المنظمة الدولية للهجرة: الوضع الإنساني في السودان وصل إلى "نقطة انهيار غير مسبوقة"
(وكالة أنباء العالم العربي) - قالت المنظمة الدولية للهجرة يوم الاثنين إن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى "نقطة انهيار غير مسبوقة"، وحذرت من تفاقم أزمة النزوح بسبب المجاعة والفيضانات التي تجتاح البلاد.
وقالت المنظمة على موقعها الإلكتروني إن هذا التحذير الشديد يأتي "في الوقت الذي تضاف فيه المجاعة والفيضانات إلى قائمة التحديات التي تواجه ملايين الأشخاص الذين يكافحون للتكيف مع أكبر أزمة نزوح في العالم بعد 16 شهرًا من صراع وحشي".
وذكرت أن أعداد النازحين تواصل الارتفاع حيث يسعى أكثر من 10.7 مليون شخص للعثور على الأمان داخل البلاد، وكثير منهم نزحوا مرتين أو أكثر، مضيفة أن الصراع في ولاية سنار وحدها أدى إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص الشهر الماضي، 63 في المائة منهم كانوا نازحين في الأصل من ولايات أخرى، وأغلبهم من الخرطوم.
وقالت إن الفيضانات الواسعة النطاق زادت الوضع سوءا، إذ أدت إلى نزوح أكثر من 20 ألف شخص منذ يونيو حزيران في 11 ولاية، كما جرفت الفيضانات بنية أساسية حيوية، مما أدى إلى تعطيل توصيل المساعدات الإنسانية الحيوية بشكل أكبر.
وقال عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "لا شك أن هذه الظروف ستستمر وتزداد سوءًا إذا استمر الصراع والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية".
وحذر من أنه "في غياب استجابة عالمية فورية وواسعة النطاق ومنسقة، فإننا نواجه خطر وقوع عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تجنبها في الأشهر المقبلة، فقد وصلنا إلى نقطة الانهيار، نقطة كارثية ومأساوية".
وأشارت المنظمة إلى أن الأوضاع الإنسانية في السودان من بين الأسوأ في العالم، حيث "يتسم الصراع الدائر بمستويات مروعة من انتهاكات الحقوق، والاستهداف العرقي، ومذابح المدنيين، والعنف القائم على النوع الاجتماعي".
وقالت إنه على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، من المتوقع أن يواجه ما يقدر بنحو 25.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد مع انتشار الصراع واستنفاد آليات التكيف، مشيرة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت بالفعل من أن العديد من المناطق الأخرى في أنحاء السودان لا تزال معرضة لخطر المجاعة.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان من العام الماضي بعد خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.
ودخل الطرفان المتحاربان في مفاوضات منذ اندلاع الصراع لوقف إطلاق النار في جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة، لكنها توقفت بعد فشلها في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.