تقارير وتحقيقات

تستقل فتاة فلسطينية قطار المترو من يافا إلى غزة للبحث عن صديق انقطعت أخباره. وفي رحلتها، تواجه بطلة العرض المسرحي الفلسطيني "مترو غزة" التي تلعب دورها الفنانة الفلسطينية شادن سليم غرباء لتدور بينهم قصة قدمت دلالات خاصة وإشارات كاشفة في انطلاق مهرجان تونس مسارح العالم بالعاصمة التونسية مساء الأربعاء. وبحضور وزير الشؤون الثقافية التونسي بالإنابة المنصف بوكثير، تابع الحضور في قاعة الفن الرابع تسلسل الأحداث وظهور شخصيات بينها شاب يعمل في المترو يؤدي دوره الفنان أحمد الطوباسي، الذي يدور بينه وبين البطلة وبينهما وبين الجمهور حوار من نوع خاص. ![de873821-418d-4ada-b7aa-94f78af0f422.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/de873821_418d_4ada_b7aa_94f78af0f422_811db3bce5.jpg) **المصدر: AWP - الممثلان الفلسطينيان أحمد الطوباسي (يمين) وشادن سليم (يسار) في مشهد من مسرحية "مترو غزة" في عرض خاص بافتتاح مهرجان تونس مسارح العالم في قاعة الفن الرابع بتونس العاصمة (27 مارس آذار 2024)** تظهر خلال الرحلة أيضا فتاة أخرى تلعب دورها الفنانة الفلسطينية ياسمين شلالدة التي تملك شبه خيط تذهب وراءه البطلة أملا في الوصول للصديق المفقود. تدور المسرحية في 65 دقيقة في ديكور لا يتعدى مجموعة من المقاعد البلاستيكية مع خلفية بيضاء. وقال معز مرابط مدير مهرجان تونس مسارح العالم للصحفيين إن الدورة الثانية للمهرجان "تسعى لانفتاح تونس على بقية المسارح في العالم وفرصة للجمهور التونسي لاكتشاف تجارب مسرحية متنوعة تونسية وعربية وأجنبية". ![16448f12-0c1d-41fc-b970-8e41a1fc8da8.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/16448f12_0c1d_41fc_b970_8e41a1fc8da8_acd9264330.jpg) **المصدر: AWP - الممثلة الفلسطينية شادن سليم في مشهد من مسرحية "مترو غزة" في عرض خاص بافتتاح مهرجان تونس مسارح العالم في قاعة الفن الرابع بتونس العاصمة (27 مارس آذار 2024)** وعن مسرحية الافتتاح "مترو غزة" أوضح أنها من إنتاج مسرح الحرية بجنين، ووصفه بأنه "من مسارح المقاومة الذي تكبد لعديد السنوات الاعتداءات للحد من نشاطه، وموقفنا أساسي باعتبار الفن والمسرح بشكل خاص وسيلة للمقاومة والتعبير عن حق الشعب الفلسطيني". ويحتفي مهرجان تونس مسارح العالم الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح أحدث العروض المسرحية التونسية والأجنبية. وسيقدم للجمهور أعمالا متنوعة بينها (الألبتروس ) للشاذلي العرفاوي و(بلا عنوان ) لمروة مناعي و(حاجة أخرى) لمحمد كواص و(رقصة سماء ) للطاهر عيسى بن العربي و(حلمت بيك البارح ) للبنى المليكي وإبراهيم جمعة و( بيرد )عرض كوريغرافي لسفيان ويسي (تونس) و( قرط ) لمحمد البوسعيدي من تونس. وسيكون عشاق الفن الرابع على موعد مع مسرحيات (صمت) لبسام سليمان من الكويت و(حادثة على الطريق ) لديمتري يوماشيف من روسيا و(الباتروس ) إضافة إلى (ميترو غزة) من فلسطين. وتستمر فعاليات مهرجان تونس مسارح العالم حتى الثاني من ابريل نيسان المقبل. ![a8826e81-e87f-4ee9-848b-5bc7d3763918.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/a8826e81_e87f_4ee9_848b_5bc7d3763918_dfda8a20bb.jpg) **المصدر: AWP - الممثلة الفلسطينية ياسمين شلالدة في مشهد من مسرحية "مترو غزة" في عرض خاص بافتتاح مهرجان تونس مسارح العالم في قاعة الفن الرابع بتونس العاصمة (27 مارس آذار 2024)** في سياق ذي صلة، احتفى مسرح دار الأوبرا بمدينة الثقافة  باليوم العالمي للمسرح بتكريم صناع الفرجة المسرحية من مخرجين من ممثلين ومخرجين  ساهموا بأعمالهم على مدى أعوام في إشعاع المسرح التونسي. وفي حفل تحت عنوان (ليلة المسرح في المدينة) كرم الحفل الممثلة المسرحية والتلفزيونية دليلة المفتاحي والمخرج والممثل عبد المنعم شويات والمخرج المسرحي البشير الدريسي وشاعر والناقد والمؤلف المسرحي محمد العوني. كما تضمن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح عروضا لأعمال مسرحية تونسية.
"محبة محبة يا بلدنا، فوق الريح نعليها، أحلى بلاد نخليها".. أغنية يكررها أطفال بأعلى أصواتهم وهم يصفقون بأيديهم وتعلو الابتسامة وجوههم المرهقة من القصف والرعب والنزوح والجوع المرافق لهم منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول. يشكل الصغار دائرة كبيرة يتوسطها ناشطون يرتدون قمصانا عليها شارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وبجانبهم مكبر صوت صغير بالكاد يسمع الحضور بعض أغاني الأطفال عند تشغيله، في حين تتوسع الدائرة شيئا فشيئا مع وصول أعداد إضافية من خيام النازحين في مواصي خان يونس بجنوب قطاع غزة. يزداد تصفيق الأطفال وتفاعلهم مع كل أغنية أو أنشودة أقرب إلى طفولتهم كانوا يحفظونها قبل الحرب ليكرروا كلماتها ونغماتها