تقارير وتحقيقات

هل وضعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أوزارها؟

دخلت الحرب على قطاع غزة منعرجا جديدا هذا الشهر شرعت فيه إسرائيل في تنفيذ عمليات خاصة في مناطق بعينها بناء على معلومات استخباراتية؛ لكن الكثير من المحللين يرون أن الحرب وضعت أوزارها وأن حماس وإسرائيل "عالقتان" وغير قادرتين على اتخاذ خطوة إعلان انتهاء الحرب بشكل رسمي. فحركة حماس تعمل بشكل معلن ومكثف لاستعادة سيطرتها المدنية في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، لتصنع من هذه السيطرة جوادا تضعه أمام عربة "اليوم التالي" لانتهاء الحرب. وعلى الجانب الآخر، يحافظ الجيش الإسرائيلي على وجوده في منطقة نتساريم التي تفصل شمال القطاع عن جنوبه تنفيذا لاستراتيجية "جز العشب"، أي مطاردة الخلايا العسكرية التابعة لحماس والفصائل الفلسطينية المقاتلة والقضاء عليها. غير أن هذه الطريقة تجعل الجيش الإسرائيلي في وضع "غير مريح" يجعله عرضة للقصف بقذائف الهاون وكذلك لكمائن وعمليات قنص تتحدث عنها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وتبثها في تسجيلات مصورة يوميا. وفي الآونة الأخيرة، نفَّذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مخيم النصيرات الواقع الى الجنوب قليلا من وادي غزة الذي حدده الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول ليكون خطا فاصلا بين شمال القطاع وجنوبه. وأسفرت العملية وفق الجيش الإسرائيلي عن تدمير عدد من الأنفاق ومخازن الصواريخ . وتشير مصادر ميدانية إلى أن حجم الدمار في المخيم يفوق ما شهده شمال غزة إذا ما قورنت مساحة المخيم الصغيرة والمنطقة المستهدفة فيه بتلك التي في الشمال. واستهدف الجيش مناطق شرق المخيم وشماله وجعل منها مسرحا لعمليات من الواضح أن هدفها كان توسيع المنطقة العازلة التي تفصل جنوب الوادي عن شماله. #### \* المأزق تشير طبيعة القتال الحالي إلى أن حماس وإسرائيل تواجهان مأزقا يستوجب عليهما إنهاء الحرب، لكن مفاوضات وقف إطلاق النار شائكة ومعقدة وشبه متوقفة منذ نحو عشرة أيام، حيث تصر إسرائيل على أن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بالقضاء على حماس، بينما تضع حماس شروطا تراها إسرائيل تعجيزية. فحماس تطالب بضمانات لإنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال. وفي المقابل، تشدد إسرائيل على ضرورة السيطرة على إدارة غزة بعد الحرب، ومنع حماس من العودة للحكم. وفي مقال للكاتب والصحفي الإسرائيلي حجي هوبرمان قال "الحرب انتهت بهزيمة إسرائيلية، ولا أعتقد أن هناك إسرائيليا عاقلا يتابع الأحداث لا يتفق مع هذه الجملة. أنا متأكد من أن حتى نتنياهو عندما أعلن هذا الأسبوع أننا ‘على بُعد خطوة من النصر‘ لا يصدق نفسه". وأضاف في المقال الذي نشره موقع (مزاف) التابع للقناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي "هذه الهزيمة لم تحدث في 7 أكتوبر، بل في 7 أبريل؛ وهو اليوم الذي أخلت فيه قوات الجيش الإسرائيلي خان يونس، بل وخرجت فعليا من قطاع غزة باستثناء ممر نتساريم الذي أصبح مستقبله غائما أيضا". وتابع "تلقينا ضربة قاصمة في 7 أكتوبر نتيجة التهور والإهمال والتصور الخاطئ؛ وهزيمة 7 أبريل كلها من صنع حزب أزرق أبيض، وكلها مسجلة باسم القيادة العسكرية والسياسية أيضا". ويتزعم ائتلاف أزرق أبيض بيني غانتس، وزير الدفاع السابق والعضو الحالي بمجلس الحرب. وكتب