الحسكة السورية تئن من شح الوقود جراء القصف التركي المتكرر وهجمات الفصائل المسلحة على منشآت حيوية
(وكالة أنباء العالم العربي) - تشكو مناطق شمال وشمال شرق سوريا الخاضعة للإدارة الذاتية لقيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) نقصا حادا في الوقود، وذلك بسبب عمليات القصف التركية المتكررة وهجمات الفصائل المسلحة على منشآت ومرافق حيوية وعلى رأسها آبار النفط.
وفي لقاء مع الخدمة التلفزيونية لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) قال أكرم سليمان، المسؤول في الرئاسة المشتركة لاتحاد غرف الصناعة بشمال وشرق سوريا "القطاع الصناعي ومنذ عام 2011، أي بعد الأحداث في سوريا، طرأت عليه تطورات هامة في مناطقنا بشمال وشمال شرق سوريا، ازدهرت الأعمال وافتُتحت ورشات كبيرة ومعامل ومصانع رئيسية، لكن في الفترة الأخيرة عانى هذا كثيرا من الصعوبات".
وأضاف "الصعوبات التي يعيشها القطاع الصناعي هي بسبب الهجمات الأخيرة من قبل الفصائل الإرهابية وتركيا، وبالتحديد الهجمات وعمليات القصف التي طالت منشآت حيوية كآبار ومحطات النفط، الأمر الذي تسبب بتأثير بالغ على كميات المازوت والبنزين في المنطقة، ونقص المحروقات هذا ترك ضررا بالغا على المنشآت الصناعية والمعامل كالمخارط والورش الصناعية".
وختم قائلا "هذا الوضع دفع بكثيرين إلى إغلاق ورشهم ومحالهم كما أضعف الإنتاج الصناعي لا سيما بعد ارتفاع أسعار المواد الأولية جراء نقصها في السوق المحلية، من ناحية أخرى تأثرت الأيدي العاملة بهذا الوضع وتضررت، وأصبحت أغلبية اليد العاملة بلا عمل".
بدوره اشتكى الحداد السوري محمود عارف، الذي يمتلك ورشة خاصة في مدينة الحسكة من صعوبة الأوضاع التي يعيشها حرفيو المنطقة بسبب انقطاع الوقود وارتفاع أسعار المواد الأولية اللازمة لصناعاتهم.
وقال "المازوت (الديزل) الخاص بالمنشآت الصناعية في السابق كان متوفرا وبسعر زهيد، أما الآن فنحن نشتريه بأسعار مرتفعة، وهذا تسبب لنا بخسائر وأثر على أعمالنا، كما أننا لم نحصل على المازوت منذ 4 أشهر، مضت 4 أشهر لم نستلم خلالها مخصصات المازوت، وهذا أثر على إنتاجيتنا".
ومضى قائلا "كانت تكلفة صنع الباب الحديد الواحد 100 دولار أميركي، أما الآن فتبلغ تكلفة صناعة الباب 200 دولار، كان العمل مزدهرا في الماضي، لكن الآن أعمالنا شبه متوقفة، وبلغت بنا الحال أن قللنا من الأجرة اليومية للعمالة بسبب هذه الأوضاع".