العرب والتركمان قلقون من تسليم الأكراد منصب المحافظ ضمن أي تسوية في كركوك بالعراق
(وكالة أنباء العالم العربي) - أبدى سياسيون من العرب والتركمان في محافظة كركوك بشمال العراق مخاوفهم من تسلم الأكراد منصب المحافظ في أي تسوية يتم التوصل إليها لحل مشكلة تأخر تشكيل الحكومة المحلية.
وعقد مجلس محافظة كركوك في الحادي عشر من الشهر الحالي أول اجتماع له، برئاسة أكبر الأعضاء سنا راكان سعيد الجبوري، بناء على دعوة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، دون الاتفاق على أي خارطة طريق لتشكيل الحكومة المحلية.
وقال رعد الجبوري، عضو مجلس محافظة كركوك عن (التحالف العربي)، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الأحد "الوضع السياسي في كركوك لا يزال يراوح في نقطة الصفر"، مشيرا إلى أن "المشكلة معقدة، وتتعقد أكثر بسبب عدم ثقة العرب والتركمان بالطرف الآخر" في إشارة إلى الأكراد.
وأوضح الجبوري قائلا "مقترح رئيس الوزراء بتدوير ثلاثي للمنصب، على المكونات الثلاثة: العرب والأكراد والتركمان، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني يرى أن يكون ثنائيا، بينه وبين التحالف العربي وإبعاد الحزب الديمقراطي الكردستاني والتركمان عن المنصب".
وتابع قائلا "العرب لا يثقون بالآخر، ونرى أنه في أي تدوير يجب أن تكون الفترة الأولى لنا".
وقال الجبوري إن "القوى السياسية استغلت الفقرة ١٣ من قانون الانتخابات التي تلزم الجميع بالتوازن السياسي، على الرغم من أن هذه الفقرة لم تذكر المناصب لكن ذلك أصبح عرفا".
وجرت انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم، وعددها ١٥ محافظة، في 18 ديسمبر كانون الأول الماضي، وكانت أول مرة تجرى في كركوك منذ عام ٢٠٠٥ بعدما توقفت بسبب الخلافات السياسية على إدارة المحافظة المتنازع عليها بين الأكراد والعرب والتركمان.
لكن تلك الانتخابات أحدثت واقعا قوميّا جديدا، بعد حصول العرب والتركمان على نصف مقاعد المجلس المحلي البالغ عددها 16 مقعدا، مما جعل نصاب اختيار المحافظ المطلوب، وهو النصف زائد واحد، أمرا يصعب على جميع المكوّنات تحقيقه.
وتمنع التحالفات العربيّة مع التركمان (ثمانية مقاعد) والأكراد مع المسيحيين (ثمانية مقاعد أيضا) من توفير الأغلبيّة القانونيّة.
مسألة معقدة
من جانبه، قال جودت زلال، المتحدث باسم الجبهة التركمانية العراقية، لوكالة أنباء العالم العربي إن "تقارب الحزب الديمقراطي الكردستاني من العرب والتركمان أفرز مشروعا جديدا يتمثل بطلبه أن يكون التدوير رباعيا بين العرب والتركمان والاتحاد الوطني والديمقراطي، لكل منهم سنة واحدة".
وقال زلال "مسألة كركوك معقدة وتحتاج إلى بلورة أفكار الأحزاب التي سبق أن حكمت كركوك"، في إشارة إلى فترة حكم الأحزاب الكردية.
وأضاف "نحن متخوفون من عودة الأوضاع إلى ما قبل ٢٠١٧ من اختطافات وقتل على الهوية".
وحول لقاء رئيس الوزراء العراقي الأخير مع أعضاء مجلس المحافظة، قال زلال "رئيس الوزراء شدد على ضرورة مشاركة جميع الفائزين بالانتخابات".
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية عقب لقاء أعضاء مجلس كركوك مع السوداني، قال طورهان المفتي، مستشار رئيس الوزراء إن "أزمة محافظة كركوك معطلة منذ أكثر من سبعة أشهر ولم تجر مفاوضات حقيقية منذ 20 سنة في المحافظة"، مؤكدا أن "النقطة المهمة في تشكيل الحكومة المحلية في كركوك هي منصب المحافظ"، وتوقع أنه "سيحسم خلال الـ20 يوما المقبلة".
ودعا زلال في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي كل الأطراف إلى "إعادة النظر في سياساتها السابقة في كركوك، وأن تأخذ بعين الاعتبار النتائج التي أدت إليها وإنصاف أهل كركوك الذين عانوا ما عانوا خلال السنوات الماضية".
واعتبر المحلل السياسي، شريف الحداد، تقارب الحزب الديمقراطي الكردستاني من العرب والتركمان في كركوك بأنه "جبهة الثأر من الاتحاد لما جرى في الموصل".
وأوضح قائلا "تحالفات حزب الاتحاد في الموصل مع العرب والتركمان أسفرت عن خسارة الديمقراطي مناصب مهمة في إدارة المحافظة، إضافة الى إبعاده عن الحكومات المحلية في بلدات سنجار ومخمور والحمدانية".
وتابع أن الحزب "الديمقراطي يظن أن انفصاله عن التحالف مع الاتحاد والمسيحيين في كركوك سيرجح كفة العرب والتركمان للذهاب بتشكيل حكومة محلية بعيدا عن الاتحاد، لكنها خطوة عقدت المشهد".