هوبرمان في المقال "ليس من الضروري أن تكون يساريا واضحا لكي ترى الواقع كما هو. لقد أوقف الجيش الإسرائيلي الحرب في قطاع غزة دون أي إنجاز يذكر. تم تدمير القوة العسكرية لحماس جزئيا، وبمقدور حماس استعادتها في المستقبل؛ فمجموعة الأنفاق تحت الأرض في جميع أنحاء قطاع غزة، حتى بعد الأضرار التي لحقت بها، لا تزال سليمة إلى حد كبير، وربما لا توجد نية لمواصلة تفكيكها". وتابع "قدرة حماس الصاروخية تلقت ضربة قاتلة، لكن حماس ستتمكن أيضا من استعادتها في المستقبل". #### \* معضلة رفح يهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية وأعضاء مجلس الحرب باجتياح رفح، وبدأ فعلا الإعلام الإسرائيلي بتهيئة الرأي العام لعملية رفح، فنشرت القناة 12 تقريرا مفصلا عن خطة اجتياح مكونة من مرحلتين. وشرعت الصحف والمواقع الإسرائيلية في نشر تفاصيل العملية العسكرية المتوقعة والتي تبدأ بإجلاء من نزحوا إلى المدينة ثم محاصرتها. ويبدو أن الولايات المتحدة استخدمت ورقة رفح للضغط على نتنياهو، فخرج من حالة الضغط عليه بعد الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل في مطلع الأسبوع بأكثر من 300 صاروخ وطائرة مُسيَّرة معلنا أن خطة اجتياح رفح باتت جاهزة. ومع دخول أكثر من 300 شاحنة قطاع غزة يوميا بعد الضغوط الأميركية، لا يزال من غير الواضح إن كانت قد تمت مقايضة اجتياح رفح بتقليص الرد على إيران لمنع نشوب صراع إقليمي. لم تصرح مصادر رسمية من البلدين بهذه التفاصيل، لكن موقع أكسيوس نقل عن مسؤولَين أميركيَّين نفيهما القاطع لتقارير ذكرت أن الإدارة الأميركية أعطت الضوء الأخضر لعملية في رفح إذا امتنعت إسرائيل عن ضرب إيران بعد الهجوم الذي شنته عليها مساء السبت الماضي. #### \* "أعلى الشجرة" المحلل الإسرائيلي والكاتب في صحيفة معاريف العبرية بن كاسبيت قال إن الحرب في غزة "لفظت أنفاسها في جوف الليل"، وأشار إلى أن من يرغب في المراهنة على عودة فرق الجيش للاندفاع إلى غزة للسيطرة على رفح "واهم". وأضاف في مقال نشره هذا الأسبوع "من الممكن أن تكون هناك في المستقبل عملية من نوع ما في رفح، لكنها ستكون محدودة وهدفها الوحيد السماح لنتنياهو بالإعلان بصوت عال عن أننا حققنا ‘النصر الكامل‘.". وأشار مصدر فلسطيني على اطلاع بتفاصيل المفاوضات واللقاءات التي تجري على مدار الساعة إلى أن كل الأطراف باتت عالقة "أعلى الشجرة"، وأن مسارا جديدا يتعلق بالتفاوض الشامل بدأ يُطرح على الطاولة. لكن المصدر أكد أنه لم يُتخذ حتى اللحظة أي قرار بشكل المسار الذي سيتم التفاوض عليه، متوقعا جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مطلع الأسبوع المقبل. ويعتقد المصدر أن اجتياح رفح لن يحدث في هذه المرحلة ما دامت هناك إمكانية لعقد صفقة مع حماس، مشيرا إلى أن ورقة اجتياح رفح هي الورقة الأخيرة بيد إسرائيل للضغط على الحركة ولن تتنازل عنها بسهولة، إذ أن من شأنها أن تزيد الضغوط لإنهاء الحرب، وهو ما لا يرغب به نتنياهو في الوقت الحالي. وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة معاريف مطلع الأسبوع الماضي أن غالبية الإسرائيليين الذين شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن الحرب لم تنته بعد، إذ قال 15% إن الحرب في قطاع غزة انتهت، في حين يرى 30% أنها لم تنته بعد ولكنها تقترب من نهايتها، ويعتقد 44% أنها لن تنتهي على الإطلاق. ولم يحسم 11% من المشاركين رأيهم.

