية الأخيرة، على وجه الخصوص في المنطقة الجنوبية الغربية".
وحذر البيان من أن "استخدام القوة من شأنه أن يضر بالاستقرار في ليبيا ويؤدي إلى معاناة إنسانية وينبغي تجنبه مهما كلف الأمر".
كما دعت البعثات الأوروبية جميع الأطراف إلى "الدخول في حوار لمنع المزيد من الانقسام، والحفاظ على الاستقرار وعلى اتفاق وقف إطلاق النار في 2020، والسعي لتحقيق مصلحة الشعب الليبي كهدف أسمى"، وحثت جميع الأطراف الليبية الفاعلة والمجموعات المسلحة على ضبط النفس ووقف التصعيد بشكل عاجل.
وأكدت في الوقت نفسه على "دعم الاتحاد الأوروبي لجهود الأمم المتحدة نحو عملية سياسية شاملة بقيادة ليبية".
وفي السياق نفسه، قالت السفارة الأميركية في بيان أصدرته نيابة عن سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة إن الدول الخمس "تشارك المجتمع الدولي مخاوفه إزاء التحركات العسكرية الجارية في جنوب غرب ليبيا".
وأضاف البيان "مثل هذه التحركات تهدد بحدوث تصعيد ومواجهات عنيفة، وذلك في ظل الجمود المستمر في العملية السياسية".
وتابع البيان "ونظرا للمخاوف الحقيقية بشأن الأمن على طول الحدود الجنوبية لليبيا، فإننا نشجع قوات الأمن في الشرق والغرب على اغتنام هذه الفرصة لتعزيز التشاور والتعاون من أجل اتخاذ تدابير فعالة لتأمين الحدود وحماية سيادة ليبيا".
كان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا قد حذر أمس الخميس من أن التحركات العسكرية لقوات الجيش الوطني الليبي في جنوب غرب البلاد خلال اليومين الماضيين تأتي "في مسعى فاضح وواضح لزيادة النفوذ والسيطرة على مناطق استراتيجية مهمة مع دول الجوار"، محذرا من أنه قد ينتج عنها العودة إلى الصراع المسلح الذي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار ومساعي توحيد المؤسسة العسكرية ويقود إلى انهيار العملية السياسية.
ودعا مجلس الدولة كلا من "المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية بصفته وزير الدفاع، ورئيس الأركان العامة للجيش الليبي، إلى رفع حالة التأهب والاستعداد للتصدي لأي خطر محتمل ناتج عن هذه التحركات غير المشروعة".
وأفادت وسائل إعلام ليبية أمس بأن قوة العمليات المشتركة التابعة لحكومة الوحدة طلبت من "كافة منتسبيها والقوات المساندة التوجه إلى مقر القوة بتجهيزاتهم ومعداتهم"، ونقلت عن مصدر برئاسة أركان حكومة الوحدة القول إن الإجراء جاء فور صدور توجيهات "برفع درجة الاستعداد لصد أي هجوم محتمل".