الموسيقية بانفعال يتملك ألسنتهم وأجسادهم وهم يتمايلون يمنة ويسرى، في حين يطرب بعضهم ويطيل أمد الكلمات والعبارات على طريقة الموال وسط ضحكات المحيطين به. يأتي الناشطون ببعض حركات اليد والجسد ارتفاعا وانخفاضا وبطئا وسرعة، فيقلدهم الأطفال تباعا، ومع كل حركة ينشدون بعض أغانيهم التي يعبرون عنها بالحركات والتنقلات والتصفيقات وحتى الضحكات ليتحول المشهد وكأنهم يطبقون نوتة موسيقية باحتراف منقطع النظير. يتحرك المشتركون بالدائرة وراء بعضهم هرولة وتوقفا مع توجيهات الناشط الرئيسي الذي يتوسطهم، لينجح بعضهم في الالتزام بالحركة والتوقف ويتعثر بعضهم، فتتعالى ضحكات الأطفال وذويهم ويواصلون اللعب، انتقالا إلى نشاط جديد من التفريغ النفسي والانفعالي للصغار. يعلو صوت ناشط آخر وهو يسألهم أسئلة عدة، ويجيبون بنعم صحيح، مثل "أطفال غزة بيحبوا السلام والحياة، وأطفال غزة بدهم يعيشون بأمان، حق أطفال غزة وقف الحرب، بدنا البسمة للأطفال، وبسمة تدوم وعيشة كريمة ولقمة حلال"، وغيرها من سيل التساؤلات التي تعبر عن رغبة الصغار في وضع نهاية للحرب التي حصدت أرواح آلاف الأطفال. ### \* أوضاع نفسية متدهورة تنظم مؤسسات دولية ومحلية فعاليات ترفيهية للأطفال في مخيمات النزوح بجنوب قطاع غزة من خلال تنفيذ بعض الألعاب والأنشطة وفعاليات الغناء والدبكة الشعبية وتوزيع الهدايا وغيرها في محاولة للتخفيف من الأوضاع النفسية المتدهورة للأطفال الذين يكابدون مرارة النزوح ويعيشون أوضاعا صعبة. ويتواصل تفاعل الأطفال الذين لم يكلوا ولم يملوا من اللعب والتصفيق والغناء والتنقل رغم صيام بعضهم، في مشهد يعكس شوقهم لأي نشاط ترفيهي يكسر قيود الحرب التي كبلتهم بالأحزان وانعكست على أوضاعهم النفسية التي تزداد سوءا مع تكرار مرات النزوح وتصاعد حدة القصف حتى في أماكن النزوح المصنفة وفق الجيش الإسرائيلي بالآمنة. ![b52be922-85a1-491e-b9ec-1a2321ed8f5c.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/b52be922_85a1_491e_b9ec_1a2321ed8f5c_e3ed2988d5.jpg) **المصدر: AWP - غادة الهسي تربت على كتفي ابنيها في أثناء فعالية ترفيهية للأطفال في مواصي خان يونس بجنوب قطاع غزة (24 مارس آذار 2024)** الطفلة ليدا الغزالي، التي نزحت مع عائلتها خمس مرات من مدينة غزة وصولا لمواصي خان يونس جنوب القطاع، لم تكن على القدر ذاته من التفاعل أسوة بنظرائها المحيطين بها وظلت تصفق بهدوء وتنشد بصوت منخفض بعض الأناشيد التي يكررها أقرانها بصوت مرتفع. تختلط ملامح الخوف بالفرح على وجه الطفلة ذات الأعوام العشرة وهي تشارك بالفعالية الترفيهية وتندفع ببطء شديد للتفاعل مع بعض الأغاني التي اعتادت على تكرارها مع صديقاتها بالمدرسة والحي، لكن سماعها من خلال مكبر الصوت بعد كل هذه الأشهر أعاد إلى ذاكرتها الأيام الجميلة التي كانت تقضيها قبل الحرب. تنعكس شمس الصباح على وجه ليدا الأشقر وعينيها الخضراوين وهي تحاول التململ من مكانها قليلا والانسجام التدريجي مع المحيطين علها تفلح في الفكاك ولو قليلا من ذاكرتها المثخنة بالرعب المسيطر عليها منذ نجت مع عائلاتها أكثر من مرة من قصف إسرائيلي قريب. تتحدث ليدا عن صعوبة البدء من جديد في الإحساس بالفرح بعد كل هذه الأشهر التي قضتها تتنقل من مكان إلى آخر وسط أجواء من الرعب والخوف الذي يصيبها جراء القصف والتدمير الذي كان يلاحق عائلتها في كل مكان. وتقول ليدا "نموت من الخوف يوميا والقذائف تسقط حول خيامنا ونعيش حياة مكتظة بالفقد والحرمان من كل الأشياء التي نحبها. لا أستطيع الانتقال فجأة من هذه الحالة إلى اللعب مجددا رغم اشتياقي لذلك". وعلى مقربة، يقف الآباء والأمهات وهم يتابعون بارتياح كبير تفاعل صغارهم مع الأنشطة المتتالية للبرنامج الترفيهي، فيصورونهم بهواتفهم المحمولة ويشجعونهم على الاندماج بصورة كبرى، تارة بالتصفيق لهم وعلو ابتساماتهم وأخرى بالإشارة إليهم بإصبع الإبهام والتلويح بالأيدي. تلوح غادة الهسي (40 عاما) بيدها اليمنى وترسل بالأخرى قبلات من فمها لطفليها قصي (ستة أعوام) وورد التي تصغره بعامين، وهي تقابلهما على الجانب الآخر من الدائرة الكبرى قبل أن تلتف حولهما وتتوسطهما وهما يعلوان بصوتهما لتكرار الأغاني التي يسمعانها. يسيطر التفاعل والتأثر بأجواء البهجة المحيطة على الطفلين مثلما تبدو ملامح الارتياح على أمهما التي رزقت ببكرها بعد حرمان دام 11 عاما، ونجت بهما في خمس مرات نزوح ثلاث منها تحت القصف. تؤكد الأم أنها بالكاد تصدق قدرة ابنيها على الانسجام مع هذه الفعالية الترفيهية، كونهما يشعران بالرعب من أي صوت مرتفع بعدما عاشا أياما قاسية من القصف ودوي الانفجارات المرعب، مشيرة إلى أن أطفال غزة بحاجة إلى برامج دائمة للترفيه وليس مجرد ساعات على فترات متباعدة لأنهم يعيشون أوضاعا من الرعب والحرمان لا يحتملها الكبار، على حد قولها.