مثقفو مصر يقودون حملة لوقف هدم متحف خزاف مصري وابنته تتهم وزارة الثقافة بعدم الاكتراث

وجه مخرج الأفلام التسجيلية  شريف عبد المجيد نداء إلى مثقفي مصر وفنانيها للتضامن وتنظيم حملة لوقف هدم متحف فنان الخزف العالمي نبيل درويش ، مؤكدا أن أسرة الفنان الراحل تلقت إخطارا بهدم المتحف بعد نحو 10 أيام. وقال عبد المجيد الذي صنع فيلما تسجيليا حول أعمال درويش أنتجته القناة الفضائية المصرية عام 2002 يوم الخميس "يعد الفنان الراحل نبيل درويش (1936- 2002)، واحدًا من أهم فناني الخزف في مصر، كما عمل أستاذا بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان . ويضم المتحف الواقع على أول طريق سقارة السياحي بمحافظة الجيزة عددا من أعمال الفنان، وهو ملاصق لبيته الذي جعله متحفا يضم إبداعاته بالطين والنار. وأشار عبد المجيد وهو قاص وروائي حصل على جائزة ساويرس لفن القصة إلى أن المتحف مهدد بالهدم بسبب التوسعات الجارية في الطريق  الدائري . وقد تفاعل أكثر من 250 ألف متابع مع النداء الذي وجهته أسرة الفنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوقف هدم المتحف وشهدت القاهرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة حملات واسعة لإزالة ،وهدم لبعض المباني والمقابر التي يؤكد بعض الخبراء قيمتها التاريخية ،في حين تقول الحكومة أن الهدم يجري لصالح المنفعة العامة ،كما أن ما يهدم ليست له قيمة أثرية. ### \* مد المهلة من جهة أخرى قالت سارة ابنة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش في اتصال مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن الأسرة تلقت إخطارا بضرورة إخلاء متحف الفنان الراحل ومنزله في غضون أسبوعين، للبدء في تنفيذ قرار الهدم. وأشارت إلى أنها طلبت مد المهلة حتى تتمكن من تعبئة وتغليف  القطع الفنية والبحث عن مكان يصلح لتخزينها . وأوضحت أنها كانت تأمل في مراجعة قرار الهدم والإزالة ، إلا أن مسؤولا في هيئة النقل أبلغها رسميا الخميس بضرورة إخلاء المتحف والمنزل  تمهيدا لإخلاء المبنى  بغرض توسعة الطريق وتطوير الطريق من المنصورية إلى المريوطية بطول 3.5 كم ودعا الإنذار إلى سرعة إخلاء المبنى لاستكمال المشروع . وذكرت أنها استغرقت يوم أمس كاملا في مفاوضات  من داخل مركز الشرطة لإقناع القوة التي جاءت لتنفيذ الهدم إرجاء التنفيذ لعدة أيام ووجدت تجاوبا من قائد القوة. كما أشارت إلى أن مندوبا من وزارة الثقافة تواصل معها يوم أمس، وطلب منها كتابة لائحة بمقترحاتها لإنقاذ  القطعة التي يشملها المتحف ، لكن ابنة الفنان الراحل "لا تتوقع أن تتخذ وزارة الثقافة إجراءات فعلية " مشيرة إلى أن وزيرة الثقافة لا تعير الأمر أي اهتمام. وأضافت أن وزيرة الثقافة المصرية "صرحت في وقت سابق بأن المتحف غير تابع للوزارة ، ويندرج ضمن مجموعة من المتاحف الخاصة"، ولفتت إلى أن مندوب وزارة الثقافة استبعد قيام الوزارة ببناء متحف مماثل معلنا أن تجهيز وبناء متحف "عملية قد تستغرق وقتا طويلا " لكن مسؤولا في هيئة النقل "اقترح تكديس القطع الفنية ونقلها إلى أية قاعة تابعة لوزارة الثقافة". ### \* محضر إثبات حالة وشكرت ابنة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش إدارة المتحف القومي للحضارة لأنها عرضت الحصول على عدد من القطع الخزفية وعرضها بشكل لائق. وكشفت أن المتحف تأسس منذ العام 1983 وظل يستقبل الزوار مجانا طوال ما يقرب من 40 عاما، كما أن أرملة الفنان الراحل بعد وفاته عام 2002 استمرت  في رعاية المتحف وإدارته "رغم شيخوختها". وقالت إن العائلة تعيش كابوسا "ولم نتوقع أبدا أن يواجه المتحف هذا المصير". ولفتت ابنة الفنان التشكيلي الراحل إلى أن المسؤول عن الهدم لم يعرض تقديم أية تعويضات، لكنه أبلغها بالرجوع لمصلحة المساحة التي تتولى دفع تعويضات للمتضررين من قرارات الهدم والإزالة. وحررت الأسرة محضرا برقم 299 لسنة 2024 "إثبات حالة" بهدم المخزن الملحق بالمنزل والمتحف. وذكرت سارة درويش أن الأكاديمية الدولية للخزف بسويسرا التابعة لهيئة اليونيسكو،  وجهت خطابات رسمية لوزارتي  النقل والثقافة تطالب بإعادة النظر في قرار هدم المتحف نظرا للقيمة الفنية للفنان الراحل وأعماله. ### \* وقفة احتجاجية وأشارت إلى أن وزارة النقل تتعامل مع الموضوع بشيء من التعنت ولديها رغبة واضحة في هدم المتحف وترفض مناقشة البدائل التي اقترحها خبراء في التخطيط العمراني وهندسة الطرق ، وأكدت أن هناك الكثير من الحلول للحفاظ على القيمة المعمارية للمتحف. وقدمت النائبة البرلمانية منال هلال عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، طلب إحاطة لرئيس المجلس حنفي جبالي، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الثقافة نيفين الكيلاني بشأن قرار هدم المتحف؛ وكان من المنتظر عقد جلسة عاجلة للجنة الثقافة والسياحة والإعلام، لمناقشة الأمر، غير أن النائبة البرلمانية ضحى عاصي عضو لجنة الثقافة والإعلام أكدت في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الموضوع لم يدرج ضمن مناقشات اللجنة خلال الأسبوع المقبل. وتفاعل عدد كبير من المثقفين و المعماريين المصريين مع الحملة الداعية إلى وقف الهدم وشكرت ابنة الفنان الراحل المثقفين المتضامنين وقالت " لا حول ولا قوة للمثقفين في بلد يفقد الكثير من ثرواته المعمارية بإصرار غير مفهوم ". وأكدت أنها لم تتوقع هذا التضامن الواسع ،كما يوجد الكثير من التضامن الإعلامي. وقالت "ما نرجوه هو الحصول على ضمانات لحماية الإنتاج الفني للوالد والحفاظ على تراثه، فكل قطعة خزفية تحتاج إلى اشتراطات خاصة للعرض ونوعية إضاءة تبرز جمالياتها وليس تكديسها في المخازن". وهددت ابنة درويش بتنظيم وقفة احتجاجية في حال لم يتم الاستجابة لمطلبها في تقديم المكان الملائم لحفظ هذه الأعمال".
بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتراث، عادت الحياة يوم الخميس لمتحف التراث السيناوي في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء في مصر بعد إعادة افتتاحه بعد سنوات من الإغلاق بسبب الأوضاع الأمنية. تأسس متحف التراث السيناوي في تسعينيات القرن الماضي بالجهود الذاتية ليعكس الحياة البدوية لأهل سيناء بكل مناحيها من أدوات طعام وأعشاب التداوي ونماذج للبيوت البدوية والصناعات اليدوية والأزياء والحلي البدوية. لكن المتحف تضرر وتلفت محتوياته بسبب هجمات شهدتها محافظة شمال سيناء، وتم إغلاقه عام 2015. ويضم المتحف عددا من الأقسام منها قسم الأدوات الزراعية، وقسم أدوات المعيشة، وقسم العمارة، وقسم الأزياء، وقسم الطب الشعبي، وقسم التوثيق والمكتبة. وقال محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة إن أهمية افتتاح متحف التراث السيناوي تكمن في تفرد سيناء عن غيرها من المحافظات بالموروث التراثي الكبير في شتى نواحي الحياة. وأضاف أن المتحف "يجسد مفردات التراث والأدوات المستخدمة في الحياة اليومية القديمة في شبه جزيرة سيناء"، وحث أهل سيناء ممن يمتلكون قطعا تراثية على التبرع بها للمتحف، للمساهمة في عودة المتحف إلى سابق عهده. وساهمت عدة جهات رسمية وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في شمال سيناء في إعادة افتتاح المتحف، حيث عملت على مدى شهور على جمع العديد من مقتنياته. ![a7d892c8-1cc4-418a-8093-c315a37b93a0.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/a7d892c8_1cc4_418a_8093_c315a37b93a0_1eab6dc682.jpg) المصدر: AWP -  جانب من معروضات متحف التراث السيناوي بعد إعادة افتتاحه في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء في مصر (18 أبريل نيسان 2024) ### \* ندوات ومعارض ومهرجان للهُجُن قال محمود الشوربجي، الخبير والباحث في التراث السيناوي، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن عودة المتحف "تحمل دلالة واضحة على نجاح الحرب على الإرهاب في القضاء على الجماعات المتطرفة، كما تعكس حرص كافة أبناء المجتمع السيناوي على المساهمة في الحفاظ على تراثهم".  وأضاف أن المتحف يحتفل باليوم العالمي للتراث عبر عقد العديد من الندوات حول التراث ومعالم وتاريخ سيناء، ومعرض للصور الفوتوغرافية بجانب المشاركة في مهرجان الهُجُن يوم الخامس والعشرين من أبريل نيسان الجاري والذي يوافق عيد تحرير سيناء. ويتم إحياء يوم التراث العالمي في 18 أبريل نيسان من كل عام تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بهدف رفع الوعي بشأن أهمية التراث الثقافي العالمي وتنوعه وضرورة الحفاظ عليه.  وقال الشوربجي "التراث السيناوي ثري جدا لتعدد عناصره بين الحضر والبادية، كما أن التراث السيناوي يؤكد أصالة المجتمع ويجسد التاريخ والعادات والتقاليد وجذورها الضاربة في عمق التاريخ الذي هو حجر أساس بناء المستقبل". وقال إن المتحف يضم مقتنيات يصل عمرها إلى أكثر من قرن من الزمان تبرع بها الأهالي رغبة منهم في الحفاظ على التراث.
 تفتش الفلسطينية نسرين المسارعي بين الأنقاض بحثا عن بقايا ملابس أطفالها أو بعض من مقتنياتها وأمتعتها بين ركام شقتها المدمرة بشمال مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة، ويزداد بكائها مع كل قطعة ممزقة تجدها بين الحجارة هنا أو هناك. تمسك نسرين (45 عاما) ببقايا البطانيات والملابس المحترقة تارة، وتتابع بنظرها حطام أثاثها تارة، ثم تجثو على الأرض لتقبل لوحة تعبر عن ثقل الحمل على عجوز يحمل على ظهره المسجد الأقصى.. تلك الصورة التي اعتاد الفلسطينيون على تعليقها داخل منازلهم تعبيرا عن قضيتهم. لا تكف نسرين المسارعي، وهي أم لثمانية أبناء أكبرهم إسلام (19 عاما) وأصغرهم سراج (18 شهرا)، عن البكاء.. فحلمها الذي ظلت تسعى لتحقيقه مع زوجها بامتلاك شقة بدلا من الإيجار تحطم وذهب أدراج الرياح في القصف الإسرائيلي الذي استهدف برج الصالحي، قبل أن ينسحب الجيش من شمال المخيم الليلة الماضية. تصف أم إسلام تدمير شقتها بتدمير حياتها ومستقبل أبنائها إلى الأبد؛ تقول "بيتي هو روحي وقلبي وحياتي وواحد من أولادي. أنا كنت أُقبّل الحوائط عندما أعود إليه بعد خروجي منه لبضع ساعات". وتضيف "الماضي والحاضر والمستقبل ضاع أمام عينيَّ، ولا أقبل كلمة المال معوض، لأن المال يعادل الروح. فأرواحنا