بعد قرار مجلس الأمن.. هزة سياسية في إسرائيل تهدد عرش نتنياهو

منذ تصويت مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية على قرار يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى نهاية شهر رمضان وإطلاق سراح المحتجزين دون شروط، تعيش إسرائيل تحت وقع الصدمة من عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار الذي أيده 14 عضوا في حين امتنعت واشنطن عن التصويت لأول مرة منذ بدء الحرب. وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت حق الفيتو سابقا على مشاريع قرارات مماثلة تدعو لوقف الحرب في قطاع غزة. ورغم إصرار المسؤولين في إسرائيل على عدم الالتزام بقرار مجلس الأمن والتأكيد على استمرار الحرب، فإن محور تركيزهم ينصب حاليا على العلاقة المتوترة بين إسرائيل والولايات المتحدة، محملين المسؤولية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفي حين يصف محللون إسرائيليون نتنياهو "بالطفل المدلل لدى والديه"، فقد واجه انتقادات قاسية بسبب قراره منع وفد إسرائيلي من إجراء مباحثات كانت مقررة مسبقا في واشنطن، وذلك إثر موقف الولايات المتحدة في مجلس الأمن. وهاجم عضو مجلس الحرب بيني غانتس قرار نتنياهو، وقال في بيان "ليس من الصواب أن يسافر الوفد وحده، بل سيكون من الأفضل لرئيس الوزراء أن يسافر هو نفسه إلى الولايات المتحدة ويعقد حوارا مباشرا مع الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية". وقال غانتس إن العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي ركيزة لأمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية، وإن الحوار المباشر مع الإدارة الأميركية "رصيد أساسي" يجب عدم التنازل عنه حتى عندما تكون هناك تحديات وخلافات. **\* إصرار إسرائيلي على مواصلة القتال** انتقد غانتس قرار الأمم المتحدة الداعي لوقف إطلاق النار وقال "إن على دولة إسرائيل التزاما أخلاقيا بمواصلة القتال حتى إعادة المختطفين وإزالة التهديد الذي تمثله حماس؛ وهذا ما سنفعله". وأضاف "قرار مجلس الأمن ليس له تأثير يذكر من ناحية العمليات علينا؛ وعلى أي حال سوف نستمر في الاستماع إلى نصائح الأصدقاء وسنفعل ما هو صائب من أجل إسرائيل". زعيم المعارضة يائير لابيد انتقد أيضا نتنياهو واتهمه "بخلق أزمة سيئة من خلال إدارته السيئة". وقال في بيان "هناك سؤال واحد ينبغي لنا أن نطرحه على أنفسنا بشأن الأزمة التي صنعها نتنياهو مع الولايات المتحدة، هل هي جيدة لإسرائيل أم سيئة؟". وتابع "الإجابة القاطعة هي سيئة لإسرائيل، وسيئة للأمن، وسيئة للاقتصاد". وقال لابيد إن الأزمة مع الولايات المتحدة كان من الممكن إدارتها بشكل مختلف. وأضاف "مسموح في بعض الأحيان أن تقول ‘لا‘ للأميركيين، لأن إسرائيل بالفعل دولة مستقلة ولسنا بحاجة إلى إذن من أحد للدفاع عن أنفسنا؛ لكن من الأفضل إبقاء الخلافات في غرف مغلقة، ومن الأفضل تنسيق كل شيء مع أكبر قوة في العالم وأهم حليف لنا". وشدد على أن نتنياهو تصرف بشكل لا مسؤول وأن ردود أفعاله لا يمكن فهمها أو تفسيرها، مضيفا "هو يسرّع هذه الأزمة فقط من أجل كسب الوقت وصرف النقاش عن قانون التجنيد الشائن". وكان نتنياهو قد قطع وعدا للأحزاب الدينية بإقرار قانون يعفي اليهود المتدينين من التجنيد الإلزامي إذا ما منحوا حكومته الثقة في الكنيست وانضموا إليها. ويثير مشروع القانون جدلا في إسرائيل، إذ ترفضه المعارضة كما يرفضه جزء من أركان الائتلاف الحكومي. **\* مواجهة عن وعي؟** المحللة في هيئة البث الإسرائيلية دانا فايس هاجمت هي الأخرى قرار نتنياهو منع توجه الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن لإجراء مباحثات هناك، وقالت "السؤال المطروح هو ما إذا كان رئيس الوزراء قد دخل في المواجهة عن وعي، وما إذا كان يريد المواجهة مع الولايات المتحدة". وكشفت فايس أن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل مسبقا بكيفية تصرفها خلال التصويت في مجلس الأمن، ورغم ذلك وجَّه نتنياهو إنذارا للولايات المتحدة يهدد فيه بإلغاء زيارة الوفد إذا ما لم تستخدم واشنطن الفيتو ضد القرار. وأضافت أن إسرائيل كانت تعلم بموقف الولايات المتحدة "لكن هذا لم يمنع رئيس الوزراء نتنياهو من إصدار بيان الليلة الماضية أصدر فيه إنذارا". وتابعت "هذه ليست مجرد مواجهة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بل هي المواجهة التي يسعى نتنياهو إلى تحقيقها مع بايدن. فإسرائيل أمام سلة من الخيارات للتعبير عن استيائها من القرار الأميركي، وهذه ليست المرة الأولى التي يختار فيها نتنياهو عن وعي إلغاء زيارة وفد لواشنطن، رغم أن بايدن شخصيا هو من طلب إرسال الوفد". وبحسب فايس، فقد اتخذ نتنياهو القرار بمفرده ولم يتشاور مع وزير الدفاع يوآف غالانت أو الوزير بيني غانتس أو حكومة الحرب، مبررة الانتقادات الشديدة لقراره. **\* حالة من "الفوضى"** اتهم ناحوم برنيع، المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرنوت، نتنياهو بخلق حالة من "الفوضى" مع الولايات المتحدة، وقال "الفوضى التي أحدثها نتنياهو أدت إلى تفاقم الأزمة المتفاقمة أصلا بين الحكومتين". ووصف برنيع ما حدث بأنه كان "عملا طفوليا يقترب من الغباء". وأضاف "كيف كان نتنياهو يفكر؟ هل كان يظن أنه إذا أخرج اثنين من مسؤوليه من الطائرة ومنعهما من التوجه لواشنطن، ستشعر أمريكا بالذعر؟ هل من الآن فصاعدا ستستخدم حق النقض ضد أي اقتراح مناهض لإسرائيل في الأمم المتحدة؟". ويشدد برنيع على أن بايدن يبحث حاليا عن مصلحته الانتخابية، وقال "إسرائيل عبء انتخابي في حملة انتخابية صعبة، ولا يستطيع بايدن تحمل المزيد من الصور القاسية وموجة أخرى من الاحتجاجات، في حين يهدد الجناح اليساري في حزبه بالتخلي عنه ومعه الملايين من الناخبين الشباب". ويرى المحلل السياسي جهاد حرب أن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة مختلفة تماما عن العلاقة المتوترة بين بايدن ونتنياهو. وقال لوكالة أنباء العالم العربي "إذا غضب أب من ابنه، فقد يطرده إلى خارج المنزل لكنه لا يتخلى عن حمايته". وشدد حرب على أنه رغم عدم استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو، فإن إسرائيل تعرف أن واشنطن لن تتخلى عن حمايتها، ولذلك كانت نبرة المسؤولين الإسرائيليين عالية في رفض القرار وتطبيقه والإصرار على مواصلة العمليات العسكرية.
يجتهد الفلسطيني عبد النجار في تنظيف محيط خيمة نزح إليها مع أبنائه وأحفاده بموقع عسكري كان تابعا للفصائل الفلسطينية في رفح بجنوب قطاع غزة، ليضفي على موقع الخيمة أسفل تلة صغيرة لمسة من النظافة والترتيب ومشهدا يخلو من الحجارة والقاذورات بل ومن الأعشاب. يحاول الرجل (62 عاما) أن يُزيل بنفسه كل ما يمكن أن يُلحق أذى بالصغار الذين يلهون أمام الخيمة أحيانا، وفي محيطها وخلفها أحيانا أخرى، خشية بقاء بعض من مخلفات الفصائل المسلحة في المكان رغم إخلائه منذ الأيام الأولى للحرب. الأب والجد النازح من منطقة قيزان النجار بخان يونس إلى موقع يسمى (الحشاشين) شمال رفح، لم يجد مكانا متسعا سوى هذا الموقع العسكري السابق بعد أن أُوصدت أمامه كل الأبواب الأخرى عند نزوحه القسري قبل ثلاثة أشهر، فاتفق مع بعض أقاربه على إقامة خيامهم وعُرُشهم بالموقع رغم أنه معرض للقصف الإسرائيلي المتكرر. في البداية، تردد الرجل بالنزوح إلى هذا الموقع، لكن القصف الإسرائيلي كان يلاحقه وعائلته ولم تكن هناك وسيلة تنقله لأماكن أخرى غرب خان يونس أو رفح، فقرر المكوث مبدئيا في ساحة التدريب على أن يبحث عن مكان آخر لاحقا. لكن ذلك لم يتحقق ذلك واستمر نزوحه بالمكان ذاته حتى الآن. وبعد أيام معدودات، بدأ المكان يكتظ بالنازحين. وبعدما كان يضم بضع عائلات نازحة، باتت مئات العائلات تنتشر في أماكن متعددة داخل أراضي الموقع العسكري، في حين تتنقل المركبات بين مواصي خان يونس ورفح من خلال طريقين داخل الموقع ويؤديان إلى طريق آخر بمحاذاته تماما. ويصف الرجل في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) كيف كان الخوف يسيطر عليهم في الأيام الأولى للنزوح  بعدما فوجئوا بأن المكان الذي نزحوا إليه هو الموقع ذاته الذي كان يتردد في الأخبار أنه يتعرض لقصف الطائرات الإسرائيلية. لكن حالة الخوف بدأت تتراجع شيئا فشيئا مع زيادة أعداد النازحين وكثافة التنقل والحركة داخله. ### \* لا بديل رغم أن عبد النجار بقر وجود خطورة عالية في بقائهم بالمكان تصل حد تهديد حياتهم بشكل مباشر مع احتمال تعرض الموقع للقصف الإسرائيلي بأي لحظة، فإنه يؤكد أنه لم يكن بالإمكان توفير أي مكان آخر، وأن وجود أعداد كبيرة من النازحين شجعه أيضا على القدوم. يقول "فررنا من خان يونس إلى رفح بحثا عن النجاة، لنجد أنفسنا في المكان الأكثر عرضة للقصف. لكن لا بدائل أخرى أمامنا وسنضطر للمكوث هنا طالما لم نُجبر على إخلائه". ويضيف "حاولت وأقاربي والنازحون بالموقع العمل من أجل ضمان خلوه من أي وسائل أو أدوات قد تؤذي أبناءنا، فضلا عن تيقننا بأن المسلحين الذين كانوا بالمكان أخلوه تماما كما هو معتاد بكل الحروب السابقة". ![df0350c7-315c-44b1-9edb-0afb4a350831.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/df0350c7_315c_44b1_9edb_0afb4a350831_e19a668339.jpg) المصدر: AWP - خيام مدنيين فلسطينيين لم يجدوا بديلا عن النزوح إلى موقع (الحشاشين) العسكري في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة رغم الخطر (24 مارس آذار 2024) بيد أن القلق المحدود البادي على عبد النجار وأقاربه ليس هو ذاته لدى كثير من العائلات النازحة التي تحبس أنفاسها مع دوي أي انفجارات خشية أن تكون هي الهدف القادم، خصوصا أن المنطقة مفتوحة وأصوات القصف فيها وبمحيطها قوية ولا سيما في ساعات الليل. فحالة الرعب تتملك عائلة نبيل أبو دية (52 عاما) التي نزحت من بيت لاهيا بشمال غزة إلى الموقع العسكري ذاته بعد رحلة نزوح بدأت منذ الأيام الأولى للحرب وتنقلت خلالها العائلة سبع مرات من مدينة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر حتى ضاقت الدنيا أمامها ولم تجد سوى هذا الموقع. أقام الرجل عريشة من ألواح الخشب والنايلون وبعض قطع القماش البالية ليؤوي عائلته وعائلات أبنائه الثلاثة. يصف نزوحهم بأنه "انتقال من موت إلى موت"، فهذا المكان المعرض للقصف الإسرائيلي يصيبه بالرعب وبالكاد يستطيع التماسك كلما حدث قصف قريب حتى لا ينتقل رعبه إلى الصغار. ### \* "أهون من الشارع" ظل أبو دية لثلاثة أيام يبيت في الشوارع لا يجد أي مكان ينزح إليه مع 23 فردا من عائلته حتى أبلغه صديق بوجود مساحة أرض واسعة فارغة بالإمكان النزوح إليها. وتوجه إلى المكان مباشرة دون السؤال عن ماهيته أو تبعيته حتى فوجئ في اليوم التالي بأن الأرض كانت جزءا من موقع عسكري للفصائل. لم تكن أمامه أي فرصة للانتقال لمكان آخر خصوصا أنه كان يصر على النزوح لرفح كونها الأكثر أمنا وفق ما يردده الجيش الإسرائيلي، فضلا عن خطورة وصعوبة التنقل والحركة برفقة عائلته وأمتعتها وبعض مستلزمات عريشته، ناهيك عن الكلفة المالية التي سيتكبدها. آثر نبيل البقاء في الموقع ذاته، لكنه بحث عن مكان على أطرافه بعيدا عن أي من المباني المقامة داخله، أملا بأن يكون أكثر أمنا. واعترضت زوجته بشدة على البقاء به، وأصرت على الرحيل منه حتى لو عادت للمبيت على أطراف الشوارع بعريشة أو حتى في العراء. لكن تجربة الرجل مع النزوح على جوانب الطرقات كانت قاسية للغاية، نظرا للأخطار الكبيرة المتعلقة بحوادث السيارات والازدحام الشديد فضلا عن افتقادهم أيا من مقومات الحياة كوجود مرحاض أو أي خصوصية داخل العريشة. يقول "الخيارات أمامنا محدودة وكلها أسوأ من بعضها، لذلك اتخذت قراري بالنزوح بهذا الموقع باعتباره في رفح من جهة، وأهون من الشارع من جهة أخرى، إضافة إلى وجود مئات العائلات بالمكان". ويضيف "ما كتبه الله سيكون. مللنا عذابات النزوح والتنقل وتكاليفها التي لا تتوفر لدينا. الآن نتأقلم مع المكان وتسير الأمور بالحد الأدنى للحياة؛ ولا نغفل وجود مساحات واسعة أمامنا للعب الأطفال، وهو غير متوفر بأي مخيمات نزوح أخرى".
تطمح فرقة موسيقية مصرية تأسست في 2014 إلى تعريف الجمهور بالتراث الموسيقى لقبائل البحر الأحمر. وبدأت فرقة (نغم البحر) تقديم عروضها في عدد من المراكز الثقافية الرسمية والمستقلة في مصر منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، وقدمت أحد عروضها في مركز الربع الثقافي في شارع المعز في وسط القاهرة الفاطمية يوم الجمعة الماضية، ووجدت تجاوبا واسعا من الجمهور الذي تفاعل مع أغنيات الفرقة وموسيقاها التي تتشابه كثيرا مع الموسيقى التراثية في بعض دول منطقة الخليج.  وقال مدثر سباق مدير فرقة (نغم البحر) لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "تخصصت الفرقة في تقديم تراث أغنيات البحر، فضلا عن تراث القبائل البدوية المنتشرة حول ساحل البحر الأحمر في محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء".     وأشار إلى أنه بدأ مع بعض أفراد عائلته في توثيق تراث القبائل هناك، كما يعمل على تدوينه وحفظه وتلقينه للأجيال الجديدة "بغرض تأكيد قدرته على الاستمرار". بدأ سباق جهوده في تأسيس الفرقة عام 2014، إلا أن جهوده تبلورت بعد عامين مع انطلاق عروض الفرقة أمام جمهور متنوع. ويستهدف سباق نقل تراث قبائل البحر الأحمر  بحيث يكون متاحا أمام الباحثين المختصين في دراسة الفلكلور والتراث المادي واللا مادي وكذلك العادات والطقوس الشعبية. وبدأت فرقة (نغم البحر) عملها بإحياء الفنون الموسيقية وإعادة تقديمها من خلال مجموعات شبابية تولت تدوينه من الأجيال السابقة لتعميق فكرة تواصل الأجيال.  يصف سباق نفسه بأنه "عاشق الفنون التراثية"، ويوضح أنه قضى سنوات الطفولة والمراهقة في حضور حفلات الأفراح وكافة المناسبات الاجتماعية، مما جعله على وعي بمضمونها وطقوسها في كافة مدن البحر الأحمر، وخاصة الغردقة والقصير ومرسي علم. ويرى أن سنوات النشأة أمدته بمعارف وخبرات كثيرة أهلته بعد سنوات للتعامل مع كبار السن وإقناعهم بضرورة تلقين الأجيال الأحدث ما لديهم من حكايات شعبية وأغنيات. وأشار سباق إلى أن أكثر العوامل التي ساعدت على تيسير عملية تدوين التراث أن معظم العائلات داخل محافظة البحر الأحمر ترتبط بعلاقات مصاهرة ونسب "وبالتالي لم يكن هناك غرباء يؤدون مهمة التدوين والتوثيق". وعلى الرغم من صعوبات التنقل بسبب المسافات الطويلة بين مدن وقرى المحافظة، لكن ذلك "لم يمثل عائقا يحول دون نجاح عمليات جمع التراث"، على حد قول سباق. ويقيم سباق في رأس غارب، في حين يسكن معظم أفراد عائلته في مدينتي القصير والغردقة على بعد عشرات الكيلومترات.  ### \* مهمة قومية أبدى مدير فرقة (نغم البحر) أسفه لأن الكثير من الفنانين، مثل حربي حسين ومحمد جمعة الزراع وعيد رزق الله، الذين كانوا من حفظة تراث هذه القبائل قد ماتوا دون أن يتم حفظ وتسجيل كافة أدوارهم الموسيقية. وربما بسبب ذلك يشعر مدثر بمسؤولية إزاء عملية نقل تراث القبائل إلى الأجيال الأصغر، ويعتبر أنه في مهمة قومية. وتتكون الفرقة من 12 عازفا يعزفون على آلتي السمسمية والعود وبعض الطبول الإيقاعية، وتستخدم الفرقة أحيانا جالون مياه معدنيا كآلة إيقاعية. وأوضح سباق، الذي ينتمي إلى قبيلة العبابدة، أن لكل قبيلة أسلوبها في الغناء والعزف، كما تمتلك أغنيات تمثلها، ولذلك يتسم الفن البدوي بالتنوع. وتجمع فرقة (نغم البحر) في عروضها الجماهيرية بين أداء الفنون البحرية والفنون البدوية التي تسمى (اليماني)، وهي موجودة  بنفس الصيغة في السعودية واليمن والأردن ومصر. وتؤدي كل قبيلة هذه الأغنيات بإيقاعات ونصوص شعرية مختلفة، كما أن هناك بعض الأبيات التي تعود إلى فن الصوت الشائع في الخليج، لكنها تؤدى ضمن برامج الفرقة بأسلوب خاص. ويفسر سباق ذلك مؤكدا أن أواصر التواصل بين قبائل البحر الأحمر بضفتيه ما زالت ممتدة إلى الآن وتعود إلى أزمنة سحيقة، لكن كل قبيلة تضع بصمتها الخاصة وتشكل هذا التراث وفقا لأنماط تفاعلها معه. ويقول "هناك الكثير من أفراد القبيلة التي تنتمي لها أمي يعيشون في السعودية إلى الآن ويحملون جنسيتها، كذلك توجد قبائل تعيش في القصير لها أصول يمنية والعلاقات متواصلة إلى الآن، كما يفد إلينا الكثير من السودانيين ونحن جميعا نشعر بالانتماء إلى تراث واحد، فالبحر هوية جامعة".  وتتخذ الفرقة من القصير مقرا لها، ويشير سباق إلى أن لهذه  المدينة وضع خاص نظرا لارتباطها التاريخي بطرق الحج والتجارة القادمة من جهة وادي النيل في اتجاه البحر، مما جعلها تجمع خليطا من تراث البحر والوادي.   ويوضح أن قرى ومدن البحر الأحمر قبل أن تعرف التنمية السياحية كانت تعاني من التهميش وتصنف ضمن المناطق النائية، ولم تجد اهتماما من الدولة إلا في العقود الأخيرة. وأضاف "كان أهالي القصير يستقبلون بث التلفزيون السعودي بجودة أفضل من إرسال التلفزيون المصري، لذلك شاعت بين السكان الكثير من الأغنيات السعودية وأثرت كثيرا في نشأة أجيال كاملة". ينتمي سباق لعائلة تلعب الكثير من الأدوار السياسية في المنطقة، وتحظى كذلك بمكانة اجتماعية مميزة ونال أفرادها قدرا كبيرا من التعليم، لكن هذا لم يمنع بعض أفرادها من الاهتمام بالموسيقى والسعي إلى تعلمها، لذلك يمثل أفراد عائلة سباق العمود الفقري للفرقة. ويتوقع سباق أن تشهد الفترة المقبلة تطورا في عمل الفرقة، سواء بتعديل الكلمات أو الألحان بما لا يخل بروح تلك الأعمال التراثية، بحيث تواكب أعمالها روح العصر ويتمكن كافة الناس من تقبلها والتعايش معها. ويؤكد أن مهمة الفرقة ليست  قاصرة على الحفاظ على التراث من الاندثار، وإنما تمتد إلى تطويره بما يتناسب مع الزمن الحالي.

الألغام في شبوة باليمن.. تقتل الأطفال وتمنع الحرث وتعرقل الرعي

بين ربوع وادي بيحان بشمال غرب محافظة شبوة في شرق اليمن، لا يزال الحزن يخيم على عائلة عليان ناجي في الذكرى الثالثة لفقدان ابنها البكر الذي كان ضحية لغم أرضي من مخلفات الحرب في الوديان. كان عليان (16 عاما) يرعى الأغنام مع أصدقائه في أحد الأودية عندما انفجر به لغم مدفون تحت الأرض. ذهب الفتى وترك وراءه جرحا عميقا يدمي قلوب أفراد عائلته الصغيرة التي تعتمد في معيشتها على الأرض الزراعية وعلى رعي وتربية الأغنام والإبل والنحل. من تحت لثامها، تقول تقول أمه بصوت يملؤه الحزن والأسى إن عليان خرج كعادته صباحا ذات يوم في مطلع عام 2022 ليرعى الأغنام. وتضيف الأم الثكلى "لم أكن أتوقع ألا أراه مرة أخرى. فقدنا نور حياتنا وسندنا في هذه الدنيا". تتذكر مرح ابنها وتواصل حديثها لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) قائلة "كان عليان طفلا مرحا وذكيا. كان يحلم بمستقبل أفضل، لكن الحوثيين حطموا أحلامه وسرقوا فرحتنا بعد أن زرعوا اللغم في الوادي بعد تحريره من القوات الحكومية". فقدت الأسرة أيضا من الأغنام التي كانت ترعى جواره في وادي بيحان. ولم تقتصر المأساة على فقدان الفتى وحسب، بل امتدت لتشمل العائلة بأكملها. فالأب بات يعاني أمراضا نفسية جراء صدمة فقدان نجله البكر والابن الوحيد بين البنات، بينما تعيش أخواته الثلاث حالة من الخوف ويرفضن رعي الأغنام هلعا، ما اضطر الأسرة إلى بيع أغنامها التي كانت تشكل مصدرا مهما لاستمرار عيشها. تقول علياء التي تصغر أخاها عليان بعام واحد، "كنا نلعب معا ونضحك، لكن الآن كل شيء تغير. أشعر بالخوف والوحدة بعد فقدان أخي وأتساءل لماذا يزرعون الألغام التي تقتل الأطفال؟". ### \* إحصائيات شحيحة تناشد الأم الجهات المعنية إزالة الألغام، وتقول "لا نريد أن تتكرر مأساة عليان مع أي طفل آخر. نريد أن يعيش أطفالنا في سلام وأمان، ونعود إلى التنقل دون خوف لنعود إلى تربية الأغنام كما كنا من قبل". وتقول إن لدى الأسرة أرضا زراعية لا تستطيع دخولها، فهي ملغومة منذ ثلاثة أعوام. حُرمت العديد من الأسر المزارعة من الرعي في مساحات واسعة من الجبال الغربية والشمالية بسبب مخاطر الألغام، وفقدت أُسر أطفالها في أثناء الرعي بالوادي. الحقوقية إسلام علي المتخصصة في رصد عدد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في محافظة شبوة قالت في لقاء مع وكالة أنباء العالم العربي إن محافظة شبوة وخاصة في مديرياتها الغربية والشمالية المحاذية لجبهات البيضاء وحريب المشتعلة بالحرب بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي تعد مناطق موبوءة بالألغام، ما يشكل خطرا داهما على حياة الأهالي ومصادر رزقهم. والألغام مشكلة رئيسية تواجه الأسر والمزارعين في شبوة حيث تعيق زراعة الكثير من الأراضي الزراعية وتمنع الرعاة من التنقل بحرية بين الوديان الغربية والشمالية لمديريات عسيلان وبيحان وعين. وتقول إسلام علي شير إنه رغم جهود الجهات المختصة لنزع الألغام، فإن زراعتها بكثافة وعشوائية تفاقم من خطورتها على السكان، وتعيق عملية إعادة الإعمار والتنمية في المنطقة، كما تعيق عودة الكثير من الأسر النازحة إلى منازلها، وتحد من حرية تنقل المواطنين ورعي حيواناتهم. وتشير إلى أن الإحصائيات الخاصة بعدد الضحايا في شبوة شحيحة وغير متوفرة بدقة بسبب ضعف الجهود الرسمية في حصر الضحايا وعدم مبادرة السلطة المحلية في تسهيل مهام الراصدين في تتبع الضحايا ورصدهم بدقة في المديريات الغربية والشمالية لشبوة . وتؤكد الباحثة أنها رصدت أكثر من خمسين ضحية بين معاقين ومصابين من الأطفال والنساء والرجال خلال السنوات الثلاث الماضية في إطار عملها كراصدة ضمن منظمة حقوقية دولية، وتقول "عدد ضحايا الألغام في شبوة ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأعوام الماضية حيث سقط العديد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ضحايا لهذه الألغام". ### \* خطر داهم يشهد اليمن منذ تسعة أعوام حربا بين جماعة الحوثي المسلحة والقوات الحكومية أدت إلى دمار واسع ومجاعة وانقسام جغرافي وإداري بين مناطق سيطرة الحوثيين وتلك الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، مما زاد من حدة معاناة المدنيين. ويقول فارس الحميري، المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام (مجتمع مدني)، في لقاء مع وكالة أنباء العالم العربي إن جماعة الحوثي تزرع الألغام بكافة أشكالها بما في ذلك الألغام الفردية المحرمة، بالإضافة الى العبوات الناسفة المموهة، في مناطق واسعة من اليمن بما في ذلك الطرقات ومصادر المياه والمناطق الريفية الزراعية والجبلية التي يرتادها الفلاحون والمزارعون والرعاة. ويضيف "زراعة الألغام في اليمن لم تكن لأغراض عسكرية، حيث تؤكد الوقائع شبه اليومية أن المستهدف هم المدنيون، حيث تشير تقديرات المرصد اليمني للألغام إلى أن مئات الأسر اليمنية فقدت أطفالها نتيجة حوادث انفجارات ألغام أو عبوات قرب منازلهم أو على الطرقات الرئيسية والفرعية أو في المناطق الزراعية ومناطق رعي الماشية". ومضى قائلا "مهنة رعي الماشية في اليمن تعد مهنة قديمة وتقليدا بالمجتمع اليمني عموما، وينشط في هذه المهنة الأطفال والنساء، ولذلك حياة العاملين في هذه المهنة أصبحت تهددها الكثير من المخاطر بفعل الحرب". وتعد مناطق عسيلان وبيحان وعين من أكثر المناطق الملوَّثة بالألغام والعبوات الناسفة في محافظة شبوة بحسب الحميري الذي أكد أن الخطر لا يزال يتربص بحياة المدنيين رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الفرق الهندسية في عملية التطهير. وقالت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، إيلين كوهن، خلال مؤتمر صحفي في ختام زيارتها إلى اليمن في ديسمبر كانون الأول عام 2022، إن الألغام ومخلفات الحرب "تستمر في قتل وجرح اليمنيين الأبرياء وتحرم العديد من العائلات اليمنية من الوصول إلى منازلها ومزارعها ومصادر رزقها الأخرى، مما يؤدي إلى تفاقم الآثار المدمرة للنزاع"، ودعت إلى تسريع جهود مكافحة الألغام. ووفقا منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تعرض أكثر من 11 ألف طفل في اليمن للقتل أو التشويه، بمعدل أربعة أطفال في اليوم، منذ تصعيد القتال في اليمن عام 2015. وتوقعت المنظمة في آخر إحصائياتها في أواخر عام 2022 أن يكون العدد أعلى بكثير.

الأخبار

  • الخميس، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ في ٩:٥٥:٣٨ م
  • نتنياهو يقول لعائلات جنود محتجزين في غزة إن إسرائيل "تستعد لدخول رفح"

  • أفادت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) يوم الخميس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات جنود محتجزين في غزة أن إسرائيل "تستعد لدخول رفح" ولن تترك أحدا من جنودها هناك. ونقلت الصحيفة عن بيان لمكتب نتنياهو قوله إن الضغط العسكري فقط هو الذي سيضمن تحرير المحتجزين. وأوضح "استمرار الضغط العسكري، الذي نمارسه...

  • الخميس، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ في ٦:٢١:٤٥ م
  • الوكالة الفلسطينية: حكومة محمد مصطفى تؤدي اليمين أمام الرئيس الأحد

  • قالت وكالة الأنباء الفلسطينية يوم الخميس إن الرئيس محمود عباس أصدر قرارا بقانون بمنح الثقة للحكومة التي شكلها رئيس الوزراء المكلف محمد مصطفى، وإنها ستؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس يوم الأحد المقبل. ونشرت الوكالة نسخة من التشكيل الوزاري المقترح، وفيه يشغل مصطفى أيضا منصب وزير الخارجية والمغتربين. ...

  • الخميس، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ في ١٢:٣٧:٤٠ م
  • شهود لـAWP: الجيش الإسرائيلي يعزل مناطق الأغوار بالضفة بعد إصابة 3 في إطلاق نار

  • قال شهود عيان يوم الخميس إن الجيش الإسرائيلي فرض إغلاقا شاملا على مناطق الأغوار في الضفة الغربية، في أعقاب عملية إطلاق نار أدت لإصابة ثلاثة إسرائيليين. وأبلغ الشهود وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الجيش الإسرائيلي أغلق الحواجز العسكرية المؤدية إلى مدينة أريحا القريبة من بلدة العوجا، التي وقعت عمل...

الصور

اختيارات المحررين

  • الخميس، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ في ٢:٣١:٥٦ م
  • سالك الإماراتية لـAWP: نستكشف فرص تحصيل رسوم التعريفة المرورية في مناطق جغرافية أخرى

  • اقرأ المزيد
  • الخميس، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ في ١٢:١١:٣٢ ص
  • إسرائيل تعود لاستخدام تكتيك "القرع على السطح" في رفح

  • اقرأ المزيد
  • الأربعاء، ٢٧ مارس ٢٠٢٤ في ٧:٤٧:٣١ م
  • (بهجة رمضان).. معرض تشكيلي يتحايل على تراجع مساحة رسم الكاريكاتير في الصحافة المصرية

  • اقرأ المزيد
  • الأربعاء، ٢٧ مارس ٢٠٢٤ في ٨:٥٢:٣١ ص
  • بعد رمضان بلا انقطاع في الكهرباء.. المصريون يترقبون مصير خطة ترشيد الاستهلاك

  • اقرأ المزيد
  • الثلاثاء، ٢٦ مارس ٢٠٢٤ في ١٠:٤٢:٢٨ م
  • إفطار رئيس موريتانيا مع الفقراء والأسر المتعففة يثير تساؤلات في أوساط المعارضة

  • اقرأ المزيد
  • الثلاثاء، ٢٦ مارس ٢٠٢٤ في ٨:٢٩:٠٤ ص
  • مصر تعول على قطاع الصناعة للوصول إلى حل مستدام لأزمة شح العملة الصعبة

  • اقرأ المزيد