كانت مع كل زاوية بالشقة". وتروي السيدة مدى ارتباطها وأبنائها بشقتهم وبكل مكوناتها صغيرة كانت أو كبيرة، من حوائط وأبواب ونوافذ وأثاث وأمتعة وألوان.. وحتى الإضاءة. فقد ظلت تجمع المال وتحرم أبناءها أنواعا من الطعام ومن الملبس حتى تنجح في تحقيق حلم العائلة بشراء شقة وامتلاكها بدلا من معاناة الانتقال بين الشقق المستأجرة. وما زالت أم إسلام تدفع أقساط أثاث شقتها وتسدد ما استدانته لشرائها ولا تعرف أين ستعيش الأسرة سواء خلال فترة النزوح الحالية أو بعد الحرب. ### \* ضياع خلَّف الجيش الإسرائيلي دمارا كبيرا في المناطق التي اجتاحها لمدة أسبوع بالمخيم الجديد شمال مخيم النصيرات، من تجريف للأرض وتدمير لمنازل وبنايات وأبراج سكنية ومساجد ومدارس ومزارع ومرافق عامة وخاصة متعددة. وبعد انسحابه، تدفق الفلسطينيون إلى المنطقة لتفقد منازلهم المدمرة كليا أو جزئيا ومحاولة البحث عن بعض مقتنياتهم، خصوصا وأنهم غادروها قسرا تحت القصف الإسرائيلي وقبيل اندفاع الدبابات إلى المكان. في جانب آخر من المنطقة كان شريف أبو عطايا (59 عاما) يأمل بالعثور على بعض من ملابس أبنائه وأمتعتهم، لكن حالة الدمار الكامل لبنايته السكنية المكونة من ثلاثة طوابق حالت دون ذلك، ليتضاعف حزنه بحزن الأبناء والأحفاد الذين كانوا يفتشون بين الركام على دفاترهم ورسوماتهم ومقتنياتهم. أبو عطايا الذي كان يقطن طابقا بينما يقطن ابناه المتزوجان طابقين آخرين، يصف قصف الجيش الإسرائيلي لعمارته بأنه تدمير لشقاء عمره كاملا وضياع لمستقبل عائلته إلى الأبد، مؤكدا أنهم كبقية أصحاب البيوت المدمرة ليس لهم علاقة بأي من الفصائل وأنهم مدنيون يبحثون عن حياة آمنة بعيدا عن أي حرب. يروي الرجل كيف أنه خرج من عمارته على عجل دون أن يحمل معه شيئا عندما علم بتقدم الجيش نحو المنطقة. ظن أنها مجرد أيام وسيعود بعدها، لكنه فوجئ بحجم الدمار الكبير لكل معالم الحياة في المنطقة. ويتساءل غاضبا "لماذا يدمر الجيش الإسرائيلي منازل المدنيين بهذه الطريقة الممنهجة؟ ما ذنبنا كفلسطينيين في هذه الحرب المدمرة؟ أين ستعيش عائلتي وعائلتيَّ ابنيَّ الاثنين؟ هل ستكون الخيمة مصيرنا الأبدي؟". ### \* "نريد الحياة" وعلى مسافة ليست ببعيدة، قَلَّ حزن الطفل نبيل حمد نوعا ما بعدما عثر على دراجته المحطمة تحت الركام مع وسادته ودفاتره المتناثرة، بينما كانت الصدمة تسيطر على ملامح أبيه الذي جلس على حطام شقته المدمرة متجولا بعينيه بين مظاهر الدمار الشامل. ورغم أن الطفل الذي لم يكمل أعوامه التسعة يدرك الكارثة التي حلت بالأسرة وكيف أنها ستكون بدءا من اليوم بلا مكان وستضطر للعيش داخل خيمة، فإن العثور على هذه الدراجة هدَّأ إلى حد ما من روعه، فهي هدية قدمتها له أمه عند تفوقه الدراسي العام الماضي. يحاول نبيل مداراة دموعه وهو يقول إن أسرته قضت معظم فترة الحرب داخل شقتها وكانت تتمنى ألا تضطر لتجربة حياة النزوح بمُرّها وعذاباتها. أما أمه، فلم تكف عن البكاء منذ علمت بضياع الشقة. لكن الطفل لم يستطع كتمان مشاعره طويلا فبكى بحرقة. اقترب منه الأب محاولة تهدئته وهو يتمتم في أذنه ببعض الكلمات التي لم تخفف من الحزن المسيطر عليه، وقال بلغة طفولية بسيطة "راحت غرفة نومي وسريري وملابسي والهدايا وكل أشيائي الجميلة ومعها ضاعت كل حياتنا". وأضاف "يريدون تدمير حياتنا وكل بصيص أمل لمستقبلنا، ونحن نريد الحياة ونكره الحرب والدمار".

مقابلة - المغرب يعوّل على مؤهلاته الثقافية لإنجاح استضافته كأس العالم 2030

يراهن المغرب على مؤسساته الثقافية لإنجاح استضافته كأس العالم 2030 من خلال تسليط الضوء على التراث الثقافي والفني المغربي وتنظيم معارض فنية وعروض موسيقية ومهرجانات ثقافية، لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم وتعزيز التفاعل بين الثقافات المختلفة. ويرى إبراهيم المزند، مدير مهرجانات الموسيقى العالمية بالمغرب والباحث في السياسات الثقافية والصناعات الإبداعية، أن دور الجانب الثقافي في إنجاح الحدث الرياضي يمكن أن يكون حاسما وعاملا جاذبا للزوار من خلال التركيز على الجوانب الثقافية المحلية مثل التراث والموسيقى والفنون، ما من شأنه أن يزيد من نجاح الفعالية الرياضية ويعزز الاقتصاد المحلي. ويقول المزند في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن إثراء التجربة الرياضية من خلال توفير فعاليات ثقافية متنوعة مثل العروض الفنية والعروض الموسيقية سيتيح للمشجعين الاستمتاع بتجربة متكاملة تمزج بين الرياضة والثقافة. ويضيف "بتسليط الضوء على التراث والثقافة المغربية يمكن للحدث الرياضي أيضا أن يعزز الفخر والهوية الوطنية ويشجع على التلاحم الوطني". ويؤكد المزند أن الترويج الثقافي استعدادا لاستضافة الأحداث الرياضية يعد أمرا ضروريا "لأنه لا يتعلق وحسب بإبراز التنوع والثراء الثقافي للمغرب كونه بلدا مضيفا، بل أيضا بخلق بيئة ترحيبية واحتفالية للزوار القادمين من الخارج". ### \* تعزيز الصورة الإيجابية ويرى المزند أن الاستعدادات الثقافية تساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للبلاد على الساحة العالمية وتشجع على السياحة والتبادلات الثقافية، فضلا عن أن الاحتفال بالثقافة المحلية من خلال الفعاليات الفنية والثقافية المصاحبة للأحداث الرياضية توفر تجربة فريدة وممتعة للمشاركين والمتفرجين، ما يعزز فهما وتقديرا أفضل بين الثقافات المختلفة. ويشير مدير مهرجانات الموسيقى العالمية إلى أن الأنشطة الثقافية في السنوات القادمة التي تسبق احتضان المغرب كأس العالم 2030 "سيكون لها إسهام كبير إذا ما تمت بمهنية كبيرة وبإسهام من الجميع، لتترك انطباعا إيجابيا ودائما عند الزوار والمشجعين". وتطفو فنون شعبية وعروض فنية محلية عدة على السطح في مثل هذه الأحداث الكبرى، حيث يبرز عدد من الألوان الفنية الشعبية التي تميز مناطق متعددة من المغرب، والتي لا تجد فرصة للظهور بشكل كبير إلا في مثل هذه التظاهرات. ويقول المزند "يمكن للأنشطة الثقافية المواكبة للحدث الرياضي أن توفر منصة مهمة للفنانين المحليين لعرض مواهبهم وإبداعاتهم، وهذا كله سيسهم في تعزيز الصناعة الثقافية والإبداعية بالبلاد". ### \* السياحة الثقافية عملت الحكومة المغربية على حث الفاعلين في الحدث الرياضي على الترويج للسياحة الثقافية، واعتبرت نفسها أمام تحدي تنويع العرض الخاص بالتراث الثقافي، مؤكدة أهمية تقوية الشراكة بين السياحة الثقافية والسياحة التراثية بالبلاد. وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد أن المغرب يراهن على السياحة الثقافية لإنجاح حدث احتضان البلاد مباريات كأس العالم 2030. وأبرز خلال عرض قدمه بمجلس المستشارين حول "جهود الوزارة للنهوض بالسياحة الثقافية" أن الوزارة أنشأت عددا من مراكز التعريف بتراث المغرب المحلي ولا سيما بالمناطق النائية. وشدد الوزير على أهمية العلاقة بين السياحة والثقافة، معتبرا أن التراث الثقافي الوطني فرصة لتحسين وتعزيز المعرفة بصناعة السياحة في البلاد. وأشار إلى أن وزارة الثقافة تعمل بتعاون مع وزارة التجهيز على اللوحات الإشهارية التي تعرف بالمآثر التاريخية للمغرب. وأشار المزند في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي إلى أن الترويج الثقافي يعزز تجربة الأحداث الرياضية ويجعلها ليس فقط مجرد منافسة رياضية بل أيضا احتفالا بالتنوع الثقافي والترابط الإنساني بين الشعوب والثقافات. وقال "المغرب لديه كل هذه المؤهلات، سواء من خلال البنى التحتية التي بادر بالعمل عليها منذ سنين لإغناء المدن المغربية بمؤسسات ثقافية ذات بعد دولي، كالمسرحين الكبيرين للعاصمة الإدارية الرباط والعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بالإضافة إلى قصر الفنون بطنجة شمال البلاد والمسارح الكبرى التي هي بصدد الإنشاء بكل من مدينتي أغادير والصويرة، فكلها مؤسسات ستكون لها أدوار إيجابية خلال السنوات المقبلة". ### \* حدث رياضي ثقافي اقتصادي على الرغم من أن الحدث الذي يتم التجهيز له رياضي محض، فإن خلفياته وأبعاده ثقافية واقتصادية بالدرجة الأولى. فالمغرب منذ تم الإعلان الرسمي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم عن استضافته بطولة كأس العالم 2030 في أكتوبر تشرين الأول الماضي، وهو بصدد التسريع في أعمال تهيئة البنى التحتية وترميم الآثار التاريخية، استعدادا لاحتضان هذه التظاهرة. وقال المزند "المغرب بحكم مؤهلاته الطبيعية ومناخه المعتدل يسمح بتنظيم أنشطة ثقافية عدة في الفضاء العام، وهذا سيكون له حتما إسهام كبير في السنوات القادمة دون إغفال الجانب السياحي، فهناك عدد مهم من السياح يفدون اليوم إلى المغرب لأجل الأنشطة الثقافية التي تحفزهم على زيارته، وكذلك بحكم موقعه الجغرافي وقربه من الدول الأوروبية والأفريقية". وأضاف "لكل هذه الخصوصيات دور إيجابي في السنوات القادمة إذا ما أُخِذت هذه الصناعات بجدية، ليس فقط على مستوى المدن الكبرى والمركزية بل أيضا ببقية المدن". وأكد "الأمر سيكون له إسهام كبير في شعبية المغرب، خاصة أن للبلاد مواعيد مهمة في السنوات القادمة، ليس فقط كأس إفريقيا للأمم أو كأس العالم 2030، بل أيضا محطات رياضية أخرى".

الأخبار

  • الجمعة، ١٩ أبريل ٢٠٢٤ في ٤:٣٩:٢٩ م
  • سلطنة عمان تتوقع تأثر أجواء البلاد بمنخفض جوي في الأسبوع المقبل

  • قالت المديرية العامة للأرصاد الجوية في سلطنة عمان يوم الجمعة إن هناك مؤشرات أولية بتأثر البلاد بموجة جديدة من الطقس السيء ناجمة عن منخفض جوي في الأسبوع المقبل. ونقل التلفزيون العماني عن مديرية الأرصاد القول إن أجواء المحافظات الشمالية بالسلطنة ستتأثر "بأخدود من منخفض جوي من يوم الثلاثاء المقبل إلى ي...

  • الجمعة، ١٩ أبريل ٢٠٢٤ في ٩:٤٢:٠٤ ص
  • صحيفة: إسرائيل ستفتح معبرا ثالثا للمساعدات إلى شمال قطاع غزة هذا الشهر

  • نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤولين كبيرين لم تسمّهما إن إسرائيل ستفتح معبرا ثالثا إلى شمال قطاع غزة في وقت لاحق هذا الشهر. وذكرت الصحيفة أن معبر زيكيم سيضاف إلى معبري بيت حانون (إيريز) والبوابة 96، اللذين تم فتحهما هذا الشهر والشهر الماضي على الترتيب. ووفقا للصحيفة، فإن معبر زيكيم سيصبح المسار ...

الصور

اختيارات المحررين

  • الجمعة، ١٩ أبريل ٢٠٢٤ في ٧:٠١:١٧ م
  • وزراء خارجية مجموعة السبع يجددون معارضتهم لعملية عسكرية شاملة في رفح بجنوب قطاع غزة

  • اقرأ المزيد
  • الخميس، ١٨ أبريل ٢٠٢٤ في ٨:٤٩:٥٥ م
  • متحدثة باسم الخارجية الأميركية لـAWP: أي عمليات عسكرية كبرى في رفح ستكون خطأ فادحا وخطيرا

  • اقرأ المزيد
  • الأربعاء، ١٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٧:٥٩:٢٥ م
  • "عمليات الظل".. المعركة القادمة المتوقعة بين إسرائيل وإيران

  • اقرأ المزيد
  • الأربعاء، ١٧ أبريل ٢٠٢٤ في ١٢:٠٣:٠٧ ص
  • وزير المهجرين اللبناني لـAWP: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم

  • اقرأ المزيد
  • الثلاثاء، ١٦ أبريل ٢٠٢٤ في ٤:١٦:٤٠ م
  • المتحدث باسم الجيش السوداني لـAWP: تمكننا من امتصاص صدمة "تمرد" الدعم السريع وسنكسب هذه الحرب

  • اقرأ المزيد
  • الثلاثاء، ١٦ أبريل ٢٠٢٤ في ٤:١٥:٥٨ م
  • كابيتال إيكونوميكس: مخاطر اضطراب إنتاج النفط بالخليج بسبب صراع محتمل بين إيران وإسرائيل أقل بكثير مما كانت عليه في 2018 – 2019

  • اقرأ